TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

"العولمة 4".. العالم يستعد لعصر جديد

"العولمة 4".. العالم يستعد لعصر جديد

تحرير: نهى النحاس

مباشر: مع انطلاق فعاليات اجتماع مؤتمر دافوس العالمي، تتجه الأنظار إلى القضية الرئيسية لاجتماع العام، حيث تم اختيار عبارة طنانة لتكون موضع نقاش المؤتمر في 2019 وهي "العولمة 4"، فما هو هذا المصطلح؟.

وللوقوف على المعنى وراء مصطلح "عولمة 4" يحتاج الأمر أولاً إلى نبذة تاريخية اقتصادية.

ويوضح تحليل نشره "بلومبرج فيو" أن العالم يتبع نوعاً من العولمة -دمج الاقتصاديات عبر تبادل الأفكار والأشخاص والأفكار- منذ فترة طويلة من الوقت، ولكن المؤرخين الاقتصاديين يمليون إلى افتراض أننا مررنا بثلاث مراحل للعولمة حتى الآن.

وتؤرخ الأولى على أنها منذ عام 1820 وحتى 1914، فهي جاءت جنباً إلى جنب مع اختراع طاقة البخار والثورة الصناعية، أما الثانية فبدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى عام 1990 تقريباً.

أما المرحلة الأخيرة فهي تُعرف بـ"العولمة المفرطة" وهي التي تؤرخ لاختراع الإنترنت وسقوط حائط برلين وظهور الاقتصاديات الناشئة كالهند والصين، وهي التي تقودنا إلى المرحلة الرابعة من العولمة والتي يُقال أننا على أعتابها في الوقت الحالي.

وتعد أبسط طريقة لفهم هذا المصطلح والذي سيكون موضع نقاش قادة العالم هذا الأسبوع، هي التصديق بصحة المقولة التي تشير إلى أنه في حالة أن كانت الموجات السابقة تدور حول فكرة التجارة في السلع فإن الخطوة المقبلة هي الخدمات المجهزة رقمياً.

وبطريقة أكثر قتامة، فإنه إذا كانت العولمة الأخيرة في دول العالم الغني هي فقدان وظائف أصحاب الياقات الزرقاء فإن الموجة المقبلة من العولمة ستكون متعلقة بالموظفين أصحاب الياقات البيضاء.

وأصحاب الياقات البيضاء المقصود بهم الأفراد الذين يقومون بعمل ذهني مكتبي مثل المديرين والمتخصصين وهم بذلك يختلفون عن أصحاب الياقات الزرقاء الذين يقومون بعمل يدوي ميداني كالعمال.

ويقول ريتشارد بلادون الذي صدر له كتاب في الشهر الجاري تحت عنوان "العولمة والروبتات ومستقبل العمل": إن ذلك هو مستقبل العولمة وهذا هو تعريف مصطلح العولمة 4.

ويؤكد ريتشارد على أن ذلك هو فتح قطاع الخدمات في الدول الغنية للمنافسة من الدول الفقيرة مع كافة الإيجابيات والسلبيات في قطاع الخدمات التي شاهدناها في قطاع التصنيع.

ويجادل "بالدوين" بأن سرعات اتصال البيانات بشكل أسرع وأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة تفتح مجموعة واسعة من وظائف الخدمات الماهرة في البلدان الغنية بداية من المحاسبة وحتى الهندسة المعمارية وتصميم الويب إلى منافسة جديدة من الممارسين في الاقتصادات الناشئة.

وقد أثار ذلك إمكانية أن يصبح الانتقال عن بعد بمثابة انتقال عن بعد عالمي لا يضطر فيه المهاجرون الماهرون إلى مغادرة بلدهم.

واتسمت كل موجة عولمة قبل ذلك بتحكيم أساسي، سواء كان ذلك تسعير الشحن أو خفض تكاليف العمل.

بينما المهارات والحاجة إلى التواجد في موقع محدد ساعدت حتى الآن في عزل الكثير من وظائف أصحاب الياقات البيضاء عن التأثر بالعولمة، وذلك يتغير الآن مع عواقب مقلقة أساسية بالنسبة لمجموعة دافوس.

ويؤكد "بالدوين" أن غضب أصحاب الياقات الزرقاء بسبب الموجة الأخيرة من العولمة والذي ساعد في تعذية الشعبوية وأدى إلى البريكست وانتخاب دونالد ترامب رئيساً قد ينضم له قريباً غضب مماثل من أصحاب الياقات البيضاء.

وبالنسبة للكثير من الموظفين الذين يعملون من المكتب فإن ذلك سيكون شعوراً مختلفاً نوعياً لأنك سترى بالفعل هؤلاء الأشخاص الذين يتقاضون رواتب تماثل عُشر التي تتقاضاها، ولا يدفعون ضرائب أو يطيعون معايير العمل التي يجب أن تتبعها، ولا يدفعون مقابل المنازل التي يقطنوها أو مصاريف المدارس، "لذلك أعتقد كثير من الناس سيعتقدون أن الأمر غير عادل".

والجانب السلبي المحتمل والمعترف به من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي فيما يتعلق بتعريفه للعولمة 4 هي التغيرات في الأعمال، والذي يتزامن مع التحولات الجيوسياسية وعدم المساواة في الدخل وتغير المناخ، وكل ذلك كما يقول المنتدى الاقتصادي العالمي "غير عالمنا بطريقة لا تستطيع أنظمتنا التقليدية أن تستجيب لها".

ولذلك، فإن منتدى هذا العام لا يتعلق بمجرد الاعتراف بأن هناك حقبة جديدة مقبلة علينا إنما تتعلق بإيجاد استجابة تساعد على تخفيف الأثار السلبية وتجنب نتائج عكسية جديدة، سواء كان ذلك بالاعتراف بالحاجة إلى شبكات أمان أفضل أو ضمان نمو اقتصادي أكثر استدامة.