مباشر ـ محمد شاكر: شهدت أسواق المال الإماراتية أداءً متذبذباً مائلاً للهبوط منذ بداية شهر أبريل الجاري، بسبب التوترات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط، وتزايد المخاوف بشأن تأجيل خفض أسعار الفائدة.
وسيصدر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الأربعاء وذلك بعد قراءة أقوى من المتوقع للتضخم الأمريكي الجمعة الماضية.
ويُتوقع على نطاق واسع إبقاء المركزي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير، ولكن المستثمرين سيراقبون عن كثب البيان الصحفي لجيروم باول رئيس الفيدرالي، بعد الاجتماع.
وقال رائد دياب، نائب رئيس أول إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في كامكو إنفست، في تصريحات خاصة لـ"معلومات مباشر"، إن الأسواق الاماراتية شهدت تراجعاً منذ بداية أبريل الحالي، بفعل العديد من العوامل التي أثرت في الشعور العام.
وأضاف رائد دياب، أن الانخفاض شوهد أيضاً في بقية أسواق منطقة الخليج، باستثناء عمان، الأمر الذي يؤكد أن القضايا المشتركة تؤثر في أسواق المنطقة.
وأضاف: "ظهر ذلك أيضاً في التراجع على مستوى القطاع في كل من سوقي أبوظبي وسوق دبي المالي، حيث شهد قطاع واحد فقط في كل من هذه البورصات مكاسب هامشية بينما تراجعت بقية القطاعات، فقد كان للشكوك حول ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قادراً على إجراء ثلاثة تخفيضات لأسعار الفائدة هذا العام بعد البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة وارتفاع معدل التضخم في مارس الماضي".
وفي حين كان هناك تأثير كبير للوضع الجيوسياسي في المنطقة والهجمات الإيرانية الأخيرة، والتي زادت من المخاوف من توسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط وتداعيات ذلك على اقتصادات المنطقة.
وتابع، في نفس الوقت كان هناك تباين للأسواق الاماراتية منذ بداية العام وحتى أمس الإثنين، حيث لا يزال مؤشر سوق دبي المالي في المنطقة الايجابية لكن مؤشر سوق أبوظبي كان أداؤه سلبياً.
وتوقع رائد دياب، أن تستمر المخاوف الجيوسياسية بتأثيرها على المناخ الاستثماري، في حين ينتظر المستثمرون نتائج الشركات عن الربع الأول من العام الحالي والتي قد تعطي بعض الزخم للأسواق.
وعادة ما يكون للسياسة النقدية في الولايات المتحدة الأثر على معظم أسواق المنطقة وذلك مع ربط معظم العملات مع الدولار الأمريكي، من ناحية أخرى، تستمر التوقعات الايجابية حيال الاقتصاد الاماراتي، اضافة الى التوقعات برؤية المزيد من الاكتتابات في الفترة المقبلة.
ومن جانبه، توقع أرون ليزلي جون كبير محللي السوق في سنشري فاينانشال، في تصريحات خاصة لـ"معلومات مباشر"، أن تظل أسواق الأسهم الإماراتية قوية وتحقق أداءً إيجابياً في مايو 2024.
فيما ذكر، أنه خلال شهر أبريل 2024، انخفض مؤشر سوق دبي المالي العام بنسبة 2.76 بالمائة، وتراجع مؤشر سوق أبوظبي العام بنسبة 2.01 بالمائة منذ بداية الشهر، وحتى ختام تعاملات أمس الاثنين.
ويمثل هذا تصحيحاً قصير المدى ناتج عن البيئة الاقتصادية الكلية العالمية الأوسع، خاصة في الولايات المتحدة.
يخشى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن التضخم لا يزال مرتفعاً جداً، على الرغم من تباطؤ النمو الاقتصادي.
وأضاف:" شهدت شركات إماراتية بارزة مثل بريسايت للذكاء الاصطناعي القابضة ودريك آند سكول الدولية والوطنية العامة للتأمين ارتفاعاً في أسعار أسهمها بنسبة 42.31 بالمائة و28.91 بالمائة و27.60 بالمائة على التوالي في أبريل 2024".
وتابع: "من بين الشركات الأخرى التي شهدت ارتفاعاً في سعر السهم, شركة حياة للتأمين (22.24 بالمائة) وشركة الخليج للملاحة القابضة (21.51 بالمائة) وشركة بيانات للذكاء الاصطناعي (16 بالمائة) وبنك الإمارات الدولي (14.92 بالمائة)، على سبيل المثال لا الحصر".
وأوضح كبير محللي السوق في سنشري فاينانشال، أن الأرباح الكبيرة للشركات والمناخ الاقتصادي القوي بشكل عام في دولة الإمارات، أدت إلى تحقيق هذه المكاسب.
وقال إن شركات مثل شركة رأس الخيمة الوطنية للتأمين، عادت إلى تحقيق أرباح بعد الإعلان عن قفزة كبيرة في الإيرادات.
وعلى الرغم من الانخفاض الشهري، ذكر أن معنويات السوق العامة تجاه الشركات الإماراتية تبدو إيجابية.
وأضاف أن نشاط الاكتتاب العام يكتسيب زخماً في المنطقة حيث تم فتح الاكتتاب على سبينيس في 29 أبريل 2024، ومن المتوقع أن يحقق عائداً يصل إلى 1.37 مليار دولار في أفضل الأحوال.
علاوة على ذلك، تدرس لولو أيضاً الاكتتاب العام في النصف الثاني من العام الجاري، ومن المتوقع أن يستمر الاهتمام القوي من المستثمرين الأفراد مع إمكانية ارتفاع الاستثمارات الأجنبية.
وأشار كبير محللي السوق في سنشري فاينانشال إلى أن التركيز المستمر على توزيعات الأرباح هو ما سيجعل الأسهم الإماراتية متميزة في عام 2024.
يشار إلى أن أسواق المال في أبوظبي ودبي، شهدت أكبر عمليات شراء أجنبية بالخليج خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي بصافي استثمار 888.4 مليون دولار "3.26 مليار درهم".
وقال تقرير صادر حديثاً عن “كامكو إنفست”، إن المستثمرين الأجانب، بما في ذلك المؤسسات والأفراد، كانوا مشترين في أسواق الأسهم الخليجية خلال الربع الأول من عام 2024، إذ بلغ صافي الشراء 1.5 مليار دولار.
وأشار إلى أن الاتجاه ظل إيجابياً منذ بداية العام في ظل عمليات الشراء المتتالية من قبل المستثمرين الأجانب على مدار الثلاثة أشهر الأولى من العام.
للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا
تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام
ترشيحات:
57 مليار درهم توزيعات نقدية لـ39 شركة مدرجة ببورصة أبوظبي في 2023
