TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"حدث الأسبوع".. خسائر وتوقعات وأزمات تشعل الأسواق العالمية

"حدث الأسبوع".. خسائر وتوقعات وأزمات تشعل الأسواق العالمية

من سالي إسماعيل

مباشر: مع نهاية الأسبوع الثالث من الشهر الجاري، فإن الخسائر الحادة لاحقت غالبية الأصول سواء الآمنة أو الخطرة وسط توقعات محبطة بشأن المستقبل.

وشهد كذلك الأسبوع الماضي أزمة تتعلق برئيس تحالف 3 شركات سيارات كبرى، كما كان لقضية أخرى تتعلق بحكاية مأساوية عمرها عقد من الزمان نصيب من شواغل الأسواق العالمية.

خسائر الأصول

الجميع خاسرون، ربما يصلح ليكون لقب الأسبوع المنتهي في 23 نوفمبر رغم العطلات الرسمية التي دفعت بعض البورصات لإغلاق أبوابها أمام المستثمرين.

وأنهت البورصة الأمريكية تعاملات الأسبوع على تراجع ملحوظ ليفقد "داو جونز" 1127 نقطة في جلسات الأسبوع المنقضى وسط موجة بيعية بقطاع التكنولوجيا بقيادة فيسبوك وآبل.

وفي سوق الأسهم الأوروبية، رغم أن المؤشرات اختتمت تعاملات الأسبوع بالنطاق الأخضر فإنها حققت خسائر تتجاوز 1% مع تصاعد وتيرة المخاوف على خلفية انقسام داخل البرلمان البريطاني بشأن صفقة تريزا ماي إضافة لتهديدات باستخدام حق الفيتو ضد البريكست.

وكان الأداء السلبي هو السمة الغالبة على البيانات الاقتصادية الصادرة في الدول الأوروبية ومنطقة اليورو خلال الأسبوع المنصرم.

وأكدت البيانات انكماش اقتصاد ألمانيا خلال الربع الثالث من هذا العام للمرة الأولى منذ 2015 كما هبط النشاط الاقتصادي للقطاع الخاص بأكبر اقتصاد أوروبي لأدنى مستوى في نحو 4 أعوام.

واقترب كذلك مؤشر النشاط الاقتصادي من الحد الفاصل بين التوسع والانكماش والبالغ 50 نقطة خلال نوفمبر الجاري مسجلاً أدنى مستوى في نحو 47 شهراً.

ورغم هذه الصورة القاتمة بشأن الوضع الاقتصادي لدول القارة الأوروبية فإن البنك المركزي كرر تأكيده التخلص من برنامج شراء الأصول بنهاية هذا العام كما هو مخطط سابقاً.

وفي البورصة اليابانية، أنهى المؤشر الياباني "نيكي" الأسبوع في النطاق الأخضر لكنه فشل في تحقيق مكاسب أسبوعية، حيث تراجع بنحو 0.1%.

أما الوضع في الأسواق الصينية فكان أسوأ، حيث تهاوت المؤشرات بنحو 4% خلال جلسات الأسبوع المنقضي على خلفية تجدد الاحتكاكات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم.

ووجهت الإدارة الأمريكية اتهامات جديدة إلى الصين بشأن سرقة الملكية الفكرية والتكنولوجيا كما أفاد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بأن واشنطن تطالب حلفائها بتجنب استخدام أجهزة هواوي مع الإشارة لتقديم حوافز مالية للدول المستجيبة.

"هذه اتهامات غير مبررة".. هكذا جاء الرد من الجانب الصيني على اتهامات واشنطن مطالباً نظيره الأمريكي بالتوقف عن السلوكيات التي تدمر العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

ويترقب المستثمرون اجتماعاً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج لمناقشة الأوضاع التجارية بين الجانبين، وذلك على هامش قمة مجموعة الـ20 والمزمع عقدها يوم 30 نوفمبر الجاري في الأرجنتين.

وكانت "وول ستريت" أغلقت أبوابها يوم الخميس مع تقليص عدد ساعات التداول يوم الجمعة بنحو 3 ساعات احتفالاً بعيد الشكر كما توقفت أسواق اليابان يوم الجمعة في عطلة رسمية.

ومع المخاوف من تخمة المعروض النفطي ووسط توقعات خفض أوبك إنتاجها في الشهر المقبل، فإن النفط سجل خسائر أسبوعية للمرة السابعة على التوالي بعد أن فقد نحو 11% من قيمته كما شهد الغاز الطبيعي خسائر ملحوظة.

وفي الوقت نفسه، فشل معدن الذهب في تسجيل مكاسب خلال الأسبوع الجاري بفعل قوة الدولار الأمريكي الذي استفاد من مستجدات الأوضاع سواء بشأن البريكست أو الموازنة البريطانية والتي أثرت بالتبعية على عملتا اليورو والجنيه الإسترليني.

وخيم أيضاً اللون الأحمر على سوق الأصول الرقمية، حيث شهدت العملات الإلكترونية خسائر تقترب من 45 مليار دولار في الأسبوع المنقضى بفعل تحذيرات متتالية من مخاطر هذا العالم الافتراضي.

توقعات متشائمة

بعد سنوات عديدة على مرور الأزمة المالية العالمية تمتد لنحو عقد من الزمان، فإن التشاؤم بدأ يسيطر على تكهنات الجميع بشأن المستقبل مع مخاطر محتملة تلوح في الأفق أبرزها التوترات التجارية وتشديد الأوضاع المالية.

وتتصدر توقعات تقويض نمو الاقتصاد العالمي خلال الفترة القادمة هذه الصورة الباهتة بشأن المستقبل، ليكون أحدثها على لسان تقرير صادر عن منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي.

وتتوقع المنظمة أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 3.5% في العام المقبل بدلاً من التقديرات السابقة عند 3.7% كما ترى نمو اقتصاد العالم 3.5% في عام 2020.

كما تشير توقعات مجموعة "نومورا" اليابانية أن يشهد الاقتصاد العالمي نمواً بنحو 3.7% و3.5% خلال العامين المقبلين على الترتيب مع تشديد السياسة النقدية والتطورات السياسية إلى جانب النزاعات التجارية.

النظرة السلبية لم تكن من نصيب النمو الاقتصادي فقط بل صاحبها تكهنات تشير لهبوط محتمل في قيمة الورقة الأمريكية والتي حققت مكاسب ملحوظة هذا العام تصل لنحو 5%.

وفي حين ترى "سيتي جروب" أن يهبط الدولار 2% في فترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهراً، فإن بنك "جولدمان ساكس" يتوقع أن تراجعاً كبيراً في قيمة العملة الخضراء خلال 2019.

أزمات طويلة الأمد

شهدت الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي أزمات من نوع جديد، تجسدت في الكشف عن مخالفات مالية غير قانونية تعود لسنوات عديدة مضت كما كان هناك حكاية مأساوية طويلة تاريخها أكثر من عقد من الزمان.

وواجه رئيس شركات السيارات الثلاثة "رينو وميتسوبيشي ونيسان "كارلوس غصن" اتهامات في بداية الأسبوع بشأن قيامه بمخالفات مالية ما دفع نيسان للتحقيق في الأمر الذي انتهى باتخاذ قرار بعزله.

وبعد أعوام طويلة من وفاة العديد من العاملين في سامسونج إضافة لإصابة آخرين بأمراض جادة، تقدمت الشركة الكورية الجنوبية باعتذار للعمال بعد تسوية تشمل دفع تعويضات.