TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"حدث الأسبوع".. واشنطن تدير 3 صراعات مختلفة بقيادة ترامب

"حدث الأسبوع".. واشنطن تدير 3 صراعات مختلفة بقيادة ترامب

من - سالي إسماعيل:

مباشر: منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في يناير الماضي وهو يتبع سلوكاً مغايراً عن جميع من سبقه بالمنصب في كافة القضايا ومع مختلف الدول صديقة كانت أم أنها في صفوف الأعداء.

وتماشياً مع سياسته، أشعل ترامب مجدداً حرارة مجموعة القضايا المثيرة للجدل تنوعت بين توترات جيوسياسية وأخرى تجارية لتتصدر أهم الأحداث العالمية خلال الأسبوع الماضي مع مكاسب أسبوعية ضعيفة للعملة الأمريكية قدرها 0.2% .

حرب محتملة مع ايران

حرب كلامية نشبت في الأسبوع المنقضي بين الجانبين الأمريكي والإيراني، ظاهرها تهديدات بشأن حرب محتملة لكن باطنها هو التوترات الجيوسياسية على خلفية الانسحاب من الاتفاقية النووية وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية.

واندلعت الحرب الكلامية بين الطرفين في أعقاب كلمات الرئيس الإيراني بالعطلة الأسبوعية والتي أكد خلالها أن السياسات العدوانية تجاه بلاده تهدد بحروب وأن الحرب مع إيران ستكون "أم كل الحروب".

الرد جاء في هيئة توعد شديد اللهجة عبر تغريدة في "تويتر"، حيث حذر الرئيس الأمريكي نظيره الإيراني من توجيه تهديدات للولايات المتحدة وإلا فإنه سيعاني من العواقب التي لم يشهدها إلا قلة بالتاريخ.

وأضاف: "نحن لم نعد الدول التي ستقف صامتة أمام كلماتك الخاصة بالعنف والقتل.. كن حذراً".

وفي تهدئة لاحقة للموقف، أبدى ترامب استعداده للتوصل إلى اتفاق حقيقي مع إيران، بقوله: "سنرى ماذا سيحدث.. يمكن عقد صفقة حقيقية وليس تلك الكارثية التي تمت مع الإدارة السابقة"، في إشارة للاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما.

لكن الصراعات الكلامية المتبادلة تتواصل، حيث وصف "روحاني" تهديدات بلاده من جانب بعض الزعماء الأمريكيين بأنها سخيفة ولا تستحق الرد.

أما وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" فكان أشد صراحةً بعدما وصف قادة إيران بأنهم "مافيا".

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من تبادل الحديث شديد اللهجة بل وجه قائد القوات الخاصة بالحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" رسالة تهديد إلى الرئيس الأمريكي بقوله: "إذا بدأت الحرب نحن سننهيها وسندمر كل ما تملكه".

ويستنتج من اللغة المتداولة بين واشنطن وإيران أن هناك احتمالات بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية ستزداد سوءاً.

وتوترت العلاقات الأمريكية الإيرانية بشكل كبير للغاية منذ أن أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية مع طهران في مايو الماضي، وبالتالي لم يعد هناك صفقة من شأنها كبح طموح إيران النووي والتي وقعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

ويعني تلك الخطوة، أيّ الانسحاب، عودة العقوبات الأمريكية على إيران، وهو ما تسعى إليه إدارة دونالد ترامب في الوقت الحالي عبر وقف تام لشراء النفط من طهران بحلول نوفمبر المقبل.

وتعاني الجمهورية الإسلامية من خسائر قياسية في قيمة عملتها المحلية "الريال" على خلفية الانسحاب الأمريكي من الصفقة دفعتها إلى استبدال محافظ البنك المركزي في البلاد "ولي الله سيف" والذي سبق وأن فرضت واشنطن عليه عقوبات.

وتسببت المخاوف بشأن الوضع السياسي القائم في ارتفاع أسعار النفط، خاصة بعد تهديدات إيرانية متكررة بوقف صادرات الخلم من الدول المحيطة عير مضيق هرمز.

العقوبات على تركيا

"دبلوماسية الرهائن" بين واشنطن وأنقرة كانت هي المشهد الذي تصدر الساحة السياسية في الأسبوع المنصرم وسط تهديدات متبادلة من جانب الطرفين.

البداية كانت على لسان "مايك بنس" نائب الرئيس دونالد ترامب والذي حذر الرئيس رجب طيب أرودغان من أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات كبيرة على تركيا ما لم يتم إطلاق سراح القس الأمريكي.

وتضع تركيا القس الأمريكي "أنردو برانسون" تحت الإقامة الجبرية على خلفية محاكمته بتهمتي الإرهاب والتجسس.

وكان أردوغان ربط في الماضي مصير "برونسون" بتسليم "فتح الله كولن"، وهو واعظ تركي متهم بالقيام بمحاولة انقلاب في عام 2016.

وفي تأكيد للموقف الأمريكي، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر "تويتر" أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات كبيرة على تركيا بسبب اعتقال "برونسون" وأنه يجب إطلاق سراح هذا الرجل البرئ على الفور.

هذه المناوشات الجيوسياسية بين البلدين ساهمت في إرسال الليرة التركية لتكون قرب أدنى قيمة على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي والتي تشهد مستويات قياسية متدنية بالفعل على خلفية المشاكل الاقتصادية، قبل أن تنهي الأسبوع على خسائر طفيفة بنحو 0.04%.

وفي استجابة سريعة من تركيا، صرحت أنقرة بأنها لن تتسامح أبداً مع تهديدات أيّ شخص، وفقاً لما ذكره وزير الخارجية التركي "ميفلوت تشاوش أوغلو" عبر "تويتر"، كما قال "إبراهيم كالين" المتحدث باسم الرئيس التركي أن الولايات المتحدة لن تحقق ما تريده بتهديد أنقرة.

الاتحاد الأوروبي والصين

"التعريفات الجمركية هي الأفضل".. بهذه الكلمات أثار الرئيس الأمريكي مزيداً من القلق تجاه الحرب التجارية التي يراها ضرورة حتمية لمواجهة الممارسات التجارية غير العادلة.

وكتب ترامب في تغريدة عبر "تويتر" أن التعريفات ببساطة تعني أن هناك خيارين أمام أيّ دولة أحدهما التفاوض على صفقة عادلة والآخر الخضوع لرسوم جمركية.

وشهد الأسبوع الماضي تصريحات وتعليقات بشأن الأوضاع التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جانب وبين واشنطن وبكين من جهة أخرى.

وعلى صعيد الوضع بين واشنطن وبروكسل، اقترح ترامب إسقاط كافة التعريفات والحواجز التجارية المشتركة، معبراً عن أمله في التوصل لاتفاق تجاري عادل.

وعقب اجتماعه مع رئيس المفوضية الأوروبية، أعلن ترامب التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لإسقاط التعريفات المتبادلة وسط تواصل المحادثات، كما أكد وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن مونشين" أن بلاده ستركز أولاً على حل مسألة التعريفات مع الاتحاد الأوروبي.

وفي حالة فشل المفاوضات الأمريكية الأوروبية، فإنه سيتم إعداد قائمة طويلة بسلع من الولايات المتحدة قد تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار كي تخضع للتعريفات، بحسب تصريحات مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي "سيسيليا ملمستروم".

أما على الجانب الأمريكي الصيني، فتواجه بكين احتمالات بفرض رسوم على كافة صادراتها لواشنطن والبالغ قيمتها 500 مليار دولار مع اتهامات بشأن التلاعب في قيمة العملة.

لكن هل تجدي نفعاً مثل هذه التهديدات؟، الإجابة جاءت بالنفي على لسان وزارة الخارجية الصينية كما أنكرت وجود أيّ نية لتخفيض قيمة اليوان.

وتوقع بنك "يو.بي.إس" أن تشهد أسواق الأسهم الأمريكية انخفاضاً بنحو 20% في حال تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والصين لتكون حرب تجارية شاملة.