أبرزت صحيفة نيو يورك تايمز، في تقرير لها، تفوق مطار دبي مؤخراً على مطار هيثرو لندن، كأكثر المطارات ازدحاماً في العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، بعد أن كان منذ عقد مضي في المرتبة 45 بين أكبر الوجهات الدولية. وقبل ذلك لم يكن سوى محطة صغيرة لتزود الطائرات بالوقود. وأكدت الصحيفة الأميركية أن دبي تمثل الآن مفترق طرق عصري للعالم يربط الشرق بالغرب.وقالت: العائلات الآن من الهند، والمسافرون الأوروبيين، يجوبون محطات الركاب المزدحمة في المطار، متنقلين بين بشلالاتها المائية، وشجيرات نخيلها الاصطناعية، ومحلات التجزئة في المنطقة الحرة، وبوتيكاتها الراقية، فيما يغدو الرياضيون من إيران، والسياح من روسيا يبحثون عن رحلاتهم عبر هذه الواحة العالمية.بحسب جريدة البيان

طيران لإمارات

وأشارت نيويورك تايمز في تقريرها إلى طيران الإمارات، الناقلة الوطنية التي يزين اسمها أفضل فرق كرة القدم في العالم، وراعية سباق فورميولا ون وبطولة الولايات المتحدة المفتوحة للتنس، مؤكدة أن طيران الإمارات هي قصة عولمة وطموح، ورهان جريء على مستقبل السفر العالمي.

موقع مميز

وقال التقرير إن دبي رغم مصادرها الطبيعية المتواضعة، نجحت في أن تقطع خطوات مقدامة، مستفيدة في ذلك من موقعها الجغرافي المميز، فهي تقع على مبعدة 8 ساعات طيران من ثلثي سكان العالم. لذا، صنعت من نفسها وجهة عالمية، قادرة فعلياً على الربط مع أي مدينة في العالم، بمجرد وقفة ترانزيت واحدة. ورغم الأزمة المالية العالمية، فقد التزمت الإمارة بخططها الأصلية الطموحة لبناء مطار ثان، سيكون في النهاية رديفاً ضخماً لمطارها الحالي خلال عقد واحد.

وأضاف التقرير أن قيادة دبي قررت منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، تحويل المدينة إلى وجهة سياحية عالمية، تضم الآن اثنين من أكبر مراكز التسوق في العالم، يضم أحدهما مربى ضخماً للأحياء المائية، والآخر منتجع تزلج داخلياً، ناهيك عن أعلى مبنى في العالم، هو برج خليفة، الذي يترفع شاهقاً إلى مسافة 2717 قدماً، علاوة على جزيرة نخلة اصطناعية يمكن مشاهدتها من الفضاء الخارجي.

حجر الأساس

ومضت الصحيفة قائلة إن حجر الأساس لاستراتيجية دبي تتمثل في بناء بنية طيران تحتية متطورة. ونقلت عن جيم كرين، الخبير في منطقة الخليج في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، ومؤلف كتاب «دبي مدينة الذهب وحلم الرأسمالية»، قوله إن شركة الطيران كانت العصب الرئيس لقصة نجاح دبي، مضيفاً أن السفر الجوي ساهم في صناعة قصة نجاح دبي، ومشيراً إلى أن اقتصاد الإمارة يعتمد عليه.

واستقبلت دبي 67.3 مليون مسافر دولي في الشهور الـ 12 الماضية حتى فبراير، وفقاً لمجلس المطارات العالمي، لتقفز مطار دبي للمرة الأولى، متفوقاً على هيثرو لندن (66.9 مليون مسافر)، وهونغ كونغ (59.9 مليوناً). واستناداً إلى معدل نمو دبي، فإن مطارها سيتفوق على مطار أتلانتا في غضون سنوات قلائل.

ولفت التقرير إلى أن عمليات التطوير الحالية في مطار دبي، تؤدي إلى بعض التباطؤ في حركة السفر عبر المطار، غير أنها ستعزز تقدمه على هيثرو في العام المقبل.

نمو خارق لطيران الإمارات

وعرض التقرير لقصة نجاح طيران الإمارات، مشيراً إلى أنها تأسست في عام 1985، بمنحة 10 ملايين دولار من حكومة دبي، وطائرتي بوينغ 727. وجاء القرار بسبب خفض طيران الخليج، الناقلة الرئيسة في المنطقة آنذاك، للرحلات الأسبوعية بين الإمارات وباكستان بسبب خلاف حول حقوق الطيران. وبدأت الناقلة الانطلاق لتنمو بصورة سريعة بفضل سياسة الأجواء المفتوحة التي ساهمت في تطور قطاع الطيران، ومناخ اقتصادي منفتح.

ولفت التقرير إلى أن أحد أهم أسباب نمو طيران الإمارات، هو وجود سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، على رأس مجلس إدارة مؤسسة مطارات دبي والطيران المدني، إلى جانب رئاسة مجلس إدارة فلاي دبي، الناقلة الاقتصادية.

مهرجان التسوق

وسعياً منها لجذب السياح، أطلقت دبي مهرجان التسوق، الذي يقدم صفقات وخصومات مغرية على أكبر العلامات التجارية العالمية، وأسعاراً مخفضة على الغرف الفندقية.

وكان تقرير لـ «كابا سنتر فور أفييشن»، شركة الاستشارات العالمية، وصف نمو دبي بأنه كان «خارقاً»، بفضل توسع شركة طيرانها الجسور، والقيود المحدودة على الرحلات الدولية، والاستثمارات العامة الضخمة. وقال التقرير «إن دبي هي همزة وصل السفر العالمي، رابطة منطقة آسيا الباسفيك، بأوروبا وأفريقيا».

100 مليون مسافر

ومضت الصحيفة قائلة إن جهات التخطيط في حكومة دبي، تتوقع أن تناهز حركة السفر 100 مليون مسافر في 2019، عندما يكون المطار الحالي وصل إلى طاقته القصوى، وحيث سيكون العمل جارياً في مشروع دبي الأكبر: بناء مطار ثان بخمسة مدارج موازية، وطاقة استيعاب سنوية تصل إلى 120 مليون مسافر.

ويتوقع أن تبلغ كلفة مطار آل مكتوم الدولي في دبي وورلد سنترال نحو 80 مليار دولار، حيث من المتوقع إنجازه بحلول منتصف العقد القادم. ومن الممكن أن تصل طاقته إلى 200 مليون في منتصف القرن، حسبما قال بول غريفيث الرئيس التنفيذي لمطارات دبي.