مباشر - محمود جمال: أيام قليلة ويهل علينا شهر رمضان المبارك وسط موجة تضخمية عالمية وأوضاع اقتصادية تتسم بحالة من عدم اليقين وارتفاع لوتيرة أسعار الفائدة ما دفع أسواق المال العالمية للمزيد من الاضطربات مؤخرا.

وبنهاية تعاملات أمس الثلاثاء محت مؤشرات الأسواق المال الأمريكية جميع مكاسبها السنوية حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 1.7%، ونزل مؤشر إس آند بي 500 نحو 1.5%، كما فقد مؤشر ناسداك 1.25% من قيمته.

وأتى ذلك بعد تأكيد رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، أمام ، أمام الكونجرس، أن البنك المركزي سيتعين عليه على الأرجح زيادة أسعار الفائدة أكثر مما كان متوقعاً مع سعيه لكبح جماح التضخم.

وأثرت تلك التصريحات سلبًا على أسواق المال الإقليمية حيث تراجع مؤشر البورصة المصرية الثلاثيني بنسبة 0.7%، ونزل سوق الأسهم السعودية "تاسي" بنسبة 0.60%، وتراجع مؤشر سوق دبي المالي 0.07%.

ونزل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.04%، وتراجع المؤشر الأول للبورصة الكويتية 0.3%. فيما ارتفعت مؤشرات بورصات قطر ومسقط والبحرين بنسبة 0.28% و0.23% و0.02% على التوالي.

ووسط كل هذه الأجواء جمعت "معلومات مباشر" توقعات خبراء أسواق المال لتلك الفترة لاسيما بعد تصريحات رئيس المركزي الأمريكي عن رفع محتمل للفائدة بوتيرة أسرع من ذي قبل.

اتجاه عرضي

وعن البورصة المصرية، قالت رانيا يعقوب عضو مجلس إدارة البورصة المصرية وخبيرة أسواق المال، إن البورصة المصرية من المتوقع أن تظل في اتجاه عرضي بين مستويات 16600 و17700 نقطة، مشيرًا إلى أنه في حالة حدوث أي تغير في سعر الصرف في تلك الفترة سينعكس إيجابا على الأداء وقد يساهم في صعود المؤشر العام لمستويات 17700 نقطة والتي بتجاوزها سيتجه نحو 18400 نقطة مع اعادة تقييم الأصول التي تمتكلها الشركات المدرجة.

مواصلة صعود

من جانبه، أكد محمد كمال عضو شعبة الأوراق المالية بالاتحاد العام للغرف التجارية،  أن بورصة مصر ستكون لديها فرصة لاستكمال الصعود القياسي المرتقب لها خصوصا مع استمرار خفض العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي.

وأوضح كمال، إن أسواق الخليج خصوصا قد تشهد بعض الهدوء خلال تداولات شهر مارس لاسيما مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك.

وأكد كمال، أن المتعارف عليه أن أسواق المال بالمنطقة بهذا الشهر الفضيل تشهد تباطؤ بمعدلات التداول وخصوصا بأول أسبوع منه، مشيرًا إلى أن الاستمرار ارتفاع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي يدعم المسار الهادئ للأسواق في تلك الفترة.

وبدوره، أوضح أحمد سعد مدير الإستثمار بشركة جدوي لتداول الاوراق المالية، إن أسواق الخليج بصفة عامة والسوق السعودي بصفة خاصة ما يدعمه حاليًا هي أسعار النفط والتي ستدعم أيضًا شهية مستثمري الأسهم في مطلع شهر رمضان الكريم.

وأشار إلى أن مؤشر السوق السعودي "تاسي" قد يواجه حاليًا بعض ضغوط البيع عند مستوى 10370 نقطة، لافتًا إلى أن مؤشر البورصة السعودية "تاسي" لن يتراجع بنسبة ملحوظة قبيل حلول الشهر الكريم ومن المرجح أن يتماسك عند مستوى 10300 نقطة، ليعوض خسائره السابقة. وأكد أن استمرار حفاظ مؤشر السوق أعلى مستوى 10370 نقطة سيبقي فرص عودة صعوده لمستويات إلى 10550 نقطة.

ومن جانبه، أوضح محمد عطا خبير الأسهم أن النشاط البيعي بالسوق السعودي وبأسواق المنطقة خاصة في جلسة أمس جاء استجابة لمتغيرات خارجية، حيث أفادت تصريحات رئيس "الفيدرالي"، بأن الوصول إلى التضخم المستهدف طويل ووعر، وأن البنك ملتزم بمواجهة التضخم، ما يظهر أن أسعار الفائدة قد تزيد بوتيرة أسرع وتصل إلى مستويات تفوق المتوقع في حال ظهور بيانات اقتصادية قوية.
 

فرصة شراء

وأوضح محمد حسن، العضو المنتدب لشركة بلوم للاستثمارات المالية، إنه ومع استمرار حالة القلق العالمي من ارتفاعات التضخم وتوقعات بمزيد من رفع وتيرة أسعار الفائدة مما يزيد من قوة الدولار أمام العملات الاخرى ففي المقابل سنرى تراجعات فى اسواق الاسهم التي قد تنخفض قيمتها لتصبح مغرية للشراء خلال تداولات شهر رمضان المقبل وخصوصا بالبورصة المصرية.

ونصح حسن، باستغلال التراجعات المتوقعة لاقتناص الفرس لتحقيق أكبر مكاسب قد تحدث من أسواق المنطقة وخاصة البورصة المصرية مع اقتراب مزيد من تحرير سعر الصرف الذى بدوره قد يخفض قيمة الاسهم الذى يجعلها مغرية اكثر للشراء.

ورجح حسام عيد رئيس قطاع الاستثمار بشركة القاهرة الوطنية للأوراق المالية، أن تشهد الاسواق المالية المصرية والعربية أداءا إيجابيا خلال تعاملات الفترة المقبلة مدعومة ببعض الأحداث الاقتصادية الإيجابية ومنها توقعات تعافي الطلب الصيني على النفط والطاقة بشكل كبير الأمر الذي سيدفع أسعار النفط لمزيد من الصعود وحصد المكاسب.

أما عن البورصة المصرية، أوضح عيد إن البورصة المصرية تشهد حالة من الترقب والانتظار لإعلان الجدول الزمني للبدء في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية الجديدة  والذي يتضمن مايقرب من 32 شركة ويمثل 18 قطاعا.

حذر وترقب

وتعليقاً على ذلك، بين مدير البحوث في شركة المروة لتداول الأوراق المالية مينا رفيق، إن مع اقتراب شهر رمضان الكريم والذى تتقلص فيه ساعات التداول ثم الدخول فى فترة العطلات الرسمية عادة ما تتراجع أحجام التداول ويكون المستثمرين فيه أكثر حذرا وترقبا نظرا لفترة العطلات الكبيرة وبالاخص فى ظل استمرار التوترات الروسية الاوكرانية.

وأشار إلى أنه مع اقتراب استئناف برنامج الطروحات الحكومية بمصر والتوقعات بمزيد من التراجع على الجنية المصري قد يستغل المستثمرين الفرصة فى إعادة تقييم محافظهم الاستثمارية واقتناص الفرص فى الاستثمار بالشركات المصدره.

وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تباين في أداء أسواق المنطقة على المدى قصير الأجل، مؤكدًا أنه على المدى الطويل فإن الفرص تظل قائمه لمزيد من الارتفاعات بالأخص خلال فترات إعلان نتائج أعمال والجمعيات العمومية للشركات المدرجة.

للتداول والاستثمار في بورصات الخليج اضغط هنا

ترشيحات:

فيديوجرافيك.. 10 ضوابط للالتزام بسياسة التوطين في الإمارات

إنفوجرافيك.. 4 دول عربية بين أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم