TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

الحرب التجارية تشتعل.. تحدٍّ أمام قناة السويس.. كيف يقيمه الخبراء؟

الحرب التجارية تشتعل.. تحدٍّ أمام قناة السويس.. كيف يقيمه الخبراء؟
عائدات قناة السويس ارتفعت خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 12.7%

من أحمد عمار

القاهرة - مباشر: "الحرب التجارية مدمرة والفوز ليس سهلاً"، تصريحات خرجت مؤخراً لتعبّر عن مخاوف الدول من تصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين، والتي يُخشى أن تؤدي إلى انخفاض نمو الاقتصاد العالمي، وتراجع بحركة التجارة، الأمر الذي يؤثر بدوره على نشاط قناة السويس، والتي تعتمد بشكل أساسي على حركة التجارة بين الدول.

وبدأت الحرب التجارية رسمياً بين الطرفين بعد اتخاذ كل منهما إجراءات ضد الآخر من خلال فرض رسوم جمركية، وسط تصاعد نبرة التهديد من قِبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أخرى.

سيكون طفيفاً

من جانبه، يرى الخبير الملاحي عضو الفريق الاستشاري لمحور قناة السويس سابقاً، علي بسيوني، أن التأثير على قناة السويس في حالة تصاعد وتيرة الحرب التجارية القائمة بين الولايات المتحدة والصين بالوقت الراهن، سيكون "طفيفاً جداً".

وقال الخبير الملاحي، خلال اتصال هاتفي مع "مباشر"، إنه في حالة تأثر التجارة بين كلا الطرفين وعدم تراجعهما عن الرسوم التي أعلنوها، ستتأثر القناة بمقدار النسبة المئوية التي ستقل بينهم، وعلى الرغم من ذلك سيكون طفيفاً جداً لأن جزءاً كبيراً من التجارة بين أمريكا والصين لا يعبر قناة السويس؛ حيث تستخدم طريق الشرق الأقصى بشاطئ الغرب لأمريكا.

وأوضح بسيوني، أن التأثير على قناة السويس، سيكون من تجارة "الصين-شرق أمريكا"، حيث تعبر السفن القادمة من ذلك الاتجاه قناة السويس.

وكان نائب وزير التجارة الصيني، لي شينغانغ، قال خلال منتدى في بكين، إن "زيادة الرسوم الجمركية بصورة متبادلة وعلى نطاق واسع بين الصين والولايات المتحدة ستؤدي حتماً إلى تدمير التجارة الصينية -الأمريكية".

كما أشار شينغانغ، إلى أن "هذه الممارسات تؤثر سلباً على العولمة الاقتصادية وتضر بالنظام الاقتصادي العالمي"، وفق وكالة "فرانس برس".

تكسير العظام

وتوقع الدكتور علي بسيوني، أن تتراجع حدة الحرب التجارية القائمة بينهما الآن، نتيجة الاحتياج الشديد لكل طرف للآخر.

وأضاف: "الولايات المتحدة لا تستطيع الاستغناء عن الصين كأكبر مورد لها وسط وجود شركات أمريكية عملاقة استقرت ببكين وتورد للسوق الأمريكي، بالإضافة إلى أن السوق الأمريكية تعد أكبر سوق تصديرية للصين، الأمر الذي سيمثل ضغطاً كبيراً للتراجع عن مرحلة تكسير العظام القائمة بينهم الآن".

وتابع بسيوني: "احتياج أمريكا للسوق الصينية يجعلها لا تستطيع الاستمرار في فرض الغرامات الاقتصادية والرسوم، ويجبرها للوصل إلى حل بدلاً من مرحلة تكسير العظام".

ويُشار إلى أن عائدات قناة السويس ارتفعت خلال الأربعة الأشهر الأولى من العام الحالي بنسبة 12.7%، لتبلغ 1.83 مليار دولار، مقارنة بـ1.62 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وبحسب هيئة قناة السويس، حققت القناة أعلى عائد شهري خلال أبريل الماضي منذ افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة، حيث سجلت نحو 479.3 مليون دولار.  

مصر تتوقع تراجع التجارة العالمية

من جانبها توقعت الحكومة المصرية بموازنة العام المالي الحالي، أن تبني الولايات المتحدة الأمريكية مزيداً من القيود التجارية، والتي ستؤدي إلى حدوث تراجع طفيف بمعدلات نمو التجارة الدولية عند 4% و3.9% خلال عامي 2018و2019، على التوالي مقارنة بنحو 4.2% في 2017.

وقالت الحكومة، إن تراجع نمو التجارة العالمية من شأنه أن يؤثر على حصيلة الإيرادات العامة خاصة المتحصلات من كل من قناة السويس والضرائب الجمركية والضرائب على الواردات.

وأوضحت أن الأثر المالي السلبي لتراجع نمو التجارة العالمية بـ1% على إجمالي ما يؤول للخزانة العامة من إيرادات قناة السويس بنحو 980 مليون جنيه.

واعتبرت كذلك أن التفاوض الذي يتم حالياً بشأن العلاقات التجارية والاقتصادية بين المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، سيؤثر سلباً على حركة التجارة العالمية.

ونوهت بأن الحروب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تؤثر سلباً على فرص النمو والتشغيل في عدد من الدول المتقدمة والنامية.

وعلى الرغم من التوقع الحكومي لتراجع حركة التجارة العالمية وأثره السلبي، فإنها رفعت تقديرات موازنة العام الحالي بشأن الفائض من هيئة قناة السويس بنسبة نمو قدرها 18.3%، لتسجل نحو 32.96 مليار جنيه، مقابل 27.87 مليار جنيه متوقع للسنة المالية (2017-2018).

الحرب التجارية "الانتقام"

وبدأت الحرب التجارية بشكل رسمي يوم الجمعة الماضية بعد دخول الرسوم الأمريكية حيز التنفيذ، وسط مخاوف من تصاعدها وانعكاساتها المدمرة على التجارة العالمية كما وصفها الاتحاد الأوروبي.

فعلى الرغم من التحذيرات الدولية من خطورة نشوب حرب تجارية، فإن إدرة دونالد ترامب أصرت على تنفيذ قرار التعريفات الجمركية على واردات السلع القادمة من الصين، في خطوة تؤكد أنها تهدف لمعالجة فارق الكبير في عجز الميزان التجاري بينها وبين الصين.

وبدأت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضية، بتنفيذ قرار التعريفات الجمركية على واردات من الصين بقيمة 34 مليار دولار.

ومع بداية تنفيذ القرار الأمريكي، أعلنت الصين أن الولايات المتحدة لم تترك خياراً آخر أمامها سوى الانتقام، وقامت هي الآخر بالرد بالمثل.

ولم تكتفِ إدارة ترامب بذلك، حيث اختارت الولايات المتحدة تصعيد الحرب التجارية مع الصين بعد ردها بفرض الرسوم، حيث هددت إدارة الرئيس الأمريكي بفرض رسوم جمركية أخرى، بنسبة 10% على قائمة واردات صينية جديدة بقيمة 200 مليار دولار.

والجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة فرضت رسوماً ضد واردات الصلب والألومنيوم بنحو 25% و10% على الترتيب في مارس الماضي، قبل أن تعلن إلغاء استثناء حلفائها التجاريين من القرار في الأول من يونيو الماضي.

كما قامت روسيا بفرض تعريفات جمركية إضافية تتراوح بين 25% و40% على بعض الواردات من الولايات المتحدة، كإجراء انتقامي ضد رسوم واشنطن.

فيتش مصر ستتأثر

من جانبها حذرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، من أن تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين سوف يكلف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى تريليوني دولار، وترى أن الاقتصاد العالمي لا يزال عرضة لعدد من المخاطر، التي قد تؤثر سلباً على أداء الاقتصادات المتقدمة والناشئة ومنها الاقتصاد المصري.

وقالت "فيتش"، إن هناك صعوبة بالتنبؤ بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية سواء التنظيمية أو المالية، بالإضافة إلى احتمال تبني المزيد من القيود التجارية.

وكان مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي، سيسيليا مالمستروم، قالت مع بداية دخول القرار الأمريكي حيز التنفيذ "أن التطورات المقلقة فيما يتعلق بتصعيد الرسوم لجمركية بين الولايات المتحدة والصين مدمرة للاقتصاد العالمي بوضوح، وأن الحروب التجارية سيئة وليس من السهل الفوز فيها".