من: محمود جمال
دبي - مباشر: يبدو أن بنوك الإمارات التي تصنف من الأفضل بقطاع المصارف العالمية وبالمنطقة على مقربة من عام جديد مليء بالإنجازات الحافلة والنمو التاريخي بعد انقضاء عام 2018، والذي أثبتت فيها جدارتها الائتمانية مع تزايد نسب الاقراض وتحقيق أرباح فائقة واتجاهها للاندماج لتكوين كيانات قوية، إضافة إلى رفعها للفائدة لعدة مرات.
وخلال العام الماضي، أكدت بنوك الإماراتية قوتها المالية بعد تحقيق أرباح قاربت على 33 مليار درهم في 9 أشهر، وأعلنت عن استهداف ثلاثة منها بأبوظبي الاندماج لتكوين كيان مصرفي ضخم تقدر أصوله بـ 415 مليار درهم (113 مليار دولار أمريكي).
حيوية القطاع
وقال الشريك ورئيس الخدمات المصرفية والتمويل في مكتب "بيكر آند ماكنزي - حبيب الملا"، إن قطاع البنوك الإماراتي حقق أداء أفضل خلال عام مقارنة بالعام السابق له مع إبراز دور كقطاع حيوي بالاقتصاد الوطني.
وأشار مازن البستاني إلى أن التقييم لتلك البنوك إيجابي لا سيما مع ارتفاع أسعار النفط وترشيد النفقات والاندماج بين البنوك والذي بدأ يدخل في اطار المباحثات الجادة مؤخراً.
وأعلن بنك أبوظبي التجاري في إفصاح رسمي خلال سبتمبر الماضي عن محادثات اندماج مبكرة مع بنك الاتحاد الوطني، ومصرف الهلال.
ويعتقد البستاني أن الحاجة الأولى للاندماج هي تخمة في القطاع نسبة لعدد السكان وثانياً ترشيد للإنفاق وهو مطلب أيضاً مؤسسات التصنيف العالمي، مشيراً إلى أن تلك العمليات ستنجح وسيتبعها عمليات اندماج أخرى.
ولفت إلى أن القطاع يشغل عدداً كبيراً من العاملين من مواطنين والمقيمين، مرجحاً أن تحقق نمواً مطرداً في العام 2019.
وقفزت أرباح 18 مدرجاً بسوقي دبي وأبوظبي الماليين بـ13.8% بالغا 32.7 مليار درهم بالأشهر التسعة الأولى من العام الجاري مقارنة بنحو 28.7 مليار عن الفترة نفسها من العام الماضي.
أسعار الفائدة
وعن رأيه في أسعار الفوائد الحالية بالإمارات أشار إلى أن عملة الدولة مربوطة بالعملة الأمريكية؛ وبالتالي أي زيادة بسعر الفوائد بالولايات المتحدة يؤثر على الفوائد المحلية ويرفعها لتكون بذلك الودائع بالمصارف جذابة وتزيد من أرباحها.
وفي 2018 قام المصرف المركزي الإماراتي برفع أسعار الفائدة المطبقة على شهادات الإيداع التي يصدرها 4 مرات، وذلك في 22 مارس و14 يونيو و27 سبتمبر و20 ديسمبر بمعدل 25 نقطة أساس لكل مرة وبإجمالي 100 نقطة أساس أي 1% للأربع مرات.
المعايير الدولية
وأكد مازن البستاني أن تطبيق البنوك الإماراتية للمعايير الدولية (IFRS 9) وبازل 3 تخفف من المخاطر التي تتحملها البنوك و تجبرها على رفع رأس مالها في حال حملها الكثير من المخاطر.
والمعيار الدولي (IFRS 9) الذي بدأت تطبيقه دولة الإمارات منذ انطلاق عام 2018، يعد أحدث معيار دولي لتجنب الأزمة المالية العالمية عام 2008، فضلاً عن دعم الاستقرار بالقطاع.
ومن تلك المعايير الدولية بازل 3 والتي تعتمد على ثلاث ركائز أساسية تحدد الأولى منها المتطلبات الدنيا لرأس المال، بحيث لا يقل إجمالي معدل رأس المال عن 8%، وألا يتجاوز الشريحة الثانية من رأس المال نسبة 100% من الشريحة الأولى لرأس المال.
القروض المتعثرة
وعن الشركات الصغيرة والمتوسطة المتعثرة، لفت البستاني إلى أنه ومع كافة الإجراءات التشريعية والنظامية التي تم استحداثها في الفترة الأخيرة، لا سيما قانون الرهن بضمان المنقول الذي استحدث خصيصاً للشركات الصغيرة و المتوسطة، يمكن للمصارف أن تقرض لتلك المؤسسات و هي مضمونة؛ وبالتالي لا بُدَّ أن يتحسن الاقراض لتك المؤسسات.
قرارت منتظرة
وتوقع أن يكون القطاع نشط ومحركا وذلك بعد صدور قانون جديد للمصرف المركزي و الأنظمة التي يصدرها المصرف المركزي و التي سيصدرها تباعاً.
الأعلى ربحية
وقال فادي الغطيس، الرئيس التنفيذي لشركة "مايندكرافت" للاستشارات، لـ"مباشر"، إن البنوك الإماراتية تعد الأعلى من ناحية الربحية مقارنة بنظائرها بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظل تمتعها بأرباح وإيرادات قوية وسيولة مرتفعة.
وتوقّع الغطيس، أن تحقق البنوك الوطنية المدرجة أرباحاً قياسية هي الأعلى في تاريخها بنهاية 2019، لا سيما مع استمرار الأداء الإيجابي للاقتصاد الوطني والرسملة القوية للبنوك.
وأشار إلى أن ذلك سيأتي في ظل تحسن أوضاع التمويل والسيولة وزيادة الإنفاق على مشاريع البنية التحتية في دبي استعداداً لاستضافة معرض إكسبو 2020، وأيضاً في أبوظبي مع افتتاح مشاريع عقارية وسياحية جديدة.
ولفت إلى أن النتائج الجيدة للبنوك الوطنية تؤكد قوة ملاءتها المالية وقدرتها على مجابهة التحديات، مشيراً إلى أن البنوك تمكنت خلال الفترة الماضية من تعزيز استقرارها المالي ورفع جودة أصولها.
ترشيحات:
إنفوجراف.. أقوى 10 شركات خاصة في الإمارات
نشرة "مباشر" ترصد أهم الأحداث في اقتصاد الإمارات اليوم
مليار درهم تعويضات لمستثمرين سعوديين في دبي
حصاد "مباشر".. تراجع إصدارات أدوات الدين بالإمارات خلال 2018
