من: بدور الراعي
أبوظبي - مباشر: يفصلنا أقل من يوم واحد عن إطلاق أول قمر اصطناعي تم تصنيعه بالكامل بدولة الإمارات، بأيدي نخبة من المهندسين الإماراتيين، حيث تعتزم دولة الإمارات العربية المتحدة غداً الاثنين الموافق 29 أكتوبر إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات".
وقام مركز محمد بن راشد للفضاء، عام 2013، بإطلاق مشروع "خليفة سات" الذي وطن بالكامل قطاع تصنيع الأقمار الصناعية في الإمارات، كما طور المرز القمر الصناعي "خليفة سات" المخصص لأغراض الرصد، والذي يمتلك خمس براءات اختراع، في مختبرات تقنيات الفضاء الواقعة في مقر المركز في دبي.
ويمثل "خليفة سات" قاعدة لتوطين صناعات الفضاء وبدء عصر الصناعات الفضائية المتقدمة في دولة الإمارات، حيث قام عشرات المهندسين الإماراتيين بالعمل على هذا القمر الصناعي لتتفوق تقنيات القمر من الأجهزة العلمية والبرامج المتطورة مواصفات القمرين السابقين دبي سات ـ1 ودبي سات ـ2، ويشرع "خليفة سات" آفاق المستقبل نحو إطلاق مشاريع جديدة في قطاع علوم الفضاء والعلوم التقنية المتقدمة.
وسيتم إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" من مدينة تانيغاشيما في اليابان على متن صاروخ (H-IIA) الذي تملكه شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة"، وسيوضع "خليفة سات" في مدار منخفض حول الأرض على ارتفاع 613 كيلومتراً تقريباً.
ومن المهام التي سيعمل عليها "خليفة سات" التقاط صور عالية الجودة وإرسال البيانات الفضائية بمواصفات تتوافق مع أعلى معايير الجودة في قطاع الصور الفضائية على المستوى العالمي بدقة تبلغ 0.7 متر بانكروماتي 2.98 أمتار في نطاقات متعددة الأطياف، وتعتبر درجة الوضوح التي تتميز بها صور خليفة سات الفضائية من الأعلى على مستوى العالم.
وسيتيح لدولة الإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، وستستخدم صوره في مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني مما يتيح استخدام أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في دولة الإمارات، كما سيساعد على تطوير الخرائط التفصيلية للمناطق المراد دراستها، ومتابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى.
وقال عامر الصايغ، مدير مشروع خليفة سات في مركز محمد بن راشد للفضاء: يعد "خليفة سات" إضافة نوعية في مجال تصنيع الأقمار الصناعية المتخصصة في رصد الأرض وتوفير المعلومات والبيانات، التي تهدف لخدمة البشرية.
وعمل على المشروع 70 مهندساً إماراتياً من مجالات وتخصصات مختلفة ويمتاز بسرعته الفائقة لتوصيل المعلومات إلى المحطة الأرضية؛ ما يسرّع عملية الاستجابة في حالات الطوارئ.
وأضاف الصايغ: "يقدّم خليفة سات خدمات قيّمة إلى الجهات الحكومية في الدولة والجامعات؛ وتتمثّل هذه الخدمات بتوفير صور عالية الجودة ودراسات بيئية على التربة وجودة المياه والتحقق من تسرّب النفط ومراقبة تلوّث الأراضي وغيرها من الجوانب البيئية، كما سيكون له دور كبير في المساهمة من الحد من أضرار الكوارث البيئية في العالم عن طريق تقديم تقارير تحليلية لمساحة الأماكن المتأثرة بالكارثة وصور حيّة للأماكن الآمنة".
وبمجرد دخول "خليفة سات" إلى مداره المنخفض حول الأرض سيبدأ القمر الصناعي عمله لالتقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء، ليلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم.
ويبلغ وزن "خليفة سات" نحو 330 كيلوجراماً فقط ليكون بذلك رائداً على مستوى العالم في فئته الوزنية، ويتضمن نظاماً متطوراً لتحديد المواقع يوفر عدداً كبيراً من الصور ثلاثية الأبعاد في المرة الواحدة بدقة عالية وبسرعة استجابة فائقة.
وسيتم استخدام هذه الصور في جهود رصد التغيرات البيئية وتأثيرات الاحترار العالمي، وإدارة التخطيط العمراني بشكل فعّال، فضلاً عن مساعدة جهود الإغاثة أثناء الكوارث الطبيعية، وسيعمل في مداره لمدة 5 سنوات.
وسيعمل القمر الصناعي في مجال الحفاظ على البيئة على رصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي وعلى مستوى دعم الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة، فمن المخطط أن يقدم صور مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، وسيقدم صوراً مفصلة للمناطق التي تتطلب متابعة حثيثة مثل القمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي.