مباشر- أحمد شوقي: كان يومًا صادمًا في التاريخ الأمريكي بعد أن اقتحم حشد من أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى "الكابيتول" بالأمس، واجتاحت الفوضى أحد أكثر المباني شهرة في البلاد أثناء قيام الكونجرس بالتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية.
وحدثت اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين من الجمهوريين، وهو ما وصفه الرئيس المنتخب جو بايدن بأنه هجوم غير مسبوق على الديمقراطية الأمريكية.
ووسط كل هذا، بدا المستثمرون غير منزعجين، وأنهى مؤشر "داو جونز" جلسة الأمس عند أعلى مستوى له على الإطلاق.
وارتفع مؤشر "داو جونز" بنحو 438 نقطة أو 1.4 بالمائة، كما واصلت الارتفاع لمستويات قياسية في جلسة اليوم.
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قد يبدو هذا الانفصال مذهلاً، مع ذلك، عند تقييم الوضع في "وول ستريت"، هناك ثلاثة محركات رئيسية للأداء.
الثقة في النظام: تم تأمين مبنى "الكابيتول" الأمريكي مرة أخرى، وأكد الكونجرس فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في وقت مبكر من صباح الخميس.
وقال ترامب في بيان إنه سيكون هناك انتقال منظم في 20 يناير/كانون الثاني، رغم اعتراضه على نتائج الانتخابات.
نتائج انتخابات "جورجيا": فاز "رافائيل وارنوك" و"جون أوسوف" في انتخابات الإعادة، وهذا يمنح الديمقراطيين السيطرة على مجلس الشيوخ، مما يعطى بايدن مزيدًا من الحرية لتعزيز أجندته الاقتصادية، وإزالة عنصرًا رئيسيًا من عدم اليقين الذي كان سينتج عن الكونجرس المنقسم.
حزم التحفيز: تعتبر العامل الأكبر الذي دفع الأسواق إلى الارتفاع منذ مارس/آذار الماضي على الرغم من استمرار الوباء.
ولا يظهر دعم البنك المركزي للاقتصاد أي علامة على التراجع، مما يمنح المستثمرين الثقة في أن الوصول إلى التمويل الرخيص لا يزال موجوداً، حيث أن الانتعاش الاقتصادي الذي مكنته لقاحات كورونا يستجمع قوته.
بالإضافة إلى ذلك، تفتح نتائج الانتخابات في جورجيا الباب لجولة أخرى من التحفيز المالي في الولايات المتحدة.
وقال "باس فان جيفين" المحلل في "رابوبانك": "حتى عندما سار المحتجون إلى مبنى الكابيتول، ارتفعت أسواق الأسهم بثبات".
وتابع المحلل: "إن تبرير هذه التحركات هو التركيز على المدى الطويل، فمع سيطرة الديمقراطيين الآن على الأغلبية في كل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ، سيحصل الرئيس المنتخب بايدن على دعم الكونجرس لتنفيذ حزمة تحفيز مالي جديدة".
وساد هذا الموضوع خلال الأشهر العشرة الماضية، حتى في خضم الاضطرابات التاريخية، بما في ذلك الوباء وعدم الاستقرار الشديد في أكبر اقتصاد في العالم، سجلت الأسهم أرقامًا قياسية، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن الانقسام المتزايد بين "وول ستريت" و"مين ستريت" والذي يمثل الاقتصاد الحقيقي.
لكن هذه المرة، يمكن أن يستفيد كل من "مين ستريت" و"وول ستريت"، فبعد انتخابات جورجيا، رفع بنك "جولدمان ساكس" توقعاته للنمو للاقتصاد الأمريكي إلى 6.4 بالمائة هذا العام، مرتفعًا من 5.9 بالمائة.
ويعتمد هذا على افتراض أن الكونجرس سيكون قادرًا الآن على تمرير حزمة تحفيز بقيمة 750 مليار دولار، بما في ذلك 300 مليار دولار في شكل شيكات تحفيز للمواطنين.