من: محمود جمال
دبي - مباشر: واجهت 27 شركة مدرجة بأسواق الأسهم الإماراتية أزمة الاقتراب من الإفلاس، مع تزايد شبح الخسائر المتراكمة، وذلك مع نهاية الربع الثالث من العام الجاري.
وبحسب إحصائية أعدها "مباشر" استناداً لبيانات سوقي دبي وأبوظبي الماليين، استحوذت تلك الشركات على نحو 20 بالمائة من إجمالي الشركات المدرجة بالسوقين التي يبلغ عددها 130 شركة.
"دريك آند سكل"
ووفقاً للإحصائية؛ فإن تلك الشركات تتوزع على نحو 23 شركة إماراتية، إضافة إلى أربع شركات مدرجة بأسواق أخرى وتحديداً في بورصة الكويت.
وتتضمن تلك القائمة شركات مشهورة بقطاعات كبرى مثل العقارات والتأمين والاستثمار وتصدرها شركة دريك آند سكل وشركة ماركة وبنك الاستثمار والاتحاد العقارية وإشراق للاستثمار وديار للتطوير وأبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة".
وبحسب الإحصائية؛ فإن 24 شركة فقط التزمت بالقرار ذاته وأعلنت عن تلك الخسائر ونسبتها لرأس المال، فيما لم تعلن ثلاث شركات فقط وهي شركة دريك آند سكل و"ماركة" و"أبوظبي لبناء السفن"، وقد تم الاعتماد على نتائجها بنهاية العام الماضي.
25.3 مليار
ووفقاً للإحصائية؛ فإن إجمالي الخسائر المتراكمة لتلك الشركات بلغ تحو 25.3 مليار درهم (6.88 مليار دولار)، من إجمالي رؤوس أموال بلغت 41.2 مليار درهم (11.22 مليار دولار).
وتصدرت شركة "آند سكل" قائمة الأكبر من حيث نسبة حجم الخسائر إلى رأس المال بقيمة 5.1 مليارات درهم مقابل رأس المال بنحو 1.07 مليار درهم.
تلتها شركة "ماركة" بنحو 746 مليون درهم تمثل 150 بالمائة من رأس المال، وحل ثالثاً بنك الإثمار بنحو 739 مليون درهم بنحو 98 بالمائة من رأس المال.
واستحوذت شركة تكافل الإمارات ذيل القائمة حيث سجلت خسائر بنحو 35.2 مليون درهم مقابل رأسمال بنحو 150 مليون درهم لتصل النسبة من رأس المال لنحو 23.5 بالمائة.
قرار صارم
ويأتي ذلك التزاماً بقرار تاريخي لهيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية الذي صدر في سبتمبر/أيلول الماضي على إلزام الشركات التي حققت خسائر متراكمة بنسبة 20 بالمائة فأكثر من رأس المال عن الإفصاح بذلك.
وأما الشركات التي وصلت خسائرها المتراكمة إلى 50 بالمائة فوجب عليها الإفصاح للسوق والهيئة عن ذلك بالتزامن مع إفصاحها عن هذه البيانات.
وألزم القرار تلك الشركات توضيح الأسباب الرئيسية المؤدية لهذه الخسائر، والإجراءات التي سيتم اتخاذها لمعالجة أوضاعها.
7 أسباب
وحددت تلك الشركات وفقاً للإحصائية، 7 أسباب رئيسية وراء مواجهة تلك الشركات لشبح الخسائر وسط تأكيد الجهات الرقابية الكشف عن نسبة تآكل رأس المال وسط تسجيل تلك الخسائر.
وبحسب الإحصائية، فإن من أبرز تلك الأسباب وفي مقدمتها الهبوط القوي للموجودات بسبب التحديات الكبرى التي تواجه بعض القطاعات الاقتصادية متأثرة بالظروف العالمية بصفة عامة.
وتعددت الأسباب لتحقيق تلك الخسائر وكان من أبرزها ارتفاع المخصصات التي لجأت إليها بعض الشركات لمعالجة خسائر ناجمة عن التعثر بالسداد وانخفاض القيمة، إضافة إلى اشتداد المنافسة السوقية ببعض القطاعات.
6 حلول
وفي المقابل ولمواجهة تلك المشكلة المتفاقمة، فقد حددت تلك الشركات 6 حلول كخطة مبدئية لمحاولة التعافي والالتزام بأوامر الهيئة.
ومن أبرز تلك الإجراءات وفي مقدمتها إعادة الهيكلة وتخفيض رأس المال وإعادة جدولة المديونيات.
حمراء وصفراء
وبعد الإفصاح عن تلك الخسائر لم تتوانَ هيئة الأوراق المالية عن الدور الرقابي لها حيث قررت أيضاً إعطاء أعلام حمراء وصفراء على قدر خسائر تلك الشركات.
وفي قرار غير مسبوق، بدأ سوقا دبي وأبوظبي الماليان إضافة علامة مميزة على شاشة التداول بالسوق إزاء كل شركة استناداً إلى إفصاحاتها عن نسبة الخسائر المتراكمة.
حيث تمت إضافة علامة باللون الأصفر للشركات التي بلغت خسائرها المتراكمة من 20 بالمائة إلى أقل من 50 بالمائة.
وأضيفت علامة مميزة باللون الأحمر إلى جانب اسم الشركة التي بلغت خسائرها المتراكمة نسبة 50 بالمائة فأكثر من رأسمالها فور صدور الإفصاح من الشركة.
"المستثمر أولاً"
وتستهدف الهيئة من تلك الإجراءات تعزيز حماية المستثمرين والمساهمين في الأسواق المالية بالدولة، وإيصال رسالة واحدة وهي أن الجهات الرقابية المسؤولة عن أسواق الأسهم بدولة الإمارات تسعى لتقديم خدمات مميزة.
كما أنها تستهدف جذب المتداولين والمحافظة على أموالهم وتسهيل الحصول على الأرباح لتأكيد شعار "المستثمر أولاً"، ولتنافس البورصات العالمية في تقديم الخدمات ذاتها لمستثمري العالم.
ترشيحات:
