TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

حدث الأسبوع.. ماذا فعل "كورونا" في الأسواق العالمية؟

حدث الأسبوع.. ماذا فعل "كورونا" في الأسواق العالمية؟

مباشر - سالي إسماعيل: تحركت الأسواق العالمية خلال الأسبوع الماضي صعوداً وهبوطاً بسبب التداعيات المتعلقة بالفيروس الصيني الجديد "كورونا".

وتتزايد أعداد الضحايا التي يخلفها الفيروس يوماً بعد يوم، حيث تم تأكيد إصابة 2100 شخص جديد بالكورونا في الصين، ليرتفع المجموع العالمي إلى حوالي 12 ألف شخص، طبقاً للجنة الصحة العامة في الصين ومنظمة الصحة العالمية.

في حين أن عدد الوفيات ارتفع إلى 259 شخصاً بنهاية يوم الجمعة الماضي مقارنة مع 213 شخصاً بنهاية الخميس الماضي، مع تأكيد منظمة الصحة العالمية أن تفشي الفيروس لا يزال متمركز إلى حد كبير داخل عاصمة مقاطعة هوبي الصينية "ووهان".

بينما تشير دراسة حديثة أجرتها المجلة الطبية "ذا لانسيت" إلى أن ما يصل إلى 75.8 ألف شخص في مدينة ووهان الصينية، ربما أصيبوا بالفيروس حتى نهاية 25 يناير/كانون الثاني.

ووسط محاولات السيطرة على الفيروس المميت، أعلنت الصين إلغاء التعريفات الجمركية - والتي تم فرضها خلال الحرب التجارية - على بعض مواد الوقاية من الفيروسات التي سيتم استيرادها من الولايات المتحدة.

وذكر محافظ بنك الشعب "بان غونغشنغ" خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أنه إذا لزم الأمر فإن المركزي الصيني سيضخ السيولة في الأسواق بعد عودة الأسواق المالية في 3 فبراير/شباط الجاري وسط ضغوط انتشار الفيروس.

وانتشر الفيروس الصيني إلى عدد من الدول حول العالم مع الإعلان عن أول حالة انتقال كورونا من شخص لآخر في الولايات المتحدة.

وفي سياق هذه التطورات المقلقة، فإن الكثير من التدابير الوقائية تم اتخاذها، مثل منع السفر من وإلى الصين وتمديد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة في بكين إضافة إلى إغلاق الشركات ووضع بعض الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروس داخل الحجر الصحي.

وقررت منظمة الصحة العالمية خلال الأسبوع المنقضي كذلك إعلان "كورونا" حالة طوارئ صحية عالمية، ما يعني حشد الدعم لمواجهة الفيروس المميت.

وبطبيعة الحال، ألقت هذه التطورات السلبية والتي تهدد الاقتصاد الصيني والعالمي على حد سواء بظلالها على أسواق الأصول سواء الخطرة أو الآمنة.

وبالنظر إلى أسواق الأسهم، فإن الخسائر كانت السمة السائدة طوال جلسات الأسبوع وإن كان تخللها بعض الارتفاعات المحدودة.

وفقد مؤشر "داو جونز" للأسهم الأمريكية حوالي 2.1 بالمائة أو ما يوازي 603 نقطة في جلسة الجمعة وحدها، لتصل خسائره الأسبوعية إلى 2.5 بالمائة.

كما أن الهبوط سيطر على البورصات الأوروبية في الأسبوع الماضي بتسجيل خسائر تدور في نطاق الـ3 بالمائة.

ورغم أن المؤشر الياباني "نيكي" استطاع الصعود بنحو 1 بالمائة في جلسة الجمعة بدعم نتائج الأعمال، لكنه فشل على الصعيد الأسبوعي بخسائر 2.6 بالمائة أو ما يعادل 622 نقطة، مسجلاً بذلك أسوأ أداء أسبوعي في 6 أشهر.

وعلى عكس الوضع داخل الأسواق الخطرة، فإن الملاذ الآمن "الذهب" استفاد بقوة من المخاوف المتعلقة بالفيروس الصيني، حيث سجل مكاسب أسبوعية بنحو 0.6 بالمائة.

كما أن عوائد السندات الحكومية في الولايات المتحدة وألمانيا والمملكة المتحدة ظللت باللون الأحمر مع تكالب المستثمرين على شراء تلك الديون كأحد الملاذات الآمنة، نظراً لوجود علاقة عكسية بين أسعار السندات والعائد على تلك الديون.

ومع المخاوف من أن يترك الفيروس الصيني بصمته على الأداء الاقتصادي بشكل عام، فإن النفط تأثر بشكل سلبي خوفاً من أن يقلص تباطؤ النمو من الطلب على الخام.

وتراجع الخام الأمريكي "نايمكس" بنحو 4.8 بالمائة في الأسبوع الماضي، مع تراجع خام برنت دون 59 دولاراً للبرميل للمرة الأولى في العام الحالي.

ولا تقتصر الخسائر القوية أو المكاسب الحادة على الأداء الأسبوعي فقط، حيث أن الوضع كان مشابهاً على صعيد شهر يناير/كانون الثاني مع حقيقة أن اكتشاف الفيروس كان في 31 ديسمبر/كانون الأول 2019.

وزاد سعر المعدن الأصفر حوالي 65 دولاراً خلال الشهر الماضي، في حين تجاوزت خسائر النفط الـ15 بالمائة في الفترة نفسها.

وكانت التطورات المتعلقة بفيروس الكورونا قوية لدرجة أن يكون تأثيرها على الأسواق العالمية أقوى من المستجدات على الساحة الاقتصادية سواء من حيث إعلان بيانات اقتصادية تتعلق بالنمو الاقتصادي أو حتى تقرير مجلس الذهب العالمي الفصلي أو من حيث نتائج أعمال الشركات.

كما أن ردود الأفعال لم تكن بالقوة المتوقعة اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي أو على إتمام البريكست بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.