TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

العالم يخطو سريعاً نحو إنهاء الإغلاق وسط تحذيرات من العواقب

العالم يخطو سريعاً نحو إنهاء الإغلاق وسط تحذيرات من العواقب

مباشر - سالي إسماعيل: بعد تباطؤ انتشار العدوى بوباء كورونا على الصعيد العالمي، يتجه العالم نحو إنهاء أكبر حالة إغلاق بخطوات مسرعة، لكن الأصوات المحذرة تتعالى خوفاً من انتكاسة جديدة.

وتجاوز عدد ضحايا وباء "كوفيد-19" في كافة أنحاء العالم 4 ملايين مصاب، مع تخطيط الحكومات إعادة فتح اقتصاداتها، مما يثير مخاطر موجة ثانية من الإصابات بالوباء المميت.

وفي مثال واضح على ذلك، فإن ألمانيا وكوريا الجنوبية أعلنا اندلاع حالات جديدة مع قيام كلا البلدين تخفيف قيود الإغلاق.

وتصل حالات الوفاة عالمياً جراء كورونا إلى نحو 283 ألف شخص، بحسب البيانات الموضحة على خريطة جامعة "جونز هوبكينز" الأمريكية.

ماذا عن الخطط؟

تعتزم العديد من الدول حول العالم إعادة فتح اقتصاداتها، بل انخرط البعض بالفعل في بدء نشاطات من شأنها أن تشهد تجمعات، الأمر الذي ينطوي على مخاطر محتملة.

ومع حقيقة أن الصين كانت أول دولة بدأت تدابير الإغلاق، فإنها مجدداً كانت الأولى في إعادة فتح اقتصادها، كما أنها تشهد اليوم استئناف العمل في حديقة "ديزني لاند" في شنغهاي، وإن كانت هذه العملية تمت مصحوبة بعدد من القيود، بحسب بيان منشور على موقعها الإلكتروني.

وتتجه بعض الولايات الأمريكية لتخفيف تدابير الإغلاق وسط تشديد الرئيس دونالد ترامب على إعادة فتح الاقتصاد والعودة للحياة الطبيعية رغم المعاناة المحتملة.

وفي ألمانيا، قرر اتحاد كرة القدم الألماني في الأسبوع الماضي استئناف القسمين الأول والثاني من موسم البوندسليجا بداية من 16 مايو/ آيار بعد تعليق دام لنحو شهرين، ليكون بذلك أول دوري رياضي رئيسي يحاول العودة.

وفي خطاب متلفز بالأمس لرئيس وزراء المملكة المتحدة "بوريس جونسون"، كشف النقاب عن اتخاذ الحكومة البريطانية أولى خطواتها المبدئية لتخفيف بعض قيود الإغلاق والبدء في إعادة فتح الاقتصاد والمجتمع بتحركات بطيئة.

وفي فرنسا، عادت المتاجر وصالونات تصفيف الشعر للعمل اليوم، كما أن الأشخاص لم تعد بحاجة للحصول على تصريح من أجل السفر، فضلاً عن إعادة فتح المدارس للأطفال.

وفي عطلة نهاية الأسبوع الماضي، أعلن رئيس وزراء بريطانيا "جوسيبي كونتي" أن إيطاليا قد تخفف قيود الإغلاق في وقت مبكر عن المخطط سابقاً حال بقاء تفشي الوباء تحت السيطرة.

وقامت نيوزيلندا بتخفيف المزيد من القيود المفروضة لاحتواء تفشي وباء كورونا، حيث سيتم إعادة فتح المراكز التجارية وصالات السينما والمقاهي والصالات الرياضية بداية من يوم الخميس، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.

لكن رئيسة وزراء نيوزيلندا "جاسيندا أرديرن" شددت على ضرورة إتباع قواعد التباعد الاجتماعي بحيث ألا تزيد التجمعات العامة عن 10 أشخاص، مع الإشارة إلى المدارس قد يعاد فتحها يوم الاثنين المقبل، فيما يتم تأجيل فتح الملاهي الليلية حتى 21 مايو/آيار الجاري.

ماذا عن العواقب؟

رغم التفاؤل بالعودة إلى الحياة الطبيعية، لكن لا يزال هناك شعوراً بالقلق من حدوث موجة ثانية من الوباء قد تفرض تدابير أكثر صرامة من الوضع الحالي.

وفي المقدمة، حذرت الحكومة في كوريا الجنوبية أمس الأحد من موجة ثانية من الإصابات بعد إعلان 35 حالة إصابة جديدة اليوم عقب تخفيف البلاد قيود الإغلاق مقارنة مع أرقام دون الـ10 أشخاص أو حتى صفر يومياً في الأسابيع الأخيرة.

ومن جانبه، ذكر "هووي لي" الخبير الاقتصادي في مجموعة "أو.سي.بي.سي" في سنغافورة أن السلطات يجب أن تكون أكثر استعداداً الآن للتعامل مع الموجة الثانية، مع التأكيد أن آخر شيء يريده الناس هو حدوث عمليات الإغلاق مرة أخرى، نقلاً عن رويترز.

ويؤكد كبير الاقتصاديين في وكالة موديز أنالايتكس "مارك زندي" أنه يشعر بالقلق على نحو متزايد من إقبال الدول على مقامرة كبيرة عبر إعادة فتح الشركات بشكل سريع للغاية.

وحذر "زندي" في تعليقات مع محطة "سي.إن.بي.سي" الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي من أن زيادة مفاجئة في حالات الإصابة الجديدة بالوباء قد تدخل الاقتصاد في حالة من الفوضى وخاصة في ظل عدم وجود لقاح.

وتابع: "إذا تعرضنا إلى موجة ثانية، سوف نشهد كساداً اقتصادياً"، مشيراً إلى أنه قد لا تنفذ عمليات إغلاق مجدداً لكن من المؤكد أن الأمر سيثير مخاوف الناس ويضغط على الاقتصاد.

ونقلت وكالة رويترز عن رئيس غانا "نانا أكوفو أدو" قوله بإن عاملاً واحداً أصاب 533 آخرين في مصنع لتجهيز الأسماك في مدينة تيما داخل البلاد.

ويعتقد محللون في بنك "جولدمان ساكس" في مذكرة بحثية نقلتها وكالة رويترز أن القلق بشأن موجة ثانية للوباء وزيادة محدودة في السفر الشخصي أو التجاري قد يتسبب في أن يكون الطلب على النفط ضعيفاً حتى عام 2021.

وبالنظر إلى التاريخ، فإن وباء الإنفلونزا الإسبانية شهد ثلاث موجات مختلفة من المرض خلال فترة انتشار الوباء التي بدأت في مارس/آذار عام 1918 وانتهت بحلول صيف عام 1919.

ووصل الوباء إلى ذروة في الولايات المتحدة خلال الموجة الثانية خلال ربيع عام 1918، حيث كانت هذه الموجة هي المسؤولة عن أكبر عدد من الوفيات في الولايات المتحدة، بحسب تقرير صادر مؤخراً عن "جولدمان ساكس" بشأن كورونا.

موجة ثانية من وباء الإنفلونزا الإسبانية - (المصدر: جولدمان ساكس)