محمود جمال - مباشر: من المتوقع أن يسيطر الأداء العرضي المائل للهبوط على أداء أغلب البورصات العربية خلال الفترة المتبقية من شهر أغسطس الجاري المتزامنة مع ذروة الإجازات السنوية خلال فصل الصيف وقرب انتهاء موسم إعلان نتائج أعمال الشركات المدرجة وسط التلميح مجدداً برفع الفائدة حال استمرار ارتفاع معدلات التضخم مع عودة المخاوف بشأن القطاع المصرفي واقتصاد الصين المتعثر، بحسب محللون في تصريحات لـ"معلومات مباشر".
وبنهاية تعاملات أمس الأربعاء، أوضحت أسواق الأسهم تأثرها السلبي بالإعلان بمحضر الفيدرالي واندلاع المخاوف بشأن البنوك الأمريكية وتراجعات خامي النفط بأكثر من 1% ليسجلا أدنى مستوى منذ مطلع أغسطس الجاري وسط زيادة القلق تجاه تعافي اقتصاد الصين أكبر مستورد للخام في مقابل توقعات بنقص الإمدادات الأمريكية.
وبأسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية كان التأثير السلبي الأكبر من مخاوف القطاع المصرفي بعد التحذير من تخفيض جديد لتصنيفه إضافة لتمليح الفيدرالي بمحضره للاجتماع السابق له إلى المزيد من رفع الفائدة في ظل استمرار الضعوط التضخمية حيث سجل مؤشر ناسداك أدنى إغلاق في 7 أسابيع وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 0.7% وسجل مؤشر الداوجونز أدنى إغلاق له في شهر تقريباً.
وعربياً لم يختلف الحال كثيراً حيث لا سيما بعد خسارة أغلب مؤشرات الأسهم العالمية يوم الثلاثاء وسط إعلان بيانات اقتصادية صينية مخيبة للآمال حيث انخفض مؤشر السوق السعودي الرئيسي "تاسي" لثالث جلسة على التوالي ليغلق دون مستويات 11400 نقطة.
وسجل مؤشر بورصة قطر ثالث خسائر يومية على التوالي، كما هبط مؤشر بورصة الكويت الأول لأدنى مستوى إغلاق في 7 أسابيع، وسجل أيضاً مؤشر سوق دبي ثالث خسائره اليومية على التوالي.
وتراجع مؤشر فوتسي أبوظبي للمرة السادسة على التوالي. وخارج منطقة الخليج كان الاختلاف حيث سجل مؤشر البورصة المصرية الرئيسي رابع مكاسب يومية على التوالي ليقفز لأعلى مستوى إغلاق في 5 سنوات عند 18062 نقطة بدعم من ارتفاع الأسهم القيادية في مقدمتها البنك التجاري الدولي.
ومع هذا الأداء السلبي والذي تزامن مع الهبوط الحاد عالمياً وأكد أن فترة ما بين شهر مايو إلى أكتوبر هي أصعب فترة بأسواق الأسهم لتحقيق أرباح، أشار إبراهيم الفيلكاوي الخبير الاقتصادي لـ"معلومات مباشر"، إلى أن وقت الصيف يحتاج لمن يفهم طبيعة التداول في هذا التوقيت حيث يكثر فيه المضاربات على الأسهم الصغيرة والكبيرة لا سيما مع الضغوط البيعية التي تسيطر عالمياً وخصوصاً بعد انتهاء موسم الأرباح وهبوط أسهم البنوك الرابح الأكبر بنتائج أعمال النصف الأول من 2023.
من جانبه، أوضح إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية، إن تزامن موسم الصيف مع موسم إفصاحات الشركات جعل هناك اختلافاً في سلوك المتداولين عن نفس الفترات بالسنوات الماضية حيث اتجهوا لاقتناص الفرص في أسهم قيادية بقطاعات تشهد نشاطاً بالمبيعات كالعقارات بدول الخليج وخصوصاً التي يشهد فيها القطاع تداولات مليارية يومياً وهو ما يؤكد إقبال المستثمرين العالميين عليه.
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي ورئيس أبحاث السوق بشركة بيلون إيجيبت، طاهر مرسي، أن التوقعات باستمرار أزمة البنوك وعمق الركود الذي يعاني منه اقتصاد الولايات المتحدة وتباطؤ الاقتصاد الصيني سينعكس خلال أشهر الصيف على أداء المستثمرين بالأسهم وهو ما سيدفعهم للميل إلى الاحتفاظ بنسبة كبيرة من السيولة حتى تستقر الأوضاع.
وقال محمود عطا مدير الاستثمار بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية أن الفترة خلال شهري أغسطس وسبتمبر ستتجه سيولة المحافظ الكبرى لاقتناص الفرص بأسواق الأسهم بالدول الناشئة في مقدمتها مصر والتي يستهدف مؤشرها الرئيسي تجاوز مستوى 18500 نقطة بالجلسات القادمة مع اتجاه الأجانب والعرب للشراء وفقاً لإحصائيات البورصة الأخيرة.
وأكد رئيس الأبحاث في شركة المروة لتداول الأوراق المالية، مينا رفيق، أن البورصة المصرية تعتبر أكثر الرابحين عربياً في موسم نتائج أعمال النصف الأول إلى الآن في ظل استفادة أغلب الشركات المدرجة من تخفيض قيمة العملة المحليه ومعظم البنوك من زيادة معدلات الفائدة، لافتاً إلى أن البورصة المصرية ما زالت تشهد تفاؤلاً حذراً وترقباً نحو اتجاه الحكومة لتخفيض جديد للعملة المحلية بالتزامن مع مراجعة صندوق النقد الدولي خلال الشهر المقبل لصرف الشريحة الثانية من القرض والذي يتزامن مع أداء مشابه بالبورصات العربية والعالمية وسط ظهور بيانات اقتصادية سلبية بشأن الاقتصاد بالصين وعودة الفيدرالى التلميح بمواصلة رفع الفائدة.
بدورها، أشارت حنان رمسيس عضو مجلس إدارة شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، إلى أن أشهر الصيف تشهد ارتفاع حركة السياحة وزيادة كثافة إشغالات الفنادق هو ما يجعل أسهم القطاع إضافة للسفر والطيران على قائمة اهتمام المتعاملين بالأسواق المالية، مشيراً إلى أن اشتداد حرارة الجو خلال الصيف يجعل لأسهم قطاع الأغذية والمشروبات وخاصة العصائر والمرطبات نصيباً من هذا الاهتمام ومن ثم المزيد من المكاسب رغم موجة الهبوط العامة بالبورصات العالمية والإقليمية.
من جانبها، أوضحت أسماء أحمد خبيرة أسواق الأسهم أنه من الطبيعي كانت أسواق الأسهم تشهد نشاطاً ملحوظاً بعد انتهاء موسم نتائج الأعمال ببعض بورصات المنطقة وذلك بعد أن وضحت الصورة كاملة للمستثمر عن الوضع المالي لكل شركة مدرجة وكيف تأثرت بأسعار الفائدة إلا أن الظروف العالمية في مقدمتها عودة مخاوف أزمة البنوك الأمريكية والعقارات الصينية بالإضافة إلى توقعات اتجاه الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة والاستمرار في تشديد السياسة النقدية خلال شهر سبتمبر المقبل من المرجح أن يدفعها للتداولات الحذرة المائلة للهبوط.
للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات
"بي تك" و"جوميا" توقعان شراكة استراتيجية للتوسع في مصر
"حياة" التركية تستهدف زيادة استثماراتها في مصر إلى 760 مليون دولار خلال عامين