أبوظبي -مباشر: أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أَن الدعم والاهتمام الذي توليه الدولة لتطوير قطاع النفط والغاز هو العامل الأساسي لنجاح أدنوك في تحقيق نقلة نوعية في مختلف أعمالها لتحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط تنتجه.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها اليوم في افتتاح معرض ومؤتمر أبوظبي للبترول "أديبك 2018"، الحدث الدولي الأبرز لقطاع النفط والغاز العالمي والذي تجري فعالياته خلال الفترة من 12 إلى 15 نوفمبر 2018 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك".
وأشار في الكلمة إلى أن قطاع النفط والغاز يشكل ممكناً رئيساً للنمو الاقتصادي في العصر الصناعي الرابع، موضحاً أن العالم اليوم يقف على أعتاب مرحلة جديدة من الازدهار غير المسبوق المدفوع بالتقدم السريع في التكنولوجيا ونمو الطبقة الوسطى عالمياً، والذي سيصل إلى خمسة مليارات نسمة بحلول عام 2030، وهو ما سيزيد من الطلب على الطاقة والمنتجات المشتقة من النفط والغاز.
وقال مخاطباً المشاركين في مؤتمر "أديبك 2018" من الوزراء والرؤساء التنفيذيين وواضعي السياسات وصناع القرار في قطاع النفط والغاز: "نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التطور تحمل الكثير من الفرص لقطاع النفط والغاز، حيث تتيح الابتكارات الرقمية إمكانات غير مسبوقة لتحقيق التقدم".

وأضاف: "تتجه هذه المرحلة التي تُعرف بالعصر الصناعي الرابع، نحو إحداث تحول كبير في النمو العالمي سيزيد من الطلب على منتجات قطاع النفط والغاز، وبالتالي علينا العمل بجد لضمان أن يسهم قطاع النفط والغاز في تلبية الاحتياجات المتنامية للطاقة، وبالتالي، تمكين هذا النمو العالمي، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال التكامل بين قطاع النفط والغاز والعصر الصناعي الرابع، أو ما يمكن التعبير عنه من خلال مفهوم "النفط والغاز 4.0".
وقال: "تدرك أدنوك أن تحقيق هذا التكامل يتطلب الاستفادة من كافة مواردها وشراكاتها، وعلى وجه الخصوص توظيف التكنولوجيا الحديثة بما يضمن استمرار نجاحها، وتحقيق الأهداف الاستراتيجية الطموحة لاستراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي".
وأضاف: "على مدى العامين ونصف الماضيين، قامت أدنوك بخطوات استراتيجية حيث عملت على توحيد أعمالها وهويتها المؤسسية، ودخلت أسواق رأس المال العالمية لأول مرة.
كما أطلقنا أول اكتتاب عام لإحدى شركات المجموعة، وأفسحنا مجال المشاركة في الامتيازات أمام شركاء استراتيجيين جدد.
وأطلقنا مزايدة تنافسية لمنح تراخيص لمناطق جديدة لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط والغاز في أبوظبي، و بدأنا عملية تحول رقمي شاملة، واتخذنا أولى خطواتنا للتوسع دولياً، وقمنا مؤخراً بإبرام اتفاقية شراكة استراتيجية بين شركة "بيكر هيوز التابعة لجنرال إلكتريك" وأدنوك للحفر".
وأشار إلى أن كل هذه الخطوات لا تشكل سوى بداية للمرحلة الجديدة التي تشهدها "أدنوك".
.jpg)
وبيّن أن أدنوك مستمرة بوضع الأساسات اللازمة للاستفادة من الفرص الجديدة التي يوفرها العصر الصناعي الرابع، في إشارة إلى الإعلانات الاستراتيجية التي أصدرها المجلس الأعلى للبترول في أبوظبي مؤخراً عن الزيادة التدريجية للسعة الإنتاجية من النفط إلى 4 ملايين برميل يومياً بنهاية عام 2020، وإلى 5 ملايين برميل يومياً خلال عام 2030، وإلى تطوير موارد الغاز.
وقال: "في سعينا لتحقيق هذه الأهداف الطموحة، نسعى إلى تطوير المكامن غير المطورة، والأغطية الغازية، والاستفادة بشكل أكبر من موارد الغاز الحامض، ونحن اليوم قادرون على تحقيق كل هذه الأهداف من خلال التفكير بأسلوب مختلف ومبتكر، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة وإعادة صياغة نموذج أعمالنا.
وقد نجحت هذه الخطوات أخيراً في إيجاد الصيغة التجارية المناسبة والتي ستتيح تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات مع إمكانية التحول إلى مصدر للغاز الطبيعي".
وأضاف: "نتخذ اليوم خطوات غير مسبوقة لتنفيذ استراتيجيتنا الشاملة للغاز، حيث سنعمل وللمرة الأولى على تطوير مكامن أبوظبي غير التقليدية من خلال مشروع مشترك بموجب اتفاقية شراكة مع ’توتال‘، كما ستضمن هذه الاستراتيجية ترسيخ مكانتنا كمورد موثوق للغاز الطبيعي المسال في المستقبل".
وتابع قائلاً: "لقد بدأت التطورات التكنولوجية تؤثر على جميع القطاعات، وحان الوقت لنركز اهتمامنا على تطوير قطاع النفط والغاز، ونحن في أدنوك على ثقة بأن الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا الحديثة والملائمة سيسهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية والارتقاء بالأداء وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي وتمكين الكوادر البشرية".
وأشار إلى أن أدنوك بدأت تُطبق الذكاء الاصطناعي وعلم التحليلات التنبؤية لخفض تكاليف عمليات الصيانة بصورة كبيرة، كما قامت الشركة بإنشاء مركز "بانوراما" للتحكم الرقمي والذي يستخدم آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا لتجميع كميات هائلة من المعلومات تسهم في رصد ومراقبة كافة نشاطاتها وعملياتها، منوهاً إلى أن أدنوك ما زالت في بدايات توظيف الإمكانات الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها لتعزيز قدراتها وتطوير إمكانياتها.


