من - نهى النحاس:

مباشر: شكًل الهبوط الحاد في عملة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي اضطرابا في الأسواق العالمية والناشئة بشكل خاص، وعمق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان آلام عملة بلاده بتصريحاته على مدار الأيام الثلاثة الماضية.

وتجاهل الرئيس التركي انهيار الليرة أمام الدولار في بداية الأزمة واكتفى بتصريحات مبهمة لا تتضمن علاجاً أو نصائح اقتصادية لتفادي الأزمة.

وكانت أول تصريحات أردوغان وأكثرها إثارة للجدل هي "إن كان لديهم دولاراتهم فنحن لدينا شعبنا وإلهنا..نحن نعمل بجد..أنظروا أين كنا منذ 16 عاما ثم أنظروا أين نحن الآن".

وأكد أردوغان أثناء الإدلاء بتلك التصريحات على ضرورة عدم الالتفات إلى "الحملات التي تُحاك ضد تركيا".

لكن بعد ساعات من تصريحات الرئيس التركي عمقت الليرة من أزمتها وتجاوز الدولار مستوى 6 ليرات وهي المرة الأولى على الإطلاق في ذلك الوقت.

ودفع هذا الأداء المتخاذل للعملة التركية رجب طيب أردوغان للإدلاء بتصريحات جديدة، وبدأ في طرح حلول اقتصادية بشكل ما، حيث طالب المستثمرين ببيع الذهب والدولار واليورو لصالح الليرة التركية.

وقال: "استبدلوا اليورو والدولار والذهب الذي تحتفظوا بها تحت الوسائد لصالح الليرة التركية في بنوكنا..هذ كفاح وطني".

وأكد على فكرة وجود "مؤامرات تُنفذ ضدنا" مشدداً في الوقت نفسه على أن بلاده "لن تخسر حربها الاقتصادية".

ومع توقف التداول على الليرة التركية نتيجة عطلة نهاية الأسبوع خرج "أردوغان" بتصريحات جديدة تستهدف الولايات المتحدة تلك المرة تزامناً مع الأزمة الدبلوماسية الراهنة بين الدولتين.

وتحدث أردوغان عن توتر العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة وواشنطن، وأكد أن بلاده لم ولن تقدم أي تنازلات بشأن العدالة.

وأغلقت الليرة التركية أمام الدولار عند مستوى 6.4322 ليرة يوم الجمعة الماضي.

وفي يوم السبت حذر الرئيس التركي من أن بلاده ستسعى نحو أصدقاء جدد بعد "أن أغضبت واشنطن أنقرة بالعقوبات التي تسببت في أزمة كبيرة للعملة".

وهدد "أردوغان" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة "احترام سيادته قبل فوات الأوان..على واشنطن التخلي عن الفكرة المضللة التي مفاداها أن علاقتنا يمكن أن تكون غير متناسقة وأن تتصالح مع حقيقة أن تركيا لديها بدائل".

وتطالب الولايات المتحدة تركيا بالإفراج عن قس أمريكي يخضع للإقامة الجبرية على خلفية اتهامه بمحاولة الانقلاب الفاشل على الحكومة التركية في 2016.

ونتيجة للرفض التركي لتنفيذ المطالب الأمريكية فأعلنت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على تركيا.

وأكد أردوغان أن واشنطن تمنح بلاده مهلة حتى الأربعاء القادم للإفراج عن القس الأمريكي و"إلا واجهت عقوبات أكبر".

كما أكد الرئيس التركي في مستهل الأسبوع الجاري على أن بلاده لن تستسلم "وسوف نستمر في الإنتاج وزيادة الصادرات".

وكانت الإدارة الأمريكية أعلنت يوم الجمعة الماضي عزمها على مضاعفة التعريفات الجمركية على واردات الصلب والألمونيوم من تركيا تزامناً من انهيار قيمة الليرة.

ووصلت الليرة التركية إلى مستوى 7.2362 ليرة أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم وهو أدنى مستوى على الإطلاق.

وأعلن رئيس تركيا إنه يتوقع استمرار الهجوم على اقتصاد بلاده لكن في الوقت نفسه أكد إنه يتنبأ بعودة الليرة إلى مستويات وصفها بـ"العقلانية" قريباً.