TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بعد مكاسب 15% هذا العام.. ماذا يحدث في سوق النفط؟

بعد مكاسب 15% هذا العام.. ماذا يحدث في سوق النفط؟

من: سالي إسماعيل

مباشر: رغم أن أيام عمل الأسواق العالمية في العام الجديد لم تتعدى أصابع اليدين إلا أن مكاسب النفط في تلك الأثناء بلغت 15% تقريباً.

وتلقى الذهب الأسود دعماً قوياً من تعافي أسواق الأسهم العالمية إلى جانب تفاؤل قوي بشأن حل الخلاف التجاري، والأهم من كل ذلك بدء سريان اتفاقية أوبك لخفض الإنتاج النفطي.

وفي الوقت نفسه يستفيد النفط من بيانات المخزونات في الولايات المتحدة وسط أرقام غير رسمية تشير لخفض قوي في إنتاج أعضاء المنظمة من الخام بالشهر الأخير من العام الماضي.

أداء النفط في جلسات محدودة

المكاسب هي السمة السائدة في سوق النفط هذا العام مع تطورات إيجابية وإشارات داعمة لصعود الخام.

وحقق الخام القياسي "برنت" مكاسب بنحو 14.2%، بعد أن كان يسجل 53.80 دولار للبرميل في أواخر العام الماضي مع حقيقة أنه وصل لمستوى 61.44 دولار للبرميل مع نهاية تعاملات 9 يناير.

أداء خام برنت القياسي في 2019 حتى جلسة 9 يناير - (المصدر: وكالة بلومبرج)

في حين كان نايمكس الأمريكي يسجل 45.41 دولار للبرميل في آخر جلسات 2018 ليصل إلى 52.36 دولار للبرميل عند تسوية تعاملات 9 يناير الحالي ما يعني مكاسب نسبتها 15.3% في تلك الفترة.

وكان اللون الأخضر يسيطر على تعاملات الخام الأمريكي خلال الجلسات السبعة المنتهية في 8 يناير ليسجل أطول موجة مكاسب يومية منذ 3 يوليو 2017.

وتأتي المكاسب المحلوظة في الجلسات الأولى لعام 2019 بعد خسائر حادة في أسواق النفط بلغت 21.9% و24.8% لخامي برنت ونايمكس على الترتيب.

أداء خام نايمكس الأمريكي في 2019 حتى جلسة 9 يناير - (المصدر: وكالة بلومبرج)

دور أوبك في توازن السوق

وفي الوقت نفسه، فإن توجه أوبك بشأن خفض الإنتاج ترك بصمته على التوازن في سوق الذهب الأسود وسط ترقب لمستجدات المنظمة.

ومع مطلع عام 2019، بات قرار أوبك وحلفاؤها من غير الأعضاء حول خفض مستويات الإنتاج النفطي بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً ساري المفعول.

وكانت المنظمة اتخذت هذا القرار في أوائل ديسمبر الماضي في مسعى لدعم الأسعار التي سجلت خسائر حادة في العام الماضي وسط تحذيرات تتعلق بتخمة في المعروض مع تقلص الطلب العالمي على الخام.

ومن المقرر أن تقوم منظمة أوبك بإعادة تقييم قرارها بشأن خفض الإنتاج في شهر أبريل المقبل طبقاً للوضع في السوق.

وبحسب مسح حديث، فإن إنتاج الدول الأعضاء في أوبك من النفط سجل 32.43 مليون برميل يومياً خلال ديسمبر بانخفاض 630 ألف برميل يومياً عن أرقام نوفمبر بقيادة السعودية التي قلصت إمداداتها بنحو 401 ألف برميل يومياً بالفترة ذاتها.

وبحسب أحدث تقارير المنظمة، فإن الإنتاج النفطي للدول الأعضاء في أوبك انخفض بنحو 11 ألف برميل يومياً خلال نوفمبر الماضي وسط تراجع حاد لإمدادات إيران وهو ما تم تعويضه بزيادة قوية من جانب السعودية.

ومن المقرر أن تفصح منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عن الأرقام الرسمية حول مستويات إنتاج الـ15 عضواً من النفط في ديسمبر الماضي يوم 17 يناير الحالي عبر تقريرها الشهري.

وفي تصريحات لوزير الطاقة السعودي "خالد الفالح"، فإن الرياض تقوم بضخ 10.2 مليون برميل يومياً وهو ما يمثل انخفاضاً قدره 800 ألف برميل يومياً عن المستويات القياسية المسجلة في نوفمبر الماضي مع استهداف البلاد لصادرات أقل.

وعلى صعيد موازٍ، فإن روسيا والتي تُعد أحد الحلفاء الرئيسين لأوبك من خارج المنظمة، أعلنت خططاً لخفض إنتاجها النفطي بمقدار يتراوح بين 50 إلى 60 ألف برميل يومياً على الأقل في يناير الجاري.

ماذا عن المخاوف التجارية؟

من الملحوظ أن الاحتكاكات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم في العام الماضي كانت سبباً رئيسياً حول خفض توقعات الطلب العالمي على النفط لما لها من آثار سلبية على نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

وقررت أوبك خفض تقديرات نمو الطلب العالمي على النفط 4 مرات خلال 2018 ليصبح 1.50 مليون برميل يومياً و1.29 مليون برميل يومياً بالعامين الماضي والحالي على الترتيب.

وفي الوقت نفسه، فإن الأسبوع الثاني من العام الجديد شهد جولة جديدة من المحادثات بين الجانبين الأمريكي والصيني في إطار الهدنة التجارية التي أقرها الرئيسان دونالد ترامب وشي جين بينج بالعام الماضي.

وتبشر النتائج الأولية للمحادثات التجارية بين واشنطن وبكين إلى احتمالية التوصل لاتفاق من شأنه إنهاء هذا النزاع، وسط تأكيد الرئيس الأمريكي أن المفاوضات تسير بشكل جيد للغاية.

ومن المقرر أن يكشف وزير الخارجية في الصين عن وثيقة بشأن المفاوضات قريباً وسط تلميحات للحاجة إلى مزيد من المناقشات حول الاختلافات ذات الصلة بقضايا هيكيلية بين البلدين.

ومع عدم وجود حل رسمي ينهي هذا المأزق، فإن مخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي لا تزال قائمة، ليكون آخرها البنك الدولي والذي خفض تقديراته لنمو الناتج المحلي الإجمالي في العامين الحالي والمقبل.

الوضع داخل الاقتصاد الأكبر عالمياً

يواصل الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة تسجيل مستويات قياسية على الصعيد الأسبوعي وسط تراجع المخزونات الأمريكية من الخام.

واستقر إنتاج الولايات المتحدة من النفط في الأسبوع المنتهي في 4 يناير الحالي عند مستوى 11.700 مليون برميل يومياً وهو مستوى قياسي، بحسب التقرير الأسبوع لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

وبالنسبة للمخزونات الأمريكية، فتراجعت مخزونات النفط بنحو 1.7 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات كانت تشير لانخفاض قدره 2.8 مليون برميل.

في حين سجلت المخزونات الأمريكية من البنزين زيادة قدرها 8.1 مليون برميل بالأسبوع المنقضي مقارنة مع التوقعات البالغة 3.4 مليون برميل في الاتجاه الصاعد.

ماذا يحمل المستقبل؟

من المرجح أن يؤدي الفشل في التوصل لاتفاق جاد بين الولايات المتحدة والصين إلى تحول معنويات المستثمرين، كما يحذر "ستيفن برينوك" المحلل في "بي.في.إم أويل"، قائلاً إن المشترين وضعوا كل رهاناتهم على حل الخلاف التجاري، نقلاً عن وكالة "رويترز".

وربما تشهد أسعار النفط زيادة قوية بعد انتهاء الربع الأول من هذا العام على خلفية عودة القلق بشأن نفاذ صلاحية مهلة الإعفاء المؤقت من العقوبات المعاد فرضها على النظام الإيراني لمدة 6 أشهر بدأت في أوائل نوفمبر الماضي والتي منحتها الإدارة الأمريكية لـ8 دول.

وفي الوقت نفسه، خفض بنك "جولدمان ساكس" تقديراته لأسعار خامي برنت ونايمكس في العام الجاري إلى 62.50 و55.50 دولار للبرميل مقارنة مع التقديرات السابقة والبالغة 70 و64.50 دولار للبرميل على الترتيب.

كما غلب على بنك "جي.بي.مورجان" نظرة متشائمة بشأن أسعار النفط ما لم تلتزم منظمة أوبك وحلفاؤها بتعهدات خفض الإنتاج مشيراً إلى أنه يتوقع حالياً أن يسجل سعر خام "برنت" القياسي 55 دولاراً للبرميل.