TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

الاثنين الأسود.. 30 عاماً على أكبر انهيار بتاريخ الأسهم العالمية

الاثنين الأسود.. 30 عاماً على أكبر انهيار بتاريخ الأسهم العالمية
هبط مؤشر "داو جونز" بنحو 22.6% في يوم الاثنين الأسود

من: نهى النحاس

مباشر: 30 عاماً مضت على ما يُعرف بـ"الاثنين الأسود"، وهو اليوم الذي شهدت فيه أسواق الأسهم العالمية أكبر تراجع يومي في تاريخها.

واحتار المحللون في تفسير السبب الرئيسي وراء الانهيار الذي لاحق أسواق الأسهم في 19 أكتوبر عام 1987، خاصة وأن وسائل الإعلام لم تذع أنباءً سلبية في عطلة نهاية الأسبوع.

لكن كانت تكنولوجية الحوسبة التي كانت قد بدأت في الانتشار أحد أبرز أسباب الانهيار الذي خيم على الأسواق المالية.

ماذا حدث؟ 

هبط مؤشر "داو جونز" بنحو 22.6% بنحو 500 نقطة، ليفقد أكثر من 500 مليار دولار، ما تسبب في انتشار حالة ذعر عالمي وانهيار أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم.

وتخطى الانهيار اليومي للمؤشر الأمريكي الرقم القياسي الذي تحقق في 28 أكتوبر عام 1929 عندما انخفضت مؤشرات الأسهم بنحو 12.8% في يوم واحد.

كما تراجع مؤشر "فوتسي" البريطاني بنحو 20%، واستغرق 648 يوماً ليتعافى من الانهيار الذي لاحقه، حيث بلغت نسبة التراجع التي خيمت على أسواق الأسهم العالمية 10.8.%

وفي اليابان انخفضت أسواق الأسهم بنسبة 7%، وبنحو 9% في أوروبا، و10% في جميع أنحاء العالم.

لماذا انهارت أسواق الأسهم؟

على الرغم من حيرة المحللين حول السبب الرئيسي وراء الانهيار الذي حدث، فلم يكن هناك أنباء سلبية بالدرجة التي نتج عنها ذلك الانهيار، لكن تم الوصول إلى مجموعة من الأسباب التي استند إليها المحللون في تفسيراتهم.

ووُجّه اللوم إلى التعقيد المتزايد الذي بدأ يطغي على تعاملات المستمرين والذي يرجع إلى "التداول المحوسب" والذي كان في مراحله الأولى جنباً إلى جنب مع استراتيجيات التحوط الجديدة التي بدأت تستخدم العقود الآجلة نسبياً.

وكانت برامج التداول تُستخدم من جانب المؤسسات لحماية نفسها من ضعف الأسواق، ومع تراجع أسواق الأسهم في ذلك اليوم وخسائر مؤشر "داو جونز" بدأت تلك البرامج وبشكل تلقائي في تصفية الأسهم.

ومع انتشار استخدام تلك البرامج التي تفترض مستويات ثابتة من السيولة عندما يحتاج العميل للبيع، فقد اختفت العطاءات من جميع أنحاء أسواق الأسهم في الوقت الذي بدأت فيه تلك البرامج بالبيع.

وفي الوقت الذي أعطت فيه تلك البرامج أوامر بالبيع توقفت جميع أوامر الشراء.

أما بالنسبة لأساليب التحوط فقد ساهمت في الانهيار عبر منح المستثمرين إحساساً زائفاً بالثقة للمؤسسات التي تُدار بها المخاطر، حيث اعتقد المستثمرون أن تأمين المحفظة من شأنه أن يحول دون الخسائر الكبيرة في رأس المال.

كيف كان الوضع قبل الانهيار؟

شهد عام 1987 ارتفاعاً قوياً بأسواق الأسهم الذي كان امتداداً إلى السوق المرتفعة التي بدأت عام 1982، وعلى الرغم من ذلك كانت هناك تحذيرات بدأت تلوح في الأفق وتحذر المستثمرين من قرب الانهيار.

وتنوعت التحذيرات بين تباطؤ النمو الاقتصادي وبدء ارتفاع معدلات التضخم، إلى جانب بعض النزاعات الجيوسياسية والمتعلقة بالخلافات بشأن العملة بين الولايات المتحدة وألمانيا، حيث كان الدولار القوي يضغط على الصادرات الأمريكية.

وتباين أداء سوق الأسهم المرتفع وأرباح الشركات المقيدة المنخفضة للمرة الأولى منذ ارتفاعات أسواق الأسهم، وعليه فإن تقييمات المحللين لسوق الأسهم ارتفعت إلى مستويات مفرطة، حيث ارتفع معدل سعر السهم إلى الأرباح أعلى مستوى 20.

وتزامن مع تلك الصورة اتجاه التقديرات المستقبلية لأرباح الشركات نحو الانخفاض لكن أسعار الأسهم لم تتغير.

كما ألقى بعض المستثمرين باللوم على الشائعات الخاصة باتجاه مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة إلى زيادة سعر الفائدة، فضلاً عن التوترات السياسية بين الولايات المتحدة وإيران.

مقارنة وضع الأسهم قبل وبعد الانهيار

بالنظر إلى وضع الأسهم خلال السنوات الخمس التي سبقت الاثنين الأسود والسنوات الخمس التي تبعت ذلك اليوم، سنجد أن معدل نمو البورصات العالمية قد سجل تراجعاً بشكل كبير.

وفي الدول المتقدمة نمت أسواق الأسهم بنحو 30% على أساس سنوي منذ عام 1982 ،ففي الولايات المتحدة تجاوزت نسبة نمو البورصة الأمريكية قبل الاثنين الأسود 20%، لكن خلال السنوات الخمس التي جاءت بعد الانهيار فقد بلغ معدل النمو نحو 15.%

وفي اليابان كان الوضع أسوأ، حيث ارتفعت بورصة طوكيو بأكثر من 40% خلال الفترة من 1982 وحتى 1987، في حين سجلت انكماشاً بنسبة 7% في الخمس سنوات التالية للأزمة.

وعلى مستوى العالم كانت أسواق الأسهم قد حققت نمواً بنحو 32%، في السنوات الخمس السابقة للاثنين الأسود لكنها في الفترة من 1987 وحتى 1992 سجلت نمواً بنسبة 6%.

هل يعيد التاريخ نفسه؟

كان أحد الأسباب الذي أدى إلى انهيار أسواق الأسهم منذ 30 عاماً هو التقييم المرتفع للأسهم مقارنة بأرباح الشركات أو توقعاتها، ويتكرر هذا السيناريو في الوقت الحالي.

وكان تقييم أسعار الأسهم العالمية إلى العائد على الأرباح في عام 1987 عند 24.9، وعلى الرغم أن ذلك التقييم تراجع في الوقت الحالي فإنه لا يزال قريباً من تلك المستويات عند 21.6، وفقاً لحسابات وكالة "رويترز".

وفي الولايات المتحدة ارتفع تقييم البورصة الأمريكية إلى 23.6 في 2017 مقارنة بـ20 منذ 30 عاماً.

والوضع نفسه في المملكة المتحدة، حيث يقف معدل أسعار الأسهم إلى الأرباح الآن عند 24.2 مقابل 17 في 1987.

ومن جانبه قال "ماثيو دوبس" رئيس شركة "شرودرز" لصحيفة "إنفستمنت ويك"، إن المستثمرين قلقون من تكرار السيناريو الذي حدث في الاثنين الأسود، خاصة مع مواصلة أسواق الأسهم تحقيق مستوياتها القياسية التي حدثت في 1987.

وأضاف: "لكن هناك فرق كبير اليوم وذلك فيما يخص معدل المخاطر".

وتشهد أسواق الأسهم في الفترة الحالية مستويات قياسية من الارتفاع، وحذر تقرير صادر عن مجلة "الإيكومنست" المستثمرين من تلك الارتفاعات نتيجة احتمالية العودة للسياسة النقدية المتشددة مع اتجاه البنوك المركزية لإنهاء سياسة "الأموال الرخيصة" ورفع معدلات الفائدة بعد أن أبقتها عند مستويات قياسية متدنية.

وأعرب بنك "سيتي جروب" عن مخاوفه بشأن اتجاه البنوك المركزية، وذكر أن ارتفاع العائد على السندات يثير قلق المستثمرين، مع زيادة التقلبات عبر عدد من الأصول المعرضة للخطر والأسواق الناشئة.