من: محمود جمال
دبي - مباشر: توقع محللون لـ"مباشر" أن تشهد بعض الأسواق الخليجية ارتداداً إيجابياً حذراً بعد ترقية أسهم شركات في المنطقة بمؤشر إم إس سي آي للأسواق الناشئة رغم تصاعد وتيرة الحرب التجارية والأوضاع الجيوسياسية.
وبنهاية جلسة أمس، شهدت بورصات الخليج انخفاضات حادة لم تشهدها منذ سنوات، بعدما تعرضت سفن تجارية لهجمات قبالة ساحل الإمارات وتحديداً بميناء الفجيرة.
وقالت مؤسسة إم.إس.سي.آي لمؤشرات الأسواق يوم الاثنين إنها ستدرج مؤشري إم.إس.سي.آي السعودية على مؤشرها الأوسع نطاقاً للأسواق الناشئة الذي يحظى بمتابعة وثيقة، مشيراً إلى أنه من المقرر إضافة 30 ورقة مالية سعودية، يبلغ وزنها الإجمالي 1.42 بالمائة على مؤشرها للأسواق الناشئة.
وأدرجت المؤسسة أيضاً شركة قطر لصناعة الألمنيوم وشركة دانة غاز الإماراتية ضمن مؤشر MSCI للشركات الصغيرة، فيما خرجت شركة داماك العقارية الإماراتية وإزدان القابضة القطرية من مؤشر MSCI القياسي العالمي، وفي المقابل، تم إدراج شركتي مسيعيد للبتروكيماويات وقطر للوقود إلى المؤشر ذاته.
وفي تطور جديد، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيلتقي مع نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة الدول العشرين في يونيو/حزيران المقبل.
وأعلنت الصين أمس خططها لرفع الرسوم المفروضة على بعض الواردات الأمريكية إلى 25 بالمائة ابتداءً من 1 يونيو/حزيران المقبل، متحدية تحذير ترامب بالمزيد من التصعيد حال انتقامها من زيادة التعريفات التي أقرها الجمعة الماضية.
30 شركة
وقال مدير إدارة الأصول لدى شركة مينا كورب، لـ"مباشر": إن الأنباء عن انضمام 30 شركة سعودية كان خبراً متوقعاً بالأسواق وهو ما دفع الأجانب للشراء بقوة بلاسهم الكبرى كسابك والراجحي في تداول.
وأشار طارق قاقيش، إلى أن هناك إشارة إيجابية في تلك الترقية أن الـ"إم إس سي آي" في شهر أغسطس المقبل وذلك سيدفع الأجانب لاستمرار الشراء.
وأكد أن الارتداد الذي من الممكن أن نشهده اليوم سيكون مؤقتاً ولن يمتد لأغلب الأسهم الكبرى وذلك نتيجة الضغط من العامل الجيوسياسي الذي مازال يراقبه الكثير من المستثمرين للاطمئنان على أوضاع المنطقة.
وأضاف أن التخارجات المستمرة من أسواق الناشئة ومواصلة الحرب التجارية وتصاعدها الأمر الذي كان سبباً رئيسياً في هبوط الأسواق الأمريكية، مشيراً إلى أن من الأسباب الرئيسية أيضاً لهبوط الدواجونز الذي أثر على بورصات المنطقة هي النتائج المالية التي جاءت دون التوقعات.
وكشف تقرير صدر مؤخراً عن "بنك أوف أمريكا ميرل لينش"، أن الأسهم الأمريكية شهدت حركة تدفقات نقدية خارجة أكثر من غيرها في الأسبوع الماضي عند أعلى مستوى منذ 30 يناير وبواقع تخارج بقيمة 14 مليار دولار.
ولفت أيضاً إلى أن تلك التراجعات بالأسواق العالمية من المؤكد أن تدفع المتعاملين بالأسواق الخليجية إلى المزيد من الحذر والمراقبة حتى تستقر الأوضاع الجيوسياسية أو أن يكون هناك خبر إيجابي بخصوص الحرب التجارية.
الدليل الأكبر
ومن جانبه، قال المحلل المالي بالأسواق جمال عجاج إن ردة فعل الأسواق تجاه الأحداث الجيوسياسية كانت مبالغ فيها وبالتالي من المتوقع أن يعقب التراجع الكبير والسريع حاله تحسن سريعة.
وقال إن الدليل الأكبر على تلك المبالغة في رده الفعل هو ثبات أسعار النفط وعدم تأثرها، مرجحاً حدوث عمليات شراء لبعض الأسهم الجيدة بعد هذا التراجع وبالتالي الاحتفاظ لها أفضل.
وأوضح أن أثر هذه التراجعات الحادة التي شهدتها الأسواق تشمل في بعض بورصات المنطقة وخصوصاً الإمارات ضغط على حسابات الهامش لبعض المستثمرين.
تغطية مراكز
وقال علي الحمودي الخبير بالأسواق المال العالمية والإقليمية إن التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الخليج قادت تعاملات المؤسسات نحو المزيد من الخروج بأسهم المنطقة لتغطية المراكز المكشوفة بالأسواق العالمية.
وأكد أن حالة الهبوط السائدة جاءت متزامنة مع تصاعد المخاوف والقلق لدى المستثمرين والتجار بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي في ظل تعثر محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وأشار إلى أن حالة الهبوط التي امتدت إلى الأسواق الأمريكية في جلسة الأمس سيكون بالغ الأثر في تحديد مسار الأسهم وخصوصاً الإماراتية في جلسة اليوم.
معنويات ضعيفة
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "مايندكرافت" للاستشارات، لـ"مباشر" إن المعنويات كانت ضعيفة، وإن المستثمرين يرغبون في جني أرباح الأسهم التي حققت أداء جيداً مثل الإمارات دبي الوطني.
وتوقع فادي الغطيس، بشكل عام تشهد الأسواق تقلبات في ضوء العوامل الموسمية وهي حلول شهر رمضان وفصل الصيف وهو الوقت التي تتشبث به الأسهم الخليجية بمزيد من الهدوء والعزوف وخصوصاً مع تصاعد الأجواء العالمية الحذرة.
حالة الحذر
وقال إبراهيم الفيلكاوي المحلل الاقتصادي لـ"مباشر" إن انخفاضات أمس في أسواق الخليج إلى حالة الحذر بين المستثمرين في ظل الضبابية التي تكتنف المنطقة.
وأكد أن الهجوم على ناقلتي نفط سعوديتين قبالة ساحل دولة الإمارات فاجأ المستثمرين القلقين بالأسهم بالفعل بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.