TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

ما هي الطروحات العامة للعملة؟ ولماذا تثير مخاوف الدول؟

ما هي الطروحات العامة للعملة؟ ولماذا تثير مخاوف الدول؟
البيتكوين سجلت مستوى قياسياً في الأسبوع الماضي

تحرير: مصطفى رضا

مباشر: مع انتشار العملات الإلكترونية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، تظهر تساؤلات حول ماهية الطروحات الأولى للعملات الافتراضية؟، وهل حققت مكاسب كبيرة منذ بداية طرحها؟ وما هي المخاطر التي يتعرض لها المستثمرون والتي دفعت بعض الحكومات لمنع هذه الطروحات؟.

واعتبر تحليل نُشر في موقع "ماركت وتش" أن العالم الغامض للعملات الإلكترونية قد شهد توسعاً كالانفجار خلال الآونة الأخيرة، لترتفع عملة "البيتكوين" أربعة أضعاف خلال الإثني عشر شهراً الماضية، ولكنه أضاف محذراً أن العملات الرقمية قد تكون مثل "القنبلة المؤقتة".

وقفزت "البيتكوين" أعلى مستوى 5900 دولار خلال الأسبوع الحالي، مسجلة مستوى قياسياً مرتفعاً، قبل أن تتراجع قليلاً لمستوى 5700 دولار اليوم.

ما هي الطروحات الأولية للعملات؟

الطروحات الأولية للعملات هو طرح عام للعملة مثلما يحدث مع الأسهم، ولكن مع إضافة جانب التطور التكنولوجي التشفيري للبيانات المالية، وبدون أطر تنظيمية كالموجودة بالبنوك المركزية.

وطرح عملة إلكترونية للمرة الأولى هي وسيلة لجمع الأموال من المستثمرين مقابل بيع تلك العملات الافتراضية التي تجذبهم.

مكاسب هائلة منذ الطروحات الأولى

أدى انجذاب المستثمرين للأسواق الافتراضية التي ليس لها قواعد تنظيمية محددة، إلى تحقيق تلك العملات الإلكترونية مكاسب هائلة.

فعملة "الإثيريوم" مثلاً جذبت في الطرح العام الأولى لها في عام 2014 حوالي 18 مليون دولار، أي ما يعادل 40 سنتاً لكل "أثير"، لتصعد بالوقت الراهن أعلى مستوى 200 دولار، مع قيمة سوقية تقترب من 19 مليار دولار.

اع طواستطرح عام أولي لإحدى الشركات الناشئة أن يجمع 150 مليون دولار خلال 3 ساعات فقط، مع تقارير تفيد بأن ما يقرب من 1.3 مليار دولار تم جمعها من الطروحات العامة الأولية للعملات منذ بداية عام 2017.

وتضاعف متوسط عمليات بيع الطروحات العامة للعملات من 1.5 مرة أسبوعياً بعام 2016، لمستوى 2.75 مرة خلال الأربع أشهر الأولى في العام الجاري.

قنبلة موقوتة

وكان "تشارلز هوسكنسن" المؤسس المشارك لعملة "الإيثريوم" قد ذكر في حولر مع "بلومبيرج"، أن العملات الإلكترونية "قنبلة موقوتة"، والأمر مجرد "مسألة وقت" ستستغرقه قبل أن تصل لمرحلة الانفجار، وأن المستثمرين أصابهم العمى للسعي وراء "المال السريع والسهل".

وتستفيد الطروحات العامة في رأي الكاتب من التعطش للمكسب "السريع والسهل"، لجمع أكبر قدر من الأموال عن طريق يتجاوز الوسائل المنظمة التي تتبعها المصارف والمؤسسات المالية.

ووصف بنك "يو بي إس" العملات الإلكترونية بـ"فقاعة مضاربة"، مستبعداً أن تسمح الحكومات بتحويلها إلى عملات حقيقية.

وكشفت وكالة "بلومبيرج" عن فقد مستثمر مجهول الهوية قيمة 70 ألف دولار في محاولة شراء عملات إلكترونية خلال الطرح الأول لها عبر منصة "إيرسواب".

تحذيرات الطروحات الأولى

وفي سبيل تحذير المستثمرين من مخاطر الطروحات الأولى للعملات الإلكترونية، أعلنت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية عبر تقرير لها عن قائمة بالجوانب التي من الممكن أن تكون مدخلاً للاحتيال، لتتضمن التنوية إلى أن ليس هناك عوائد استثمارية عالية "مضمونة"، دون مزيد من المخاطرة.

وذكر التقرير أنه يجب أخذ الحيطة من العروض الاستثمارية المجهولة، أو الضغط لسرعة تنفيذ الصفقات، عن طريق خلق شعور زائف بضرورة انتهاز الفرصة، والتي تعبر جزء من عملية احتيال.

وتحصل الشركات على تمويل سريع وكبير من المستثمرين، لكن دون تقديم منتج فعلي حقيقي لهم.

وجهة نظر مغايرة

أشار الكاتب إلى أن هناك آراء خبراء تتجه إلى أن تحذيرات المؤسسة الأمريكية قد تصب في صالح رواج العملات الإلكترونية، حيث إن مضمون التقرير ليس مفاجئاً، ولكن لن يمثل نهاية المطاف، بل ممكن أن يمثل أمراً إيجابياً لإزالة حالة عدم اليقين الغالبة على الأسواق الرقمية، مع ظهور لجنة الأوراق الأمريكية كمنظم لتلك الصفقات.

وكانت أسواق العملات الافتراضية قد شهدت خلال الفترة الماضية هجوم عديد من الدول على الطروحات العامة لتلك الأوعية الاستثمارية الخارجة عن سيطرة البنوك المركزية، فأعلنت الصين وبريطانيا منع الطروحات الأولية للعملة، فضلاً عن اتهامات بإجراء عمليات غسل أموال من خلالها.

وذكر كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي في وقت سابق، أن الانتعاش الذي تعيشه العملات الإلكترونية خلال الفترة الحالية من الممكن أن لا يدوم، وسط إمكانية سيطرة الحكومات على تلك الأسواق.