مباشر - سالي إسماعيل: ألقى الرئيس دونالد ترامب خطاب حالة الاتحاد أمام لجنة مشتركة من الكونجرس الأمريكي، وسط تداعيات المساءلة التي تهدف إلى عزل رئيس الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم.

ويأتي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي أمس الثلاثاء، ودام لنحو 80 دقيقة، قبل ساعات من تصويت مجلس الشيوخ على عزل دونالد ترامب من منصبه.

ورغم أن الرئيس لم يتطرق بالذكر إلى مسألة المساءلة والعزل خلال الخطاب لكنه في المقابل سلط الضوء على قضايا عديدة مثل الأداء الاقتصادي والصفقات التجارية.

المشهد الأول: عدم مصافحة نانسي بيلوسي

رفض الرئيس ترامب مصافحة رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" أثناء قيامه بتسليمها نسخة ورقية من خطاب حالة الاتحاد.

وكانت "بيلوسي" سعت إلى مصافحة الرئيس بالأيدي لكن الأخير لم يمد يده لمصافحتها.

وفي العام الماضي، دعت رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى بدء تحقيقات رسمية لمساءلة الرئيس الأمريكي تمهيداً لعزله، فيما اعتبرته إساءة لاستخدام السلطة.

وفي نهاية الخطاب، قامت "بيلوسي" بتمزيق الأوراق كما ألقتها جانباً.

وعند سؤالها عن سبب قيامها بذلك، قالت للصحفيين: "لقد كان الأمر مهذباً، بالنظر إلى البديل"، في إشارة إلى رفض ترامب مصافحتها.

المشهد الثاني: التفاخر بالوضع الاقتصادي

مجدداً، تفاخر الرئيس الأمريكي بالأداء الاقتصادي للولايات المتحدة مع طفرة الوظائف وقفزة في الأجور وارتفاع الثقة وتراجع معدلات الفقر إضافة لانخفاض معدل الجريمة، ما أدى لازدهار البلاد.

وعبر ترامب عن سعادته وهو يبلغ الجميع بأن الاقتصاد الأمريكي هو أفضل اقتصاد على الإطلاق، بحسب تعبيره.

وقال: "منذ انتخابي، لقد قمنا بتدشين 7 ملايين وظيفة جديدة"، وهو أكثر بنحو 5 ملايين وظيفة عما توقعه خبراء الحكومة خلال الإدارات السابقة، كما أن معدل البطالة عند أدنى مستوى في نصف قرن تقريباً.

وأشار إلى زيادة صافي أجور الطبقة الدنيا بنسبة 47 في المائة، وهو ما يعد ثلاثة مرات أسرع من الزيادة في أجور أغنى 1 بالمائة من السكان.

وبالنظر إلى سوق الأسهم الأمريكية، ذكر ترامب أنها قفزت بنحو 70 بالمائة لتضيف نحو 12 تريليون دولار إلى ثروة البلاد منذ توليه المنصب.

وأوضح أنه بعد أن قفدت الولايات المتحدة نحو 60 ألف مصنع تحت قيادة الإدارتين السابقتين، فإن البلاد شهدت إضافة 12 ألف مصنع جديد في ظل إدارته.

المشهد الثالث: الصفقات التجارية

وعدد الرئيس الأمريكي الصفقات التجارية التي أبرمها منذ توليه المنصب -في يناير/كانون الثاني 2017- من أجل إحياء اقتصاد الولايات المتحدة.

وأوضح أن أحد أكبر الوعود التي قطعها على نفسه أمام الشعب الأمريكي كان استبدال اتفاقية التجارة مع المكسيك وكندا والمعروفة باسم "النافتا".

وتابع: "في واقع الأمر، التجارة غير العادلة ربما كانت السبب الأكبر والوحيد الذي دفعني لاتخاذ قرار الترشح للرئاسة الأمريكية".

وأشار إلى أنه قبل 6 أيام فقط، قام باستبدال اتفاقية النافتا وتوقيع اتفاقية التجارة الجديدة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا والمعروفة باسم "يو.إس.إم.سي.إيه".

وأضاف أن هذه الاتفاقية من شأنها أن تخلق نحو 100 ألف وظيفة في قطاع السيارات الأمريكي ذات أجر مرتفع.

وعلى صعيد الوضع مع الصين، ذكر الرئيس أنه تعهد بفرض تعريفات جمركية لمكافحة سرقة الوظائف الأمريكية الهائلة من الصين، قائلاً: "استراتيجيتنا نجحت".

كما وقع ترامب المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية والتي من شأنها "الدفاع عن عمالنا وحماية ملكيتنا الفكرية إضافة إلى توفير مليارات الدولارات لخزانة البلاد"، بحسب وصفه.

وقال: "لعقود، كانت الصين تستفيد من الولايات المتحدة، الوضع الآن قد تغير لكن في نفس الوقت لدينا علاقة مع الصين ربما الأفضل على الإطلاق بما في ذلك الرئيس شي جين بينغ".

المشهد الرابع: تداعيات فيروس كورونا الصيني

وتطرق الرئيس ترامب كذلك إلى فيروس "كورونا" الجديد في الصين، مع التأكيد على حماية الصحة الأمريكية ومحاربة الأمراض المعدية.

وقال: "نحن نقوم بالتنسيق مع الحكومة الصينية كما نعمل معاً عن كثب بشأن تفشي فيروس كورونا في الصين".

ويستمر الفيروس الصيني في إثارة مخاوف عالمية وسط ارتفاع عدد الوفيات إلى 490 شخصاً وإصابة نحو 24324 شخص.

وأكد ترامب أن إداراته سوف تتخذ كافة الخطوات الضرورية لحماية المواطنيين الأمريكيين من هذا التهديد.

وفي نفس السياق، سلط الرئيس الضوء على انخفاض عدد الوفيات إثر جرعة زائدة من المخدرات للمرة الأولى في نحو 30 عاماً في سياق مساعي الحد من المواد الأفيونية.

المشهد الخامس: ترامب يحتفل بالزعيم "الشرعي" لفنزويلا

احتفل الرئيس الأمريكي بما يعتبره بمثابة الزعيم الشرعي لفنزويلا، مندداً بالرئيس الحالي "نيكولاس مادورو".

وكان من بين الضيوف في خطاب حالة الاتحاد زعيم المعارضة الفنزويلي "خوان غايدو"، والذي يسعى للإطاحة برئيس البلاد نيكولاس مادورو.

وقال ترامب إن "مادورو" حاكم غير شرعي ومستبد يعامل شعبه بوحشية، مع الإشارة إلى أن قبضته الاستبدادية سوف تحطم.

وتابع: "هنا هذا المساء رجل يحمل معه آمال وأحلام وتطلعات جميع الفنزويليين"، مع التأكيد أن "غايدو" هو الرئيس الحقيقي والشرعي لفنزويلا.

وكان البيت الأبيض شدد حملته على مادورو خلال الأسابيع الأخيرة، حيث أعلنت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على أكثر من 12 طائرة تشغلها شركة النفط المملوكة للدولة في البلاد والتي تنقل كبار أعضاء نظام مادورو.