TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

رغم الهدوء النسبي.. المخاطر الجيوسياسية الخطر الأبرز بالأسواق العالمية

رغم الهدوء النسبي.. المخاطر الجيوسياسية الخطر الأبرز بالأسواق العالمية

تحرير: سالي إسماعيل

مباشر: لا تزال المخاطر الجيوسياسية هي المحرك الرئيسي للاقتصاد والأسواق على الرغم من التهدئة الأخيرة في تلك الأوضاع.

ويشرح كبير خبراء الاستثمار العالمي في بلاك روك "مايك بايل" خلال رؤية تحليلية نشرتها مدونة أكبر شركة لإدارة الأصول حول العالم، السبب في وجود المخاطر الجيوسياسية في المقدمة.

يبدو أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تراجعت، كما أن خطر البريكست بدون صفقة قد تضاءل.

وهنا يبرز تساؤل: هل يمكن أن نحصل على فترة راحة من التركيز على أثر المخاطر الجيوسياسية على الاقتصاد والأسواق حول العالم؟، الإجابة تتجسد في "ليس بعد".

ونحن – بلاك روك – نتوقع في الحقيقة مزيداً من المفاجآت والتحولات في غضون الأشهر القادمة، كما نرى أن المخاطر الجيوسياسية تظل متصاعدة على المدى الطويل.

وتُعتبر مسألة زيادة مرونة المحفظة الاستثمارية أمر هام للغاية على أساس هذه الخلفية.

وتساعد قائمة المخاطر الجيوسياسية التابعة لشركة "بلاك روك" في تتبع المخاطر الجيوسياسية وأثرها المحتمل على السوق، حيث أنها تتميز بمتابعة اهتمام الأسواق التي تقودها البيانات.

وبحسب مؤشرات المخاطر الجيوسياسية التابعة لبلاك روك أو (بي.جي.أر.آي.إس) والتقييمات القائمة على أهم 10 مخاطر، فإن المؤشر الخاص بالخاطر أظهر تاريخياً وجود علاقة عكسية مع نمو التجارة حول العالم.

وسبق الارتفاع الحاد في مؤشر "بي.جي.أر.آي.إس" في عام 2018، انخفاض قوي في نمو التجارة العالمية.

وظل مؤشر "بي.جي.أر.آي.إس" منذ ذلك الحين عند مستويات مرتفعة كما أن نمو التجارة قد تعرض للضعف.

ويدعم ذلك وجهة نظرنا بأن التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية باتت المحركات الرئيسية للاقتصاد العالمي.

ويشير اهتمام السوق المرتفع نسبياً بهذه المخاطر إلى أنه من المرجح أن تكون مسعرة بدرجة ما في الوقت الحالي.

وجاءت المخاطر الجيوسياسية في المقدمة خلال عام 2019 كمحرك رئيسي للأسواق والاقتصاد، كما هو موضح بشكل تفصيلي في آخر تحديث للآفاق الاستثمارية العالمية التابعة لـ"بلاك روك".

وتسبب التصعيد الملحوظ للنزاع بين الولايات المتحدة والصين على وجه التحديد في ضخ حالة من عدم اليقين إضافة بالنسبة للأعمال المخطط تنفيذها، الأمر الذي يهدد بمزيد من الضعف في النشاط الاقتصادي.

وتنفست الأسواق الصعداء بشكل جماعي بعد أن أنهت واشنطن وبكين الجولة الأخيرة من المحادثات التجارية مع مزيد من الإشارات حول التصالح بين الجانبين.

ومع ذلك لم يتم حتى الآن الإعلان عن نص اتفاق بشأن هذه المسألة.

وتُبقي الولايات المتحدة على كافة التعريفات الحالية والمفروضة على السلع الصينية، كما تستعد لإطلاق جولة جديدة من زيادة الرسوم يوم 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

علامة رئيسية: تهدف الولايات المتحدة والصين إلى الاتفاق على نص صفقة تجارية محدودة من أجل أن يوقعها قادة الدولتين في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (إبيك) يومي 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف، فإن هناك حاجة إلى عقد مزيد من الاجتماعات رفيعة المستوى، وهو الأمر الذي من المرجح أن يجلب معه تقلبات وتحولات إضافية.

ومن المحتمل أن نشهد هدنة مؤقتة مع دخول عام 2020 لكننا نرى أن المنافسة الأمريكية الصينية هيكلية وطويلة الأمد، كما تتسع التوترات بين البلدين لتشمل الأبعاد التكنولوجية والمالية.

وفي مكان آخر، فإن الأسواق أصبحت أكثر تفاؤلاً بأن المملكة المتحدة لن تغادر عضوية الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق بعدما اتفق كلا الجانبين على صفقة جديدة.

وتعافى الجنيه الإسترليني بشكل حاد مقارنة مع مستوياته المتدنية والمسجلة في أوائل أكتوبر/تشرين الأول.

ومع ذلك فإن أيّ قرار لا يزال يواجه عقبات، حيث صوت البرلمان البريطاني في جلسته المنعقدة يوم السبت (19 أكتوبر/تشرين الأول) لتعليق موافقته على الصفقة حتى تمرير التشريع ذات الصلة.

وأجبر ذلك الحكومة البريطانية على التقدم بطلب إلى الاتحاد الأوروبي من أجل تمديد الموعد النهائي للبريكست والمحدد له يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول. (يجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي وافق على تأجيل عملية الخروج حتى 31 يناير/كانون الثاني 2020)

ويعتمد السيناريو الأساسي على أن البرلمان سوف يقوم بتمرير الصفقة في نهاية المطاف، في وقت مبكر هذا الأسبوع وربما بعد الانتخابات العامة.

ويظل نطاق النتائج متسعاً لكننا نرى أن خطر البريكست بدون اتفاق أمراً غير مرجح للغاية.

الخلاصة

تظل الخلافات الجيوسياسية محركاً قوياً للاقتصاد والأسواق على الصعيد العالمي بالرغم من التخفيف الواضح في بعض المخاطر مؤخراً.

ونتوقع تسارع في نمو الاقتصاد العالمي في غضون الستة إلى الـ12 شهراً القادمة، حيث أن التحفيز التدريجي للسياسة النقدية يشق طريقه نحو الاقتصاد الحقيقي.

ومع ذلك، يمكن أن نشهد عقبات محتملة في المدى القريب، حيث أن البيانات الاقتصادية لا تزال ضعيفة بالإضافة لعدم اليقين الجيوسياسي.

ويشير ذلك إلى أنه ينبغي علينا التفكير في طرق من أجل حماية المحافظ الاستثمارية من المخاطر المحتملة.

ونحن نفضل القطاعات الأكثر دفاعية في سوق الأسهم الأمريكي والتي تتمتع بتقلبات منخفضة وجودة مرتفعة.

كما نرى أن السندات الحكومية تستمر في لعب دوراً هاماً في تشكيل قوة المحفظة الاسثتمارية، حتى مع وقوف العوائد على تلك الديون عند مستويات منخفضة.