TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل.. توقفوا عن القلق بشأن الارتباط بين أسواق السندات والأسهم

تحليل.. توقفوا عن القلق بشأن الارتباط بين أسواق السندات والأسهم

تحرير نهى النحاس

مباشر: حينما هبطت الأسهم الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي، بأكبر وتيرة منذ فبراير الماضي، افترضت بعض النظريات أن الموجة البيعية جاءت نتيجة لمخاوف بشأن الحرب التجارية مع الصين أو نقص عمليات إعادة شراء الأسهم.

ويشير مقال نشرته "بلومبرج فيو" إلى أن إحدى أكثر النظريات شعبية كانت إلقاء اللوم على سوق السندات، وهذه الحجة تشير إلى أن عوائد السندات قفزت بشكل كبير وسريع، والمتداولون لم يعد بإمكانهم الاعتماد على معدلات الفائدة المنخفضة، والتي تعد الدعامة الأساسية لسوق الأسهم الصاعدة طويلة الآجل.

ورغم أن هذا يعتبر جزءاً من أسباب الهبوط بالفعل، فإن بعض المحللين تمادوا في اعتقادهم وذكروا أنه حينما تهبط الأسهم والسندات بشكل متسق فإن الأسهم تنهار في النهاية.

وتستند تلك الرؤية إلى الارتباط لمدة 52 أسبوعاً بين ستاندرد آند بورز500 وعوائد سندات الخزانة الأمريكية لآجل 10 سنوات على مدار 20 عاماً، هذا الترابط الآن قريب من الصفر.

ويشكك التحليل في النظرية التي تفيد الترابط بين الأسهم والسندات؛ حيث إنه من غير الواضح كيف يتطابق تحليل هذه الفترة الزمنية الطويلة مع التحركات السريعة التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، كما أن بقاء معدل الترابط حول مستوى صفر لا يعني بالضرورة أن السندات والأسهم متجهتان للارتفاع والانخفاض سوياً، وإنما هذا يعني أن علاقتهما ليس من السهل التنبؤ بها كما كان من قبل.

وبشكل واضح كانت الأسواق مستعدة لقول إن عوائد سندات الخزانة الأمريكية المرتفعة تأخذ جزءاً من هذا الارتفاع من الأسهم، حيث ارتفع العائد على سندات الخزانة لآجل 10 سنوات إلى مستوى 3.24% قبل بدء التداولات في سوق الأسهم الأمريكية.

وبحلول نهاية نفس اليوم، فإن العائد تراجع إلى 3.16% مسجلاً أكبر وتيرة صعود في يومين متاليين منذ بداية شهر أغسطس الماضي.

وهذا صحيح: ارتفعت السندات وانخفضت الأسهم، وبالتالي لا مزيد من القلق بشأن تحرك أسعارهما في إطار متسق ومتوافق في نفس الاتجاه.

بالطبع الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، ومثلما حدث في فبراير كانت الأسواق تحاول أن تجد توازناً بين ارتفاع معدل الفائدة الأمريكية بينما الأسهم قرب أعلى مستوياتهم على الإطلاق.

ومن غير المفاجئ أن أول ردود فعل من "وول ستريت" كان أن هذا التراجع متأخر قليلاً وليس سبباً للفزع، والآن هم على حق، "إذا كانت تشعر قليلاً بالقلق، فقط ألقي نظرة على أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ 5 سنوات وللحصول على نتائج أفضل أنظر على أدائه منذ 10 سنوات".

وفي أوقات أخرى فإن هبوط الأسهم مثلما حدث الآن كان من المحتمل أن يجعل المستثمرين يتوقعون أن يبطئ بنك الاحتياطي الفيدرالي عملية زيادة معدل الفائدة، وهذا ما يريده الرئيس الأمريكي في الوقت الحالي.

وطالما أن مذبحة أسواق الأسهم لا تلقي بظلالها على الاقتصاد الأمريكي، فإن رئيس الفيدرالي من المرجح أن يدفع نحو مزيد من التشديد النقدي، حيث إنه ليس من وظيفته التأكد من أن مؤشرات الأسهم تحقق مزيداً من الأرقام القياسية أو إرضاء ترامب.

وفي الوقت الحالي يشير سوق العقود الآجلة لزوح عملات اليورو- دولار إلى أن متداولي السندات لا يزالون على نفس القدر من الثقة كما كانوا في وقت سابق من الأسبوع بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبقى على مساره، بتوقعات زيادة إضافية لمعدل الفائدة في ديسمبر المقبل وأكثر من زيادتين في 2019.

وفي الأيام القليلة سيتضح الموقف بشكل أكبر، لكن من المرجح أن يحدث مثلما حدث في فبراير وهو استقرار عوائد السندات في حين أن مؤشر "ستاندرد آند بورز" سيتأرجح قليلاً قبل أن يعاود الارتفاع من جديد.

وبينما يتوقع عدد من الخبراء الاستراتيجيين مزيداً من التقلبات مع رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة لكنهم يشعرون بالصدمة دائماً عندما يحدث ذلك.

وفي نهاية المطاف إذا تعثرت الأمور أكثر من ذلك في الأسواق العالمية فإن سندات الخزانة تظل ملاذاً آمناً.