TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تقلبات الأسهم تضرب أكبر صندوق سيادي رغم مكاسب العقارات بـ2018

تقلبات الأسهم تضرب أكبر صندوق سيادي رغم مكاسب العقارات بـ2018

من: نهى النحاس

مباشر: عام 2018 كان بعنوان الخسارة الأولى منذ 2011 بالنسبة لأكبر صندوق سيادي في العالم (صندوق الثروة السيادي في النرويج)، وهو الأمر الذي تزامن مع عام مليء بالتقلبات على صعيد الاستثمارات العالمية بشكل عام.

ويرى الصندوق أنه تمكن من تحقيق عودة إيجابية في الربعين الثاني والثالث، ولكن ضعف سوق الأسهم في الربعين الأول والرابع أثر على النتائج الإجمالية للأداء.

وبلغت الخسائر التي شهدها الصندوق في العام الماضي 6.1% ما يوازي 485 مليار كرونة نرويجية (57 مليار دولار).

وكانت استثمارات الأسهم هي السبب الأبرز وراء الخسائر التي لحقت بالصندوق، حيث أن استثمارات الصندوق في الأسهم سجلت خسائر بنسبة 9.5% في العام الماضي.

وعلى الرغم من ذلك فإن الفرعين الرئيسيين الأخرين في الاستثمار (استثمارات العقارات والدخل الثابت) حققا عوائد بنحو 7.5% و0.6% على الترتيب في العام الماضي.

وتبلغ مخصصات الصندوق من أصول الأسهم 66.3%، أما مخصصاته من الدخل الثابت والعقارات غير المدرجة فنسبتها 30.7% و3% على الترتيب.

وكان من الطبيعي بعد الخسائر التي سجلها الصندوق في إجمالي العام الماضي أن تتراجع القيمة السوقية له، حيث هبطت عند مستوى 8.25 تريليون كرونة في 2018، من مستوى 8.48 تريليون كرونة المسجلة في العام السابق له.

وفي إحصائيات أعدها الصندوق اتضح أن أداءه في 2018 يعتبر ثاني أسوأ أداء منذ عام 1998، أما عوائد استثمارات الأسهم في العام الماضي كان رابع أدنى مستوى منذ 20 عاماً.

وتأثر تراجع القيمة السوقية للصندوق بعوائد الاستثمارات والتدفقات النقدية الداخلة والسحب من الصندوق بالإضافة إلى تحركات سعر الصرف.

وسجلت عوائد الاستثمار خسائر 485 مليار كرونة، بينما ساهم ضعف الكرونة النرويجية أمام العملات الرئيسية في زيادة قيمة الصندوق بمقدار 224 مليار كرونة سويدية.

وللمرة الأولى منذ 2015 شهد الصندوق بدءًا من يونيو الماضي تدفقات رأسمالية من وزارة المالية ما دفع إجمال التدفقات عن العام الماضي عند 33.8 مليار كرونة سويدية.

استثمارات الصندوق

وبشكل عام، فإن الصندوق في العام الماضي نفذ استثمارات داخل 73 دولة وعبر 50 عملة حول العالم.

وشهدت أمريكا الشمالية الحصة الأكبر من استثمارات الصندوق عند 43% مقابل 41% في عام 2017، يليها أوروبا بـ34.1% ثم آسيا والمحيط الهادي عند 19.3%.

وشكلت الأسواق الناشئة 10.3% من استثمارات الصندوق في العام الماضي، مقابل 10.1% في 2017.

كما أن صندوق النرويج نفذ استثمارات في 9158 شركة حول العالم في العام الماضي، وهو مستوى أعلى من المسجل في 2017 عند 9146 شركة.

وبلغت استثمارات الصندوق في الولايات المتحدة مبلغ 3.2 تريليون كرونة، وفي المملكة المتحدة بلغت قيمة الاستثمارات 709 مليار كرونة سويدية.

وعلى صعيد الأسواق الناشئة فإن قيمة استثمارات الصندوق في الأسهم والسندات بلغت 813 مليار كرونة سويدية، وهو ما يمثل انخفاض عن مستويات 2017 عند 876 مليار كرونة.

لماذا كل هذا الهبوط في عوائد استثمارات الأسهم؟

وشهدت استثمارات الصندوق على صعيد أسواق الأسهم الناشئة والمتقدمة خسائر بنحو 9.1% و12.8% على الترتيب.

وعلى الصعيد الـ10 أسواق الكبار، فإن عوائد الصندوق من السوق الأمريكي الذي جاء في المركز الأول تراجعت بنحو 3%، أما بريطانيا واليابان اللذين جاءا في المركز الثاني والثالث على الترتيب فإن عوائدهم انخفضت بنسبة 12% و12.7%.

وفي المراكز الرابع والخامس عند فرنسا وألمانيا فهبطت العوائد بنحو 13.7% و18.3% على الترتيب.

أما أكبر تراجع في أسواق العشرة الكبار فكانت من نصيب الصين بحيث تراجعت نحو 19.1%.

كما أنه في 10 قطاعات أسهم رئيسية يستثمر بها الصندوق فإن عوائده انخفضت في 8 منها، بقيادة المواد الأساسية والصناعات بنحو 15.5% و15.4% على الترتيب.

أما عوائد صندوق النرويج السيادي من استثمارات القطاع المالي فشهدت تراجعاً بنحو 12.7%، فيما هبطت عوائد السلع الاستهلاكية بنحو 12.9%.

 

وبالنسبة لاستثمارات الصندوق داخل الشركات، فإن المراكز الـ4 الأولى من حيث الدول التي يمتلك الصندوق أسهم في شركاتها كان السوق الأمريكي.

وفي المركز الأول جاءت شركة "مايكروسوفت" عبر امتلاك الصندوق أسهم بقيمة 64.71 مليار كرونة (7.5 مليار دولار)، وتليها "آبل" في المركز الثاني عبر 62.74 مليار كرونة، أما المركز الثالث فجاءت "ألفابت" عند 57.63 مليار كرونة، فيما جاءت "أمازون" في المركز الرابع.

أما المركزين الخامس والسادس فجاءا من سويسرا والمملكة المتحدة عبر شركتي "نستله" و"رويال داتش شل" عند 53.91 و51.27 مليار كرونة.

واستحوذت الولايات المتحدة وقارة أوروبا على أبرز استثمارات الصندوق في أسهم الشركات.

 

 

لماذا عوائد الاستثمار في قطاع العقارات هي الأعلى؟

وكانت عوائد قطاع العقارات هي الأعلى مع إدارة عوائد نسبتها 7.5%، مع استثمار 12.7 مليار كرونة في العقارات غير المقيدة في البورصة، مقابل 14.8 مليار في 2017.

 واستحوذ سوق العقارات في الولايات المتحدة على أكبر حصة استثمار من جانب الصندوق على مستوى الدول عند 61.5%، وتليه المملكة المتحدة في المركز الثاني ولكن بفارق كبير عند 12.1%.

وفي المراكز من الثالث وحتى الخامس جاءت فرنسا وإسبانيا وهولندا عند 6.4% و3.9% و3.7% على الترتيب.

وعلى صعيد المدن فإن لندن جاءت في في المركز الأول من حيث استثمارات الصندوق في سوق العقارات حيث استحوذت على 23% من استثماراته الصندوق، يليها نيويورك عبر 20.3%، وباريس عبر 19.3%.

أداء متواضع في عوائد استثمارات الدخل الثابت

ومع عوائد طفيفة حققها الصندوق من استثماراته في الدخل الثابت عند 0.6%، كانت السندات هي المحرك الرئيسي وراء تسجيل تلك العوائد.

وشهد عوائد السندات الحكومية الأمريكية لآجل 10 سنوات ارتفاعاً ملحوظاً حتى نوفمبر الماضي ولكنها هبطت بعد ذلك وسط زيادة الاضطرابات.

وأوضحت بيانات صندوق ثروة النرويج أن حيازة الصندوق من السندات الحكومة شكلت 56.6% من إجمالي استثمارات الصندوق في الدخل الثابت في العام الماضي، كما أنها أدارت عوائد بنحو 1.5%.

وشكلت الدول المتقدمة نحو 47.7% من استثمارات صندوق النرويج في الدخل الثابت، وبعوائد نسبتها 2.2%.

وأوضحت البيانات أن استثمارات الصندوق في سندات الخزانة الأمريكية شكلت 21.4% من استثمارات الدخل الثابت بعائد بلغ 0.8%.