TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

البنوك المركزية تجهز أسلحتها للتصدي لكورونا

البنوك المركزية تجهز أسلحتها للتصدي لكورونا

مباشر - سالي إسماعيل: يشير تلميح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" يوم الجمعة الماضي إلى أن عمليات خفض معدل الفائدة من جانب المركزي الأمريكي (على الأقل) قادمة.

ولكن قيام البنك بالتحمل المالي - بمعنى تخفيف أعباء الديون وشطبها - التي يتم ممارستها في الصين، تعد أمر مطلوب حقاً فيما يعتبر بمثابة معضلة التدفق النقدي.

ويوضح كبير خبراء الاقتصاد ورئيس قسم الأبحاث في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التابع للبنك ويتخذ من سنغافورة مقراً له "روبرت كارنيل" خلال رؤية تحليلية نشرها موقع البنك الهولندي "آي.إن.جي"، أن البنوك المركزية تقف على أهبة الاستعداد.

المسكن النقدي

في أعقاب موجة بيعية بنحو 11 بالمائة في أسواق الأسهم خلال الأسبوع الماضي، قال رئيس الفيدرالي "جيروم باول" يوم الجمعة إن البنك المركزي قد يستخدم أدواته ويتصرف بالطريقة المناسبة لدعم الاقتصاد.

واعتبر هذا التصريح بمثابة إشارة واضحة إلى حد ما على أن الفيدرالي سيقوم بخفض معدلات الفائدة في اجتماعه المقبل المزمع عقده يوم 18 مارس/آذار القادم.

لكن لا يزال هناك أسابيع على هذا الاجتماع، إذن؛ هل كان يقصد في وقت أقرب من ذلك؟، لا يمكن استبعاد ذلك.

ويبدو أن بنك اليابان بالفعل يستعد بالفعل لاتخاذ إجراء في أقرب وقت ممكن، حيث إن الأخبار المتداولة تشير إلى أن المركزي الياياني سيكون أكثر نشاطاً في دعم السوق وتقديم قروض خاصة لتوفير القروض البنكية إلى الشركات.

ولكن هل سينضم البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وغيرهم؟، والأهم من ذلك؛ هل ستكون الإجراءات التي سيتخذها أياً منهم مفيدة؟

حتى الآن، لا يوجد الكثير من الإشارات من المركزي الأوروبي لدعم فكرة استجابة منسقة، حيث إن التعليقات الأخيرة التي حصلنا عليها من أوروبا بما في ذلك رئيس البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاجارد" كانت محاولة الضغط على ألمانيا من أجل توفير بعض الدعم المالي.

ومع ذلك، فيما يتعلق بالمركزي الأوروبي، فقد كان الأمر يتمثل في "نحن نراقب الموقف عن كثب لكن من السابق لأوانه التحرك بعد".

ويوجد تباطؤ اقتصادي إلى حد ما في دول منطقة اليورو، على الرغم من أن الوضع أكثر إثارة للقلق بالنظر إلى أن أوروبا تبدو الآن المنطقة الساخنة الجديدة من حيث انتشار فيروس "كوفيد - 19".

ويجدر الإشارة إلى أن نائب رئيس المركزي الأوروبي "لويس دي غيندوس" ذكر في خطاب بالأمس أن البنك مستعد لاتخاذ الإجراءات الضرورية لدعم الاقتصاد ضد مخاطر كورونا.

كما أن محافظ بنك إنجلترا "مارك كارني" قال إن المركزي البريطاني مستعد لاتخاذ كافة الخطوات الضرورية لمساعدة اقتصاد المملكة المتحدة على مواجهة أثر تفشي كورونا.

الأمر برمته يتعلق بالتدفق النقدي

ويساعد الرسم البياني التالي في وصف المعضلة التي تواجه الاقتصادات في خضم عدوى الكورونا.

ويوجد في رأس الرسم التوضيحي بنك الشعب الصيني وفي الوسط الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وهما بحاجه إلى الاستمرار في دفع الأجور إلى موظفيها (على الجانب الأيسر من الرسم البياني) ودفع أموالاً إلى الموردين (أدنى الرسم البياني) وكذلك الإنفاق على خدمة الديون للبنوك (في القمة).

وفي الجانب الأيمن، يتم إرسال المنتجات، أو بالأحرى، لم يعد يتم إرسال المنتجات إلى المستهلكين النهائيين وإلى منتجين آخرين، وبالتبعية لا يوجد أرباح.

المعضلة التي تواجه الاقتصادات بسبب كورونا - (المصدر: البنك الهولندي آي.إن.جي)

والأمر الذي يوضحه هذا الرسم البياني أن خفض معدل الفائدة فقط يساعد قليلاً بعض الشيء من خلال تخفيف تكاليف خدمة الديون.

لكنه لا يفعل شيئاً يذكر لحل المشاكل الأكبر المتمثلة في توقف التدفق النقدي، في حين أن الأمر الأقرب لما هو مطلوباً يتجسد في القروض الخاصة المقدمة من بنك اليابان (إذا كانت دقيقة) والتخفيف المقترح من جانب بنك الشعب الصيني بشأن استجابة المصارف للقروض المتأخرة أو القروض السيئة.

وبالتالي فإن خفض معدلات الفائدة من جانب الولايات المتحدة ربما تحدث، وومن شأن الأسواق أن ترتفع استجابة لهذه الخطوات، لكن يظل الفيروس لا يتم علاجه، كما أن معظم الشركات ستتعرض إلى ضغوط بسبب أن الفيروس لن يمنحها الكثير من الراحة.

كما أن الارتفاع في الأسواق لن يدوم، حيث أننا انتقلنا من استراتيجية "الشراء عند الهبوط" إلى "البيع عند الصعود".