أجرت صحفية متخصصة في التكنولوجيا تجربة لقياس مقدار المعلومات التي تجمعها الشركات المصنعة للأجهزة المنزلية البسيطة، وذلك بالسماح لهذه الأجهزة بالتجسس عليها لمدة شهرين.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تجربة الصحفية "كشمير هيل" المحررة الصحفية في موقع "جيزمودو" المتخصص في أخبار التكنولوجيا، والتي حولت شقتها الصغيرة ذات الغرفة الواحدة إلى منزل ذكي.

وبدأت عملية جمع المعلومات والتجسس على صاحبة المنزل من فرشاة الأسنان الذكية التي فضحتها عندما أهملت تنظيف أسنانها، كما أن جهاز التلفزيون كشف أنها قضت يوما كاملًا منغمسة في مشاهدة البرامج، أما السماعة الذكية فكانت تتصل يوميًا بشركة أمازون، أكبر مؤسسة في العالم للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت.

وتصف "كشمير" الفترة التي عاشتها بهذه الطريقة بأنها كانت تشبه "العيش في حالة مراقبة تجارية، لم تصمت خلالها الأجهزة الإلكترونية ساعة واحدة".

وأعدّت زميلتها، سورايا ماتو، جهاز توجيه إنترنت "الراوتر" خصيصًا لمراقبة الأجهزة التي تتنصت على حياتها. وتوصل الاثنان إلى أن الأجهزة كانت تكشف الكثير من المعلومات عن حياتها.

وتقول "كشمير"، إن جهاز الاتصال الصوتي الذكي "أمازون إيكو" كان يتصل بخوادم شركة أمازون كل ثلاث دقائق، بينما كان التليفزيون يرسل معلومات عن كل البرامج التي كنا نشاهدها عبر خدمة هولو التليفزيونية، والتي بدورها تقدم المعلومات لسماسرة البيانات".

وأضافت "كشمير"، أن مع هذا فإن مصدر القلق الأكبر لم يكن حجم المعلومات التي تم نقلها، وإنما حجم المعلومات التي لا يمكن لصاحبة المنزل تعقبها. بالنسبة للبيانات الأخرى، لا أعرف أين تم تداولها في النهاية".

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، شغلت قضية غياب الشفافية عن مصير الكم الهائل من معلومات وبيانات المستخدمين التي تحصل عليها الأجهزة الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي اهتمام العالم وحظيت بتركيز كبير.

ومازال موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي يخضع لتدقيق شديد بعد الكشف عن حصول شركة التسويق "كامبردج أناليتيكا" على معلومات عن ما يصل إلى 87 مليون مستخدم، بدون معرفتهم.