مباشر - محمد فاروق: كان عام 2019 عاماً استثنائياً بقطاع الاتصالات الكويتي، بعد أن قامت شركات القطاع المدرجة بالبورصة بإطلاق شبكات الجيل الخامس (5G)؛ وذلك لمواكبة التطور التكنولوجي والثورة الإلكترونية الهائلة التي تجتاح العالم.

وفي فبراير/شباط من عام 2019، أعلنت شركة الاتصالات الكويتية "فيفا سابقاً"، عن إنشاء مركز (5G) للابتكار بهدف استكشاف وتطوير وإطلاق حالات استخدام G5 جديدة في الكويت خلال العام.

أما شركة "زين" فأعلنت نهاية مايو/أيَّار 2019، أن شبكتها جاهزة للإطلاق التجاري لتكنولوجيا الجيل الخامس، لتكون أول شركة تطرح تقنية (5G) في الخليج عبر السوق الكويتية بتغطية شاملة لكافة المناطق بالبلاد.

وتزامن إطلاق "زين" لشبكة الجيل الخامس، مع إعلان شركة "فيفا" عن تقديم نفس الخدمة لتشهد الكويت نقلة تكنولوجية في عالم الاتصالات.

وحددت الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات في مطلع يونيو/حزيران 2019، المقابل المادي لترخيص شركات الاتصالات المتنقلة بالكويت لتشغيل خدمات (5G)، وذلك مقابل مليون دينار للترخيص يُدفع مرة واحدة مُقدماً لكل شركة.

وخلال النصف الأول من 2019، أعلنت شركة "بتلكو" البحرينية عن إتمام إجراءات بيع حصتها البالغة 90 بالمائة في "كواليتي نت" إلى شركة "فيفا" الكويتية.

إطلاق رخصة المُشغل الافتراضي في الكويت

في مطلع النصف الثاني من العام، أطلقت هيئة الاتصالات الكويتية رخصة المُشغل الافتراضي؛ من أجل تحسين مستوى الخدمة المُقدم للمواطنين، ومنح الشركات العالمية فرصة التعاقد مع المُشغلين الثلاث وتقديم منتجات متنوعة عن طريق الهواتف النقالة.

مع قرب عام 2019 من نهايته، أعلنت شركة "زين" عن تقديم خدمة التجوال مجاناً بتقنية الجيل الخامس (5G) بين شبكتيها في الكويت والسعودية لتكون أول شركة في الشرق الأوسط تقدم هذه الخدمة لعملائها.

الكويت السابعة عالمياً في توفير أعلى سرعة للجيل الخامس

وأظهر بحث حديث لشركة "أوبن سيجنال" أن الولايات المتحدة الأمريكية توفر أعلى سرعات للجيل الخامس، حيث سجلت أقصى سرعة تحميل لمستخدمي الشبكة على مستوى العالم بسرعة 1292 ميجابت/الثانية، تليها أستراليا بسرعة 1240 ميجابت/الثانية، ثم سويسرا بواقع 1138 ميجابت/الثانية.

وأوضح البحث، الذي أُعد في سبتمبر/أيلول 2019، أن الإمارات جاءت في المرتبة الخامسة عالمياً والأولى عربياً بسرعة تحميل بلغت 961 ميجابت/الثانية، فيما جاءت الكويت بالمرتبة السابعة عالمياً والثانية عربياً بواقع 890 ميجابت/الثانية.

الإنترنت في جميع المنازل الكويتية

كشفت بيانات رسمية صادرة عن الهيئة العامة للاتصالات في الكويت أن شبكة الإنترنت بتقنية (LTE) تُغطي جميع سكان الكويت، والبالغ عددهم 4.65 مليون نسمة.

وأشار بيان الهيئة إلى أنه يتم توفير هذه الخدمة من خلال 5169 برج اتصالات، موزعة على شركات الاتصالات الثلاثة العاملة بالسوق المحلي، وذلك بنهاية عام 2018.

وأوضحت البيانات، أن عدد المشتركين بخدمات الاتصالات بجميع أنواعها في كافة الشركات العاملة بالسوق الكويتي، قد بلغ بنهاية 2018 نحو 8.5 مليون مشترك؛ وهو ما يعني أن جميع سكان الكويت لديهم أكثر من اشتراك واحد في خدمات الإنترنت وخطوط الاتصالات من شركات الاتصالات المحلية، ومزودي خدمات الإنترنت الأرضية.

وبينت أن نسبة اشتراكات الهواتف المتنقلة لكل 100 نسمة تبلغ نحو 178.5 بالمائة، بينما تبلغ نسبة اشتراكات النطاق العريض للهاتف المتنقل لكل 100 نسمة 130.8 بالمائة.

كما أشارت البيانات إلى أن 99.6 بالمائة من الأفراد بالكويت يستخدمون خدمات الإنترنت بجميع أنواعها، منهم 97.7 بالمائة يستخدمونه بشكل يومي، وأن جميع الأسر بالبلاد لديها اتصال بالإنترنت في المنزل، بينما تمتلك 99.5 بالمائة من الأسر هواتف نقالة ذكية.

الاتصالات حلقة هامة في الاقتصاد الكويتي

يرى مُحللون أن قطاع الاتصالات الكويتي لا يقل في أهميته عن قطاعات البنوك والنفط والصناعة من حيث الدور الذي يلعبه في حلقة الاقتصاد الأساسي للبلاد.

وقال المُحلل الاقتصادي، نادر عليان لـ"مباشر"، إن الاتصالات عالمياً تشهد طفرة قوية من حيث التطور التكنولوجي ونمو الأساليب الحديثة المُستخدمة في تقنية المعلومات، ودخول الكويت في هذا المُعترك يُحسب للإدارة القائمة والحكومات المتوالية.

وأوضح عليان أن قطاع الاتصالات في الكويت لا يقتصر دوره فقط على نقل التكنولوجيا ولكنه قطاع حيوي يحظى باهتمام قاعدة كبيرة من الشباب وخاصة حديثي التخرج الذين يطمحون في الدخول في هذا المجال المتطور وهو ما يجدونه بالفعل داخل القطاع.

وأضاف أن القطاع يوفر فرص عمل لقاعدة كبيرة من الشباب، بالإضافة لما يحظون به من تدريب وإثقال مهارات تكنولوجية تطويرية داخل الشركات العاملة بالقطاع أو الشركة التي يُشرف عليها القطاع.

التوسع في قطاع الاتصالات يخلق أسواقاً جديدة

من جانبه، قال المُحلل الاقتصادي، زياد الهاشم لـ"مباشر"، إن اتساع دائرة الشركات المشاركة في قطاع الاتصالات بالكويت يفتح المجال أمام خلق أسواق جديدة تتسع إلى المزيد من فرص العمل في المجالات الاستثمارية المختلفة.

وأضاف الهاشم أن قطاع الاتصالات الكويتي يلعب دوراً محورياً في عملية النمو الاقتصادي ويُعد من المصادر الهامة للدخل القومي، ويمثل 5 إلى 8 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي في الكويت، وما تتجاوز نسبته 10 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للقطاعات غير النفطية.

وأكد الهاشم أن القرار الأخير لهيئة الاتصالات في الكويت يأتي في إطار تنفيذ الرؤية الأميرية (كويت جديدة 2035)، وتلك الخطة التنموية لن تُحقق أهدافها إلى بمثل هذه الإجراءات التطويرية الهادفة مما يخلق روح الابتكار لدى قطاع الشباب تحديداً وتحقيق الريادة في الأعمال.

الجيل الخامس ساهم في تطوير قطاع الاتصالات المحلي

وقال محلل أسواق المال، محمد صديقي لـ"مباشر"، إن الكويت دخلت مرحلة جديدة من التكنولوجيا وخاصة بعد الإعلان عن بدء التشغيل الرسمي لتكنولوجيا الجيل الخامس؛ وهو ما يعني مزيداً من السرعة في نقل البيانات وخدمة العملاء وتطوير كبير داخل القطاع المحلي.

وتُعد الكويت من الدول الأولى في العالم والمنطقة في توفير تقنيات "الجيل الخامس" للعملاء من الأفراد والشركات؛ وبالتالي فهي على موعد مع إنجاز جديد قريباً مع استكمال تطوير أبراج الاتصالات، وتوفير الخدمات في جميع المناطق.

ويرى صديقي أن دخول شركة اتصالات رابعة إلى السوق المحلي يأتي تطوراً منطقياً للإجراءات والقرارات التي تتخذها الكويت لتنشيط القطاع من الناحية التقنية وما يرتبط بها من تكنولوجيا حديثة، إضافة لجذب الاستثمارات وتقليل أعباء التشغيل على الشركات وهو ما يُشجع مناخ الاستثمار بشكل عام.

وتعمل في قطاع الاتصالات الكويتي بالوقت الحالي 3 شركات؛ أبرزها وأقدمها على الإطلاق شركة الاتصالات المتنقلة "زين" التي تأسست في عام 1983 وتم إدراجها ببورصة الكويت عام 1985.

وثاني تلك الشركات هي الوطنية للاتصالات المتنقلة "أوريدو" التي تأسست في عام 1999، وأطلقت علامتها التجارية الجديدة تحت اسم "أوريدو" في عام 2014، وهي أيضاً مدرجة ببورصة الكويت.
 
أما أحدث هذه الشركات، فهي الاتصالات الكويتية "إس تي سي" (فيفا سابقاً) التي تأسست في عام 2008 وأُدرجت ببورصة الكويت عام 2014، وتمتلك فيها شركة الاتصالات السعودية حصة تقترب نسبتها من 52 بالمائة.

أرباح قطاع الاتصالات الكويتي ترتفع 7.7 بالمائة بالربع الثالث

أظهر مسح أعده "مباشر"، ارتفاع أرباح قطاع الاتصالات الكويتي المدرج بالبورصة بنسبة 7.7 بالمائة خلال الربع الثالث من العام الجاري على أساس سنوي.

وبحسب المسح، بلغت أرباح 5 شركات مدرجة بالقطاع خلال الفترة 73.441 مليون دينار (242.4 مليون دولار)، مقابل أرباح بنحو 68.206 مليون دينار (225.125 مليون دولار) بالربع الثالث من 2018.

وعلى مستوى نتائج التسعة أشهر الأولى من 2019، بلغت أرباح شركات قطاع الاتصالات 209.09 مليون دينار (690.13 مليون دولار)، مقابل أرباح بنحو 190.123 مليون دينار (627.53 مليون دولار) للفترة ذاتها من عام 2018، بارتفاع نسبته 10 بالمائة.

ترشيحات:

أداء إيجابي لبورصة الكويت في 2019.. والقيمة السوقية ترتفع 25.3%

حصاد 2019.. قطاع العقار بالكويت ملاذ آمن بحاجة إلى تنشيط

حصاد 2019.. النفط الكويتي يرتفع 30% خلال العام

حصاد 2019.. ماذا قالت المؤسسات العالمية عن الاقتصاد الكويتي؟

حصاد 2019.. اتفاق المنطقة المقسومة والتشكيل الحكومي أبرز أحداث الكويت