من: محمود جمال
دبي - مباشر: تترقب أسواق المال الإماراتية خلال الأسابيع المقبلة بعض التغيرات والأحداث أبرزها عمليات الاندماج المحتملة لتعزيز قوة الشركات المدرجة التي من المرجح أن تعيد المؤشرات للصعود تزامناً مع هدوء الحرب التجارية، وذلك رغم عودة تصاعد الظروف الجيوسياسية بالمنطقة.
وبنهاية جلسات الأسبوع الماضي، انخفضت مؤشرات الأسواق الإماراتية طفيفاً ليتراجع سوق دبي المالي بنسبة 0.09 بالمائة، فيما انخفض مؤشر سوق أبوظبي المالي 0.3 بالمائة مع تزايد عمليات جني الأرباح.
وأعلنت شركة أرابتك القابضة مطلع الأسبوع الماضي مضيها قدماً في توحيد الأعمال ومن ثم الاندماج مع مجموعة تروجان القابضة التي تتخذ من إمارة أبوظبي مقراً لها.
وعالمياً وعلى صعيد النزاع التجاري، أبدى رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال الأسبوع الماضي أيضاً استعداده للتفكير حول عقد صفقة تجارية مؤقتة بين الصين والولايات المتحدة.
اندماجات ناجحة
وقال مدير التداول لدى شركة الشارقة الإسلامي للخدمات المالية: يراقب المستثمرين عن كثب الأمثلة الحية للاندماجات بأسواق الإمارات وخصوصاً القطاع المصرفي التي كانت ناجحة في مجملها.
وأضاف شادي البطاينة لـ"مباشر" أنه قياساً على ما تم بقطاع البنوك بالدولة نتوقع المثل والاندماج لباقي القطاعات وبالأخص قطاع الإنشاءات بما فيها أرابتك ودريك آند سكل لما لذلك من أثر إيجابي في تقليص النفقات وخلق كيان أكثر صلابة.
وخلال السنوات الأخيرة شهد قطاع البنوك الإماراتي، اندماجات ناجحة كان في مقدمتها اندماج بنكي "أبوظبي الوطني"، و"الخليج الأول" في كيان كبير من حيث الأصول على مستوى المنطقة باسم "أبوظبي الأول"، وكان قبله اندماج بنكي "الإمارات" و"دبي الوطني" الذي شكّل ثاني أكبر بنك في الدولة.
وكشفت شركة أرابتك القابضة الثلاثاء الماضي في بيان رسمي عن بحثها إمكانية توحيد أعمالها في قطاع الإنشاءات مع شركة تروجان القابضة، مشيراً إلى أن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى صفقة اندماج بينهما.
وفي مايو/ أيَّار الماضي، توقعت بعض التقارير الصحفية أن تشهد إمارة دبي الكشف عن أكبر كيان عقاري بهدف تعزيز مكانة القطاع وتعزير مسيرة التطوير به.
وأكد شادي بطاينة أن القطاع المصرفي توج عدداً من عمليات الاندماج المميزة ويمكن أن نشهد أيضاً مزيداً من تلك الاندامجات في المستقبل.
حاجة ماسة
وأوضح البطاينة أن قطاع الإنشاءات بالوقت الحالي بحاجه ماسة ليخطو تلك الخطوة لأسباب من أهمها أن القطاع العقاري في الإمارات يحتاج للتأني في إطلاق أي مشاريع جديدة، وذلك وفقاً لتوجهات الشيخ محمد بن راشد التي أطلقها مؤخراً.
وفي مطلع الشهر الجاري وجه الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة دبي بتشكيل لجنة لضبط إيقاع المشروعات العقارية بالإمارة.
وأكد شادي البطاينة أن للاندماجات أثر على خفض المصاريف وبالتالي التقليل من تراجع أرباح قطاع الإنشاءات.
سيولة أجنبية
وعلى مستوى أداء الأسواق المحلية، قال شادي البطاينة إنه لا داعي للاستغراب من دخول السيولة الأجنبية بقوة بالأسواق الإماراتية واقتناصها الفرص المتاحة وبالأخص في القطاع المصرفي المتين.
ووفقاً لبيانات الأسواق الرسمية الأسبوع الماضي، فقد شهدت الأسواق الإماراتية رغم تراجعها الطفيف شهدت عمليات شراء من الأجانب بصفة عامة بصافي 209.5 مليون درهم وأغلبها بأسهم مصرفية وفي مقدمتها "جي إف إتش" وأبوظبي الأول والإمارات دبي الوطني الذي كشف مؤخراً عن زيادة ملكية الأجانب بأسهمه.
وأوضح أن القطاع المصرفي أثبت جدارته على مدار الثلاث سنوات المنصرمة من حيث مكررات الربحية المغرية وكذلك معدل العائد على رأس المال ونسب نمو الربحية جميعها عوامل ساهمت على استقطاب المستثمر الأجنبي.
ومؤشر مكرر الربحية للأسهم يعد من أهم المؤشرات التي يعتمد عليها مديرو محافظ الاستثمار وكبار المستثمرين إلى جانب مؤشر مضاعف القيمة الدفترية إلى السوقية، وذلك قبل اتخاذ قرارهم بالاستثمار في الأسواق المالية.
صكوك دولارية
وعلى مستوى شركة إعمار العقارية التي أعلنت مؤخراً عن إصدار صكوك دولارية، قال إن شركة إعمار وحجم مشاريعها الضخمة التي تعمل عليها محلياً وإقليمياً وعالمياً تحتم عليها الاستعانة بمصادر تمويل متاحة لدعم عملياتها.
وأكد أن الشركات الكبرى كشركة "إعمار" وغيرها تحتاج لتعزيز السيولة لديها لكي تقتنص الفرص المتاحة وتواصل النمو. ومؤخراً، طرحت شركة "إعمار" صكوكاً مقومة بالدولار بقيمة 500 مليون دولار لأجل 10 سنوات.
ومن جهته، قال نائب الرئيس بقسم بحوث الاستثمار في شركة كامكو، لـ"مباشر": إن الأسواق الإماراتية من المتوقع أن تستمر في المحافظة على مكاسبها التي سجلتها بالفترة الماضية نتيجة حالة التفاؤل من قبل المراقبين حيال التحسن المرتقب.
وأوضح رائد دياب، أن التحسن المرتقب للنشاط الاقتصادي بالدولة يأتي من اقتراب انطلاق معرض "إكسبو 2020" بدبي تزامناً مع التوقعات بجذبه مستثمرين ومشاريع جديدة.
وسيُقام معرض إكسبو 2020 في دبي على مدى 6 أشهر خلال الفترة الممتدة بين 20 أكتوبر 2020 إلى 10 أبريل 2021.
وقال إن من العوامل الداعمة لمحافظة الأسواق على مكاسبها التوقعات بأن تشهد إمارة دبي اندماجات لشركات القطاع العقاري مما قد يؤدي إلى استقرار القطاع والتقليل من المخاطر السلبية.
وأشار إلى من تلك العوامل بوادر انفراج لناحية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد الإعلان عن إعفاءات لبعض السلع من رسوم إضافية من قبل الطرفين.
وأكد أن تلك البوادر قد تبشر بالوصول إلى حلول مرضية للطرفين في الفترة المقبلة؛ الأمر الذي سينعش الأسواق العالمية والخليجية.
ويُذكر أنه على مستوى المنطقة، أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس السبت السيطرة على حريقين في معملين تابعين لشركة أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهم بطائرات بدون طيار.
إظهار الرسالة الأصلية
وهذا العامل قد يؤثر على بعض تحركات المستثمرين في مطلع جلسات الأسبوع الجاري ولكن لن يستمر وذلك لأن الحادث ليس له تأثير مادي على اقتصاديات الدول وسيمر كما مرت الأحداث المشابهة له من قبل.
ترشيحات:
الإمارات تستنكر الهجوم الإرهابي على معملين تابعين لـ"أرامكو" بالسعودية
أمير الشرقية: مستقبل قطاع الطيران بالسعودية والمنطقة ملئ بالفرص
