مباشر - هبة الكردي: خففت زيادة تحويلات المصريين العاملين بالخارج وانخفاض أسعار السلع العالمية وطأة الآثار السلبية لتداعيات كورونا على عجز الحساب الجاري خلال العام المالي 2019-2020.
ويرصد "مباشر" في هذا التقرير تأثير تداعيات كورونا على الحساب الجاري خلال العام المالي الماضي، في 5 محاور رئيسية.
عجز الحساب الجاري
أنهى عجز الحساب الجاري العام المالي الماضي عند 11.2 مليار دولار، بما يعادل 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي، بارتفاع طفيف من 10.9 مليار دولار بما يعادل 3.7% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المالي 2019.
ومن ناحيتها، قالت منى بدير محلل الاقتصاد الكلي لدى برايم لـ"مباشر"، إن الأداء العام لعجز الحساب الجاري خلال العام المالي 2020 تأثر بقوة بأداء الربع الرابع الرابع من العام المالي بسبب تداعيات كورونا، وذلك من خلال 5 محاور رئيسية.
وتابعت محلل الاقتصاد الكلي: جاءت تحويلات المغتربين التي جاءت أكبر من المتوقع في الربع الرابع من العام المالي 2020، إلى جانب التحسن الكبير في الميزان التجاري للمواد الهيدركرونية وأداء الأرباح الأولى من العام إلى تخفيف ضغوط أزمة كورونا على عجز الحساب الجاري.
وفيما يخص توقعاتها للعجز في الفترة المقبلة، قالت: "يجب أن نترك الأزمة الصحية غير المسبوقة تأثيراً طويل الأمد على عجز الحساب الجاري، نظراً للطريق الطويل للانتعاش في قطاع السياحة وتحويلات المغتربين بسبب أن معظم دول مجلس التعاون الخليجي كانت تستعد للتباطؤ وكانت تعمل على تسريح العمالة مع سياسات توطين العمالة المحلية".
وأعلن البنك المركزي المصري، أمس ارتفاع تحويلات المصريين في الخارج خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، بقيمة 1.3 مليار دولار، وبنسبة 19.6 بالمائة، على أساس سنوي لتصل إلى 8 مليارات دولار، مقابل 6.7 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي.
العجز التجاري
وحول المحور الثاني، أشارت بدير إلى أن العجز التجاري جاء متماشياً مع التوقعات، حيث انخفض بنسبة 4% إلى 36.5% بسبب تراجع قدره 7.4% في الصادرات، وانخفض بنسبة 5.5% في الواردات.
ولفتت إلى أن الانخفاض في الواردات جاء بسبب تراجع واردات المواد الهيدروكربونية بنسبة 23% بينما انخفضت الواردات غير الهيدروكربونية بنسبة 2% فقط.
السياحة
وفيما يخص قطاع السياحة لفتت محلل برايم إلى أن التوقف المفاجئ في السياحة في الربع الاربع من العام المالي 2020 أدى إلى انخفاض إيرادات السياحة بنسبة 22% خلال العام المالي الماضي لتبلغ 9.86 مليار دولار.
وأشارت بدير إلى أن الأداء القوي في الربعين الأولين من العام المالي الماضي خفف من تأثير أزمة الوباء على الرقم السنوي الإجمالي.
وتوقعت بدير أن تنتعش السياحة بحلول النصف الثاني من العام المالي 2021 حيث تظل المعنويات تجاه السفر إلى الخارج ضعيفة حتى يتم توفير اللقاح.
تحويلات المصريين بالخارج
وخلال العام المالي الماضي سجلت تحويلات المغتربين رقماً قياسياً تاريخياً بلغ27.8 مليار دولار مقابل 25.2 مليار دولار في العام المالي السابق له.
وتوقعت محلل الاقتصاد الكلي أن تشهد تحويلات المغتربين انخفاضاً كبيراً في السنوات المقبلة مشيرة إلى تأثير الوباء على عمليات التوظيف عالمياً وزيادة جهود توطين الوظائف في الخليج.
عجز الدخل من الاستثمارات
وخلال 2019-2020 ارتفع عجز الدخل من الاستثمارات بشكل طفيف بنسبة 3% إلى 11.4 مليار دولار.
وتوقعت بدير زيادة تسارع عجز الدخل من الاستثمارات بسبب زيادة مدفوعات الفوائد على الدين الخارجي، مشيرة إلى أن زامة كورونا تسببت في موجة هائلة من الاقتراض الخارجي حيث تمكنت البلاد من تأمين احتياجات التمويل الخارجي.
وتابعت: تم استخدام هذه التسهيلات لتعويض تداعيات الأزمة على سيولة العملات الأجنبية، حيث تم تأمين 7.8 مليار دولار من حزمة تمويل من صندوق النقد الدولي (تم صرف 4.8 مليار دولار منها بالفعل)، بالإضافة إلى 5 مليارات دولار من السندات الدولية بنهاية مايو الماضي.
توقعات عالمية
وفي نفس السياق، رفع صندوق النقد الدولي في أكتوبر الماضي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.5% لهذا العام، مقابل توقعاته السابقة عند 2% في تقرير شهر يونيو، فيما أبقى على توقعاته للنمو خلال العام المقبل عند 2.8% مع توقع زيادة الإنتاج إلى 5.8% بحلول عام 2025.
وتوقع الصندوق أيضا اتساع عجز الحساب الجاري لمصر ليصل إلى 4.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2021، مقابل عجز بنسبة 3.2% هذا العام.
كما أدرج الصندوق مصر ضمن العديد من الدول المعرضة بشكل خاص لأن تسجل تراجعاً في تحويلات المغتربين.
ومن ناحيتها قالت فيتش سولوشنز في تقريرها الشهر السابق، إن مصر في طريقها لتحقيق أعلى معدل نمو حقيقي في الناتج المحلي الإجمالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين 2020 وحتى 2024 بمتوسط قدره 4%.
وتوقعت فيتش أن يستمر عجز الموازنة والحساب الجاري خلال السنوات الأربع، مرجحة أن يبلغ متوسط العجز في الموازنة 10% من إجمالي الناتج المحلي من الآن وحتى 2024، كما يتوقع أن يسجل عجز الحساب الجاري متوسطا قدره 2.5%.
وترى فيتش أن التوقعات الضعيفة لانتعاش مصادر الدخل الرئيسية مثل السياحة والتحويلات ستبقي النمو ضعيفاً، لكنها تقول إن بيانات مؤشر مديري المشتريات ترجح أن مصر قد اجتازت ما يعد الأسوأ فيما يتعلق بتداعيات الجائحة اقتصاديا.
ترشيحات:
ضبط أجنبيين بتهمة "الاحتيال" على ماكينات صرف مزودة بخاصية استبدال العملة بمصر
هل الوقت الحالي أفضل لشراء أم بيع الذهب في مصر؟
خسائر مرتقبة ومطالب بالتعديل.. كيف يمضي تطبيق المواعيد الجديدة لغلق المحال بمصر؟