مباشر - إيناس بهجت: تواجه القطاعات الاقتصادية في الإمارات تحديات عدة لمواجهة التداعيات السلبية جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
هذه التداعيات دفعت عدداً الشركات، لاتخاذ إجراءات استثنائية خاصة من بينها تخفيض الرواتب، لتقليل حجم خسائرها، في ظل إجراءات احترازية، قضت بتوقف بعض أنشطة هذه الشركات للحد من انتشار الفيروس.
وبحسب مسح أجراه "مباشر" على الشركات التي أعلنت عن إجراءات لمواجهة تلك التحديات، خفضت 5 شركات من بين 18 شركة الرواتب للتخفيف من الآثار الاقتصادية السلبية، ويعد قطاعا العقارات والطيران، من أبرز القطاعات التي تواجه تحديات عميقة.
وجمع تقرير لشركة لوتاه للتطوير العقاري أبرز التوجهات التي تسعى الشركات لتطبيقها خلال فترة تفشي "كورونا" لتجاوز الأزمة الاقتصادية، منها تطبيق تدابير السلامة، وإجراءات التعقيم الوقائية، وتحسين المزايا المعيشية، وبناء عقارات تحقق مُختلف الاحتياجات، وتسخير إمكانيات التحول الرقمي في القطاع.
وكانت البداية مع شركة إعمار العقارية، التي قررت تخفيض رواتب الإدارة العليا بنسبة تراوحت ما بين 30 بالمائة إلى 100 بالمائة، حتى إشعار آخر.
وتراوحت تخفيضات الرواتب، بين 100 بالمائة لرئيس مجلس الإدارة، و50 بالمائة للإدارة العليا من الدرجة التاسعة إلى الثالثة عشر، وبنسبة 40 بالمائة للإدارة المتوسطة من الدرجة السابعة إلى الثامنة، والموظفين من الدرجة الرابعة إلى السادسة بنسبة 30 بالمائة.
بينما اتجهت شركة إعمار للضيافة، إلى منح الموطفين 15 بالمائة فقط من الراتب، مع الاحتفاظ بالسكن والتأمين الصحي، لمن توقفوا عن العمل أو من هم في إجازة حالياً، ومنحت الشركات الأخرى التابعة لإعمار العقارية 60 بالمائة من الراتب.
وعلق محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية ، بأن الشركة اتخذت إجراءات احترازية لخفض التكاليف لمواجهة أزمة "كورونا"، مثلما فعلت باقي الشركات الكبرى.
ودعا العبّار قطاع الوساطة العقارية إلى التعاون معه والانخراط في الجهود المبذولة لإنعاش الحركة العقارية واستعادة زخمها في أسرع وقت ممكن.
وجاءت دعوى العبار للوسطاء العقاريين بدبي، بعد دعوته تجار التجزئة بدبي للتأقلم مع المرحلة الجديدة، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تتطلّب جرأة أكبر ومرونة أكثر للتأقلم مع المعطيات التي فُرضت على الجميع في الوقت الراهن.
ولم يختلف الحال في شركة دريك آند سكل إنترناشيونال، التي اتجهت لاتخاذ إجراءات مماثلة، شملت تخفيض مؤقت على الرواتب،وتطبيق العمل عن بعد وتسريح جزء من الموظفين ذوي المهام غير الأساسية.
ولتجنب تحديات قطاع التجزئة، أطلقت شركة ماجد الفطيم، منصة سوق إلكترونية، لتجنب انتشار كورونا بين جموع المستهلكين، وتتيح هذه المنضة للجهات المستأجرة في مراكز التسوق التابعة لها والشركات الأخرى في الإمارات عرض منتجاتها لتلبية احتياجات العملاء.
وكشفت الشركة مطلع الشهر الماضي عن قرارها بإعفاء جميع المُستأجرين في مراكز التسوق التابعة لها من دفع قيمة الإيجارات أثناء فترة الإغلاق المؤقت والمفروضة بسبب فيروس انتشار فيروس كورونا المُستجد.
وتزامناً مع ذلك، أطلقت شركة الإمارات دبي الوطني ريت، وهي صندوق استثمار عقاري، مبادرة لتخفيض الإيجار للمستأجرين الذين تأثروا بشدة من جائحة فيروس كورونا المُستجد (كوفيد 19).
وتهدف المبادرة لمساعدة المستأجرين في مواجهة تداعيات هذه الأزمة، حيث سيتم تخفيض الإيجارات على شكل فترات مجانية، وتأجيل الشيكات المستحقة، وإعادة جدولة خطط دفع الإيجار.
وأعلنت كذلك شركة تعاونية الاتحاد، أكبر التعاونيات الاستهلاكية بالإمارات، عن اعتمادها موازنة بمقدار 14.68 مليون درهم إماراتي، لدعم موردي السلع والمنتجات لفروعها، ضمن إطار المسؤولية المجتمعية للتعاونية والإسهام في تسريع عجلة تعافي القطاع الاقتصادي بإمارة دبي والدولة، في ظل الأزمة الراهنة للتقليل من تداعيات انتشار فيروس كورونا.
من جانبه أكد تيم كلارك رئيس طيران الإمارات، بأن الشركة ستتخذ في الأشهر القليلة المقبلة قراراً بشأن حجم أسطولها، بمجرد أن يكون هناك قدر أكبر من الوضوح فيما يتعلق بما إذا كان الطلب على السفر سيبدأ بالتعافي العام القادم.
ونقلت وكالة بلومبيرج، أن شركة طيران الإمارات بدأت في تسريح آلاف الموظفين، في إطار جهود الشركة لتوفير السيولة المالية لحين عودة تعافي القطاع من أزمة وباء كورونا، لافتة إلى أن أغلب الموظفين الذين تم الاستغناء عنهم من أطقم الضيافة بالطائرات، مع الاستغناء عن عدد قليل من المهندسين البالغ عددهم 3 آلاف، بجانب قائدي طائرات إيرباص " A380".
وذكرت الشركة الأسبوع الماضي عن عزمها إلغاء وظائف، لكنها لم تحدد تلك الوظائف، ويأتي ذلك بعد أن أبلغت طيران الإمارات الموظفين، بأنها ستمدد خفض أجور مدته 3 أشهر، كان من المقرر أن ينتهي الشهر الحالي، لتمتد حتى 30 سبتمبر/أيلول القادم.
وأوضحت الشركة أن تخفيضات الأجور ستزداد أيضاً في بعض الحالات، وأن بعض الرواتب الأساسية ستخفض بنسبة 50 بالمائة.
وخفضت طيران الإمارات في وقت سابق الأجور الأساسية بين 25 و50 بالمائة لمدة ثلاثة أشهر بدءا من أبريل/ نيسان باستثناء صغار الموظفين.
ويعد قطاع الطيران من أشد القطاعات تضرراً من الجائحة التي أدت لتراجع الطلب على السفر وأجبرت شركات طيران كبيرة على تسريح الموظفين والسعي إلى حزم إنقاذ من الحكومات.
وتسارع شركات الطيران الإماراتية للحد من تجاوز الأزمة بقدر الإمكان والتي أوجدها منع السفر بسبب تفشي فيروس "كورونا" حول العالم، حيث قررت شركة العربية للطيران، المُدرجة في سوق دبي المالي، تسريح عدداً من الموظفين في مختلف الأقسام.
وقال المُتحدث بإسم الشركة: "عملنا خلال الأشهر القليلة الماضية على اتخاذ مجموعة من الخطوات لحماية موظفينا، لكن إعادة الهيكلة الحالية تأتي اليوم ضمن الخطوات التي تقوم بها الشركة في ظل وضع السفر الحالي".
وفي شهر مايو/أيار من عام 2020، صرح المُتحدث باسم الشركة بتخفيض 57 وظيفة بسبب تأثير تفشي انتشار فيروس كورونا دون التصريح عن الأقسام التي سوف تسرح الموظفين منها.
بدورها كشفت مجموعة الاتحاد للطيران، عن تمديد فترة خصم رواتب الموظفين لثلاثة أشهر إضافية ، للأوضاع الراهنة الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وجاء قرار تمديد فترة خصم رواتب الموظفين لثلاثة أشهر إضافية لتصل فترة خفض الرواتب إلى 6 أشهر بسبب الأوضاع الراهنة.
وفي مارس/آذار الماضي، قررت الهيئة الوطنية للطوارئ والأزمات في الإمارات تعليق جميع الرحلات الجوية للركاب والترانزيت، استجابة للإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19".
وذكرت هيئة الطيران المدني أنه سيتم استحداث اشتراطات جديدة للفحص والعزل في حالة المضي قدماً لاحقاً لاستئناف الرحلات، تهدف إلى وقاية الركاب وطاقم الطيران وموظفي المطارات من مخاطر التعرض للعدوى.
وفيما يتعلق بالقطاع المصرفي، أظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة "فيناسترا"، المتخصصة بالتكنولوجيا المالية، أن 88 بالمائة من بنوك الإمارات، تخطط لاعتماد مفهوم "الخدمات المصرفية المفتوحة"، في الشهور الـ12 المقبلة، تزامناً مع استمرار أزمة انتشار تفشي كورونا.
والخدمات المصرفية المفتوحة هي خدمات مصرفية جديدة وآمنة، تتيح لك فرصة مشاركة معلوماتك المصرفية، ما يسمح للشركات المتخصصة (المرخصة من قبل المصارف المركزية) بتقديم طرق دفع سريعة وحلول مصرفية مبتكرة.
وفيما يخص بالقطاع الصناعي، أعلنت 4 شركات إماراتية، عن تشكيل فريق عمل الصناعات الحيوية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد.
ويهدف التحالف الذي يضم كلاً من شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وشركة بيئة وموانئ دبي العالمية، وشركة مصدر ومتخصصة بمجال الصناعات الحيوية بالدولة لتبادل الأفكار حول أفضل الإجراءات لمواجهة الوباء المتفشي في جميع أنحاء العالم.
وفي إطار دعم الصناعة الوطنية بالدولة، أعلن كل من شركة مبادلة للرعاية الصحية وشركة ستراتا للتصنيع شراكتهما لتحديد متطلبات قطاع الرعاية الصحية في الدولة بهدف تطوير عدد من المُعدات والمستلزمات الطبية الأساسية للحد من تفشي انتشار وباء فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19)، لإنتاج كبسولة عزل وأقنعة واقية للوجه، بالإضافة إلى غطاء وقاية للأذنين.
ومن أجل تسريع زيادة صادرات الشركات في الأسواق العالمية، ولزيادة التنافسية، وقعت شركة الاتحاد لائتمان الصادرات، الواقعة في دولة الإمارات، على مُذكرة تفاهم مع مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس)، لعقد شراكة لدعم المصدرين الإماراتيين.
وتأتي تلك الخطوة للتغلب على التداعيات السلبية المؤثرة على الاقتصاد بسبب تفشي انتشار فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19).
يُذكر أن شركة الاتحاد لائتمان الصادرات تعمل نيابة عن حكومة الدولة على توفير ضمانات وحلول تأمينية للتقليل من المخاطر السياسية والتجارية الناشئة عن تمويل أو إعادة تمويل صفقات التصدير.
فيما يُوفر أدكس تمويلات وضمانات للمستوردين والمشترين الخارجيين من القطاعين العام والخاص الراغبين في استيراد السلع والخدمات من الشركات الإماراتية.
وأعلنت شركة مبادلة للعقارات والبنية التحتية، التابعة لشركة مبادلة للاستثمار "مبادلة"، صندوق الاستثمار السيادي التابع لحكومة أبوظبي، عن خططها لتأجيل دفعات الإيجار للجهات المستأجرة في مربعة سوق أبوظبي العالمي.
وتهدف هذه المبادرة، التي تأتي في إطار حملة "نعمل نخلص" التي أطلقتها شركة "مبادلة"، إلى دعم المستأجرين التجاريين في مربعة سوق أبوظبي العالمي الذين يستأجرون مساحات مكتبية حالياً في الأبراج الأربعة، وهي: الختم والسلع والمقام والسراب.
وتأتي هذه المبادرة استكمالاً للإجراءات التي أطلقها سوق أبوظبي العالمي، الجهة التنظيمية المشرفة على جزيرة الماريه، لدعم وتسيير الأعمال في الجزيرة وفي المنطقة المالية الحرة.
وفي إطار دعم الشركات، أكدت شركة شعاع كابيتال دعمها الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في القطاع التكنولوجي في الإمارات العربية المتحدة والمتأثرة بفيروس "كوفيد 19"، عبر مبادرة دعم تتضمن تقديم المشورة المالية الخالية من الرسوم، إضافة إلى توفير القروض المعفية من الفوائد عبر جهات شريكة مرخص لها تقديم هذه التسهيلات المالية.
وتأتي هذا المبادرة بالتوازي مع المبادرات التي اتخذتها حكومة الإمارات العربية المتحدة للتخفيف من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس "كورونا".
وعن إجمالي إصابات "كورونا"، فقد وصل عدد الإصابات في الإمارات إلى 39.904 ألف حالة، حيث تم رصد 528 إصابة جديدة بوباء فيروس كورونا المُستجد (كوفيد-19)، عبر إجراء أكثر من 37 ألف فحص، وفق أحدث الإحصائيات الصادرة من وزارة الصحة ووقاية المُجتمع الإماراتية.
ترشيحات:
كيف تتصدى شركات الطيران الإماراتية لفيروس "كورونا"؟
تسلسل زمني.. إجراءات احترازية من شركات الطيران الإماراتية
تقرير: القطاع العقاري بالإمارات يتحوط للحد من آثار "كورونا"
تقرير: دبي تطلق 12 مبادرة لدعم مجتمع الأعمال لمواجهة تداعيات "كورونا"
كيف دعم حكام الإمارات المقيمين لمواجهة تداعيات تفشي "كورونا"؟
تقرير: 57 قراراً احترازياً بالإمارات خلال مارس لمواجهة تداعيات "كورونا"
لمواجهة تداعيات كورونا.. 11 بنكاً إماراتياً يطلق مبادرات لتحفيز مجتمع الأعمال
تقرير: توجه إماراتي نحو التسهيلات المصرفية لمواجهة تداعيات كورونا
