كتب - عمرو عادل:

أكد محللون ماليون على أن نشاط الاكتتابات العامة الأولية في السوق السعودية سيشهد بوادر انتعاشة تظهر ملامحها خلال 2012 فى ظل توقعات بتحسن أوضاع السوق نتيجة لما يتمتع به الاقتصاد المحلى من عوامل قوة وسيولة ضخمة.

وفي الوقت  الذى عرف فيه سوق الاكتتاب في الأسهم هزات على مستوى العالم، يرى المحللون لــ "مباشر"، أن أداء سوق الاكتتابات فى السوق السعودية لم يكن جيداً أيضاً خلال عام 2011 بالمقارنة بالسنوات السابقة في ظل الاضطرابات الذي تشهده أسواق المال العالمية، والصعوبات التى واجهت الشركة لإتمام الطرح وضعف إقبال المستثمرين .

وشهدت السوق السعودية، تنفيذ خمسة طروحات أولية خلال 2011، منها شركة تأمين، وكانت معظم تلك الشركات ذات رؤوس أموال صغيرة، وهم الاتصالات المتكاملة ، وأسلاك، وأسمنت حائل، والمتحدة للاليكترونيات "اكسترا" ، وعناية للتأمين، وقد تم إدراج تلك الشركات المطروحة للاكتتاب خلال هذا العام في السوق، باستثناء الأخيرة، وكان آخرها سهم شركة "اكسترا" الذي تم إدراجه يوم 24 ديسمبر 2011، وبالمقارنة بالعامين السابقين، نلاحظ تراجع الشركات المطروحة من تسعة فى عام 2010، و11 شركة فى 2009.

ولم تحقق السوق خلال عام 2011 آمال المتعاملين فى تحقيق مكاسب جيدة فى ظل الاضطرابات الاقليمية والعالمية،  ومنذ بداية العام تراجع المؤشر العام بنحو 3%، ولا يزال بعيداً عن أعلى مستوى سجله على الاطلاق في يناير 2008 عند 11697 نقطة.

ووفقا لبيانات أعدتها "مباشر"، بلغت قيمة الاكتتابات في السوق السعودية خلال عام 2011، حوالي 1.7 مليار ريال مقارنة بنحو 3.8 مليار ريال خلال عام 2010، بتراجع 55%، ولم تتجاوز نسبة الاكتتابات إلى القيمة السوقية 0.1%. فيما بلغ عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب حوالي 117 مليون سهم، مقابل 245.4 مليون سهم بإنخفاض 52.4%، والجدول التالى يوضح يرصد كمية الأسهم والقيمة الإجمالية للأسهم المطروحة للاكتتاب في السوق لعامى 2010، 2011.



 من جانبه، يرى تركي فدعق، رئيس الابحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار، أن سوق الاكتتابات الأولية خلال عام 2011 كان ضعيفاً مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة لتراجع ثقة المستثمر واستمرار تداعيات الأزمات العالمية الأمر الذى دفع العديد من الشركات إلى إرجاء خططها للطرح والإدراج في السوق المالية.

وأضاف فدعق إلى أن قيمة الأسهم المطروحة خلال 2011 البالغة 1.7 مليار ريال ، كانت الأقل منذ عام 2004. ولكن أشار بالنظر إلى إجمالى قيمة الاكتتابات بالسوق خلال 2011 نلاحظ أن هناك إصدار صكوك بنحو 5.5 مليار ريال وزيادة رؤوس أموال بنحو 4.4 مليار ريال ليصل الإجمالى إلى 11.6 مليار ريال.

وأوضح أن الملاحظ فى غالبية الشركات التى طرحت بالسوق خلال العام ذات رؤوس أموال صغيرة الأمر لا يساعد على تعميق السوق ويساعد على التحكم في أسهم تلك الشركات، بالإضافة إلى الإقبال الضعيف من جانب المستثمرين على الاكتتابات.

وسجل عدد المكتتبين فى الطروحات الأولية خلال 2011 نحو 3 ملايين مكتتب فقط مقارنة مع 10.3 ملايين مكتتب فى العام 2010 و أكثر من 58.4 مليون مكتتب في 2008.

وتوقع رئيس الابحاث والمشورة لدى شركة البلاد للاستثمار نجاح الطروحات الأولية والاكتتابات التي ستشهدها السوق خلال العام 2012 نتيجة لما يتمتع به الاقتصاد السعودي من عوامل قوة مع الإنفاق الحكومي للمشاريع بشكل كبير، وتوقعات باستمرار نمو الاقتصاد فوق 5% خلال 2012، وسيولة ضخمة ربما يتوجه إلى ضخها في شركات ومؤسسات.

وقال هاشم أبو جامع، الرئيس التنفيذي لمجموعة بخيت الاستثمارية، أن أداء الطروحات الاولية خلال 2011 كان غير جيداً، بل وكان سيئاً خلال السنوات الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية، وهناك شركات جمدت خططها للطرح مثل مجموعة الطيار وكذلك اكتتاب البنك الأهلي التجاري بأكبر عملية إصدار بـ 450 مليون سهم.

وأشار إلى ان الأوضاع لم تكن مثالية لطرح اكتتابات عامة كبرى، وقد أثر هذا الوضع على مزاج المستثمرين، وأدى لتراجع شهية الاستثمار  وكان أحد الأسباب التى جعلت الإقبال على الطروحات الاولية محدوداً من جانب المكتتبين. وأكد أن السوق السعودية ما زالت لا تعكس قوة الاقتصاد الذى أظهر مرونة في مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية وكذلك النمو الكبير لأرباح الشركات المدرجة.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بخيت الاستثمارية، أن هناك 150 شركة مدرجة فى السوق منها 31 شركة تأمين مما يتطلب مزيدا من التنوع على مستوى القطاعات المدرجة في السوق من طرح عدد من الشركات الكبرى بهدف توسيع القاعدة الاستثمارية .

وحول توقعاته لنشاط الاكتتابات الأولية في 2011 قال أبو جامع، أن السوق السعودية ستشهد عودة أقوى في سوق الاكتتابات فى 2012، في ظل توقعات بتحسن السيولة وظهور بوادر أثر الإنفاق الرأسمالي الحكومي. من المتوقع أن تشجع كل هذه الامور شركات كبيرة عديدة.

وقال أحمد بدر كريم، محلل مالى أول لدى "الرياض للاستثمار"، أنه لتحقيق عودة قوية لسوق الطروحات الأولية لابد من تحسن أوضاع السوق وارتفاع شهية المستثمرين وعودة الثقة لهم من جديد.

وأشار إلى أنه رغم التفأول المتوقع بالنسبة للسوق من المتوقع أن تقابل الاكتتابات الجديدة في عام 2012 بحالة من الحذر والترقب سواء من حيث الأفراد أو الشركات التى أصبحت تحتاج إلى مزيد من الوقت للتجهيز لطرح أسهمها بما يمكنها من تحقيق النجاح في جمع الأموال.

وأضاف كريم، أن توجه هيئة السوق المالية لزيادة عدد الشركات المدرجة يعتبر توجها جيداً وضرورياً لتعميق السوق مطالباً  التركيز على استقطاب الشركات الكبرى التي تحظى بمعدلات ربحية مرتفعة، مشيراً إلى أن هناك عدد من الشركات المساهمة المغلقة والشركات العائلية كانت لديها خطة مالية للطرح والإدراج في سوق المال السعودية، إلا أنها أحجمت عن المضي قدماً في ذلك وفضلت انتظار الوقت المناسب.

ووفقا لتصريحات عبدالله السويلمي المدير التنفيذي لسوق الاسهم السعودية - التي تضم 150 سهماً مدرجاً - بلغت القيمة السوقية للسوق السعودية بنهاية نوفمبر الماضى نحو 1.210 تريليون ريال لتحتل المرتبة 22 ضمن أكبر الاسواق العالمية . وكشف السويلمي، عن سعي السوق لإجتذاب الشركات المتميزة للإدراج، بالاضافة الى التنوع في المنتجات والخدمات للشركات المدرجة وغير المدرجة، في اطار خطتها للتوسع في جذب المزيد من الشركات لطرح أسهمها في السوق.

ونتيجة ضعف الإقبال على الاكتتابات العامة الأولية أجلت العديد من الشركات السعودية طروحاتها، حتى تتحسن أوضاع السوق ، فهناك طرح اكتتاب البنك الأهلي التجاري ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية اضافة الى أكثر من 23 شركة يتم دراسة طرح أسهمها. فيما تستعد ثلاث شركات إسمنت وهي إسمنت الرياض والاسمنت الأبيض السعودي واسمنت نجران بطرح أسهمها لاحقاً إضافة إلى شركة السوق المالية السعودية "تداول"، والتي لم يحدد حتى الآن موعد طرحها وحجم إصدارها، وتضم قائمة الشركات الراغبة بالاكتتاب العديد من شركات التأمين والعديد من الشركات الصناعية والزراعية والتجارية المتعددة.

ومن المنتظر أن تبدأ أولى طروحات 2012، بشركة تكوين المتطورة للصناعات بطرح 9 ملايين سهم ، تمثل 30% من أسهمها خلال الفترة من  16 إلى 22 يناير 2012، وسيتم تخصيص 50% منها بحد أقصى للأفراد في حال اكتتابهم في الأسهم المطروحة بواقع 4.5 مليون سهم، في حين سيخصص 50% من إجمالي الأسهم المطروحة للاكتتاب للمؤسسات المكتتبة.

ملامح رئيسية:

- تفاوت حجم الطرح لأسهم الشركات المطروحة للاكتتاب العام فى عام 2011 بين 160 مليون ريال "شركة عناية" و 489.5 مليون ريال "شركة أسمنت حائل" وبلغ إجمالى مبالغ الطرح نحو 1.7 مليار ريال.

- تصدرت شركة "أسمنت حائل" الاكتتابات من حيث قيمة الأموال المجمعة للأفراد بحوالي 1.1 مليار ريال، تلتها شركة "المتكاملة" بنحو 880.7 مليون ريال و"اكسترا" بنحو 411.3 مليون ريال، و"عناية" 381.5 مليون ريال وأخيراً "أسلاك" بنحو 190.4 مليون ريال.

- ترواحت عدد مرات التغطية للأفراد لأسهم الشركات التى طرحت للاكتتاب العام فى عام 2011 بين 1.2 مرة لشركة "أسلاك" و2.94 مرة لشركة "الاتصالات المتكاملة".

- حصل المكتتبون في شركة "أسمنت حائل" على أعلى نسبة تخصيص بنحو 50  سهماً للفرد الواحد كحد أدنى، تلتها شركة "عناية" بـ 32 سهماً للفرد، في حين حصل المكتتبون في أسهم شركتي "أسلاك" و"اكسترا" على أقل تخصيص بـ 10 أسهم للفرد لكل منهما .

- ترواح عدد المكتتبين فى أسهم الشركات التى طرحت للاكتتاب فى عام 2011 بين نحو 197.5 ألف مكتتب "شركة أسلاك"، ونحو 1.1 مليون  مكتتب فى شركة "الاتصالات المتكاملة".

- توزعت الشركات الخمسة المطروحة للاكتتاب في عام 2011، على 5 قطاعات، الاتصالات " المتكاملة"، والتشييد والبناء" أسلاك"، الأسمنت "أسمنت حائل"، والتجزئة "اكسترا" ، والتأمين "عناية".