TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

أبرز ردود الأفعال السياسية والاقتصادية بعد قرار ترامب ضد إيران

أبرز ردود الأفعال السياسية والاقتصادية بعد قرار ترامب ضد إيران

من - نهى النحاس:

 مباشر: قرار ليس مفاجئاً لكن صاحبه صدى كبيراً عالمياً، وهو انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق إيران النووي.

وعلى الرغم أن التصريحات السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تمهد إلى تلك النتيجة، لكن عقب إعلانه انقلب العالم سياسياً واقتصادياً، وتفاعلت معظم الدول مع هذا القرار.

ووسط تأييد ومعارض، ورابحون وخاسرون اقتصادياً، تبقى النتيجة واحدة، "أن الولايات المتحدة أصبحت خارج الاتفاق النووي لإيران".

ردود أفعال أمريكية متباينة

تباينت ردود الأفعال داخل الدولة المنسحبة من الاتفاق بين تأييد للقرار، ومعارضة وتحذير من عواقبه المصيبة.

وكان أبرز المعارضين الرئيس السابق باراك أوباما، والذي تم التوافق حول القرار في عهده، وكتب في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن هناك القليل من القضايا أكثر أهمية للأمن القومي الأمريكي من انتشار السلاح النووي أو حتى احتمالات وقوع حرب مدمرة في الشرق الأوسط".

وأوضح أن تعريض الاتفاق النووي لإيران للمخاطرة هو خطأ كبير.

فيما رحب زعيم حزب الأغلبية السيناتور ميتش ماكونيل بالقرار، حيث يرى أنها كانت اتفاقية "معيوبة بشكل كبير".

وصرح بأن السلوك الإيراني "الخبيث عبر الشرق الأوسط الكبير دعم وكلاء مثل الميليشيات الشيعية داخل العراق، وحزب الله والحوثيين في اليمن والميليشيات داخل سوريا".

وتابع: "كما أن النظام الإيراني استخدم الهجمات السيبرانية، ودعم الإرهاب، والسعي إلى تطوير برنامج صاروخي باليستي متطور.. يجب أن يتم التعامل معها جميعاً في جهد إقليمي أوسع".

ويرى السناتور أن الفرصة لا تزال سانحة أمام "الشركاء الأوروبيين" للعودة إلى مائدة الحوار مع وزير الخارجية، والتفاوض لأفضل شروط للاتفاق.

وانضم للسيناتور من حيث تأييد القرار المتحدث باسم الكونجرس "بول ريان"، ويرى أنه منذ البداية وكان الاتفاقية المُبرمة في عصر أوباما "معيبة بشكل كبير".

وأوضح أن تصرفات إيران العدائية منذ توقيع الاتفاقية تؤكد أنها لا تزال ملتزمة ببث عدم الاستقرار في المنطقة، إعلان الرئيس اليوم هو بيان قوي يجب تفعيله بشكل أفضل.

على الجانب الآخر، ارتفعت معارضة الحزب الديمقراطي، فصرحت نانسي بيلوسي زعيمة الحزب بأن الخبراء والحلفاء اتفقوا أن الاتفاق النووي نجح في منع إيران من الحصول على السلاح النووي، "بما فيهم إدارة ترامب.. لكن في النهاية قرر ترامب التجاهل التام لتلك الحقيقة".

أما إليزابيث وارين عضوة مجلس الشيوخ في لجنة الخدمات العسكرية، فصرحت بأن إدارة أوباما تفاوضت من أجل منع امتلاك إيران للسلاح النووي، "وقرار ترامب للانسحاب هو اختراق لتعهدنا.. ويؤذي مصداقيتنا مع حلفائنا.. ولا يوفر لنا أيّ أمان".

انقسام قادة العالم

انقسم قادة العالم حول موقفهم من القرار الأمريكي، فيما اتحدت آراء دول الاتفاقية حول ضرورة الاستمرار فيها.

وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على "تويتر": "سنعمل بشكل جماعي في إطار أوسع يغطي النشاط النووي، وما بعد عام 2025، والنشاط البالستي، والاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما سوريا واليمن والعراق".

وعلى الرغم أن الرئيس الإيراني أكد استمرار بلاده في الوفاء بتعهداتها في الاتفاق، فإنه أعلن أن الولايات المتحدة فشلت في الوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن اتفاقية الأسلحة النووية.

كما ذكر حسن الروحاني أن بلاده قد تعاود وقريباً تخصيب اليورانيوم.

وفي الشرق الأوسط أيد قادة السعودية والإمارات والبحرين قرار نظيرهم ترامب، حيث يرون أن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات عليها واستخدمته للاستمرار في أنشطتها المزعزعة لاستقرار المنطقة،

أما اسرائيل التي كانت أحد أبرز الرافضين للاتفاق، فأعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو دعمه الكامل لقرار ترامب "المتمثل في رفض الاتفاق النووي مع النظام الإرهابي في طهران".

وفي بلجيكا أعلن رئيس وزرائها تشارلز ميشيل أن عدم وجود الاتفاق النووي يعني مزيداً من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنه يشعر بالأسف الشديد جراء انسحاب ترامب من الاتفاق.

الدولار ينتعش والريال الإيراني يتهاوى

استفاد الدولار الأمريكي من القرار، وارتفعت الورقة الخضراء لأعلى مستوى منذ ديسمبر 2017، كما أن العملة الأمريكية كانت تشهد حالة ارتفاع في ترقب القرار لتوسع تلك المكاسب بالإعلان عنه.

ووصل المؤشر الرئيسي للعملة الأمريكية والذي يقيس أداءها أمام 6 عملات أخرى إلى 93.416 دولار.

ومع مكاسب العملة الأمريكية اتجه عائد سندات الخزانة الأمريكية إلى الارتفاع من جديد، وصعد العائد على السندات لآجل 10 سنوات إلى مستوى يتجاوز 3%.

في المقابل فإن عملة إيران تهاوت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق أمام الدولار، حيث وصل الريال أما الدولار إلى 75 ألف ريال، مقابل 65 ألف ريال قبيل إعلان القرار.

ولا تعد خسائر العملة الإيرانية وليدة اللحظة أو نتيجة فقط لقرار الانسحاب، حيث تعاني من خسائر منذ عدة أشهر بسبب التلاعب في سعر صرف العملة، وضعف الاقتصاد هناك.

قفزة بأسعار النفط وهبوط حاد للذهب

كانت أسعار النفط أحد أكبر المستفيدين من القرار، على الرغم أن الخام تكبد خسائر كبيرة قبيل الإعلان عنه.

وقبيل الإعلان عن القرار بساعات، هبط سعر خام "نايمكس" بنحو 2.7% إلى 68.15 دولار للبرميل، فيما تراجع خام "برنت" عند مستوى 74.60 دولار للبرميل.

لكن بعد القرار تجاوز خام "برنت" مستوى 77 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ 2014 بارتفاعات تقترب من 2%.

أما الخام الأمريكي فشهد ارتفاعات بنسب قريبة من التي سجلها "برنت"، وصعد إلى مستوى 71.10 دولار للبرميل.

وعلى مستوى سعر الذهب فسجل خسائر حادة عقب القرار بنحو 8 دولارات حتى وصل إلى أدنى مستوياته منذ بداية العام عند 1304.9 دولار للأوقية، بفعل قوة الدولار.

لكن المعدن النفيس استعاد توازنه من جديد وتحول للارتفاع حتى وصل إلى مستوى 1316 دولاراً للأوقية.