من عمرو عادل

دبي – مباشر: قال عادل تقي، المدير المالي لشركة داماك العقارية دبي، في مقابلة مع "مباشر"، إن الشركة لديها سيولة جاهزة لتمويل مشروعاتها الحالية تقدر بنحو 2.2 مليار دولار.

وأضاف "تقي" إن الشركة تعتزم تسليم 2500 وحدة للعملاء خلال 2015، تم تسليم ألف وحدة والباقي تباعاً حتى نهاية العام، موضحاً أن التسليمات سترتفع مع بدء تسليم بعض الوحدات في مشروع "أكويا من داماك" العام المقبل مما يزيد من تدفقات السيولة.

وسلمت "داماك" حوالي 14 ألف وحدة سكنية حتى نهاية مارس الماضي، فيما يبلغ عدد الوحدات قيد التخطيط والإنشاء نحو 37 ألف وحدة في مراحل متفاوتة من التخطيط والإنشاء، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف غرفة وشقة فندقية قيد الإنشاء.

وأشار عادل تقي، إلى أن "داماك" ليست لديها أي نية حالياً لإصدار صكوك جديدة، حيث إنها تملك السيولة لتمويل أنشطتها، ولكن تبقى منفتحة باستمرار على أسواق الدين من أجل تمويل مشروعاتها.

وباعت "الشركة" في شهر أبريل من العام قبل الماضي (2014) صكوكاً بقيمة 650 مليون دولار مستحقة خلال خمس سنوات.

وأضاف المدير المالي لـ "داماك"، أن إجمالي الديون على الشركة بما فيها الصكوك والقروض المصرفية المستحقة على مدى السنوات الأربع المقبلة، تبلغ نحو 800 مليون دولار، فيما يبلغ صافي النقد 1.4 مليار دولار.

وأكد عادل تقي، أنه ليس هناك ديون مستحقة في الوقت الحالي أو التزامات ملحة لشراء أراضٍ جديدة أو سداد دفعات كبيرة، لافتاً إلى أن هناك نحو 1.7 مليار دولار متوافرة في حساب ضمان التطوير العقاري (in escrow)، و500 مليون دولار خارج الحساب تحت تصرف فريق الإدارة لتمويل أي خطط ملحة سواء لشراء أراضٍ.

وحساب ضمان التطوير العقاري هو حساب مصرفي مخصص لإدارة مشاريع التطوير العقاري، ولكل المبالغ التي دفعت من قبل المشترين والمصادر الأخرى لبناء وإدارة المشاريع العقارية في دبي.

وكشف "تقي"، خلال المقابلة التي جرت في مكتبه بدبي، عن أن نسبة الدين أقل من نصف حقوق المساهمين وتبلغ 48.4%؛ مما يشير لصحة السلامة المالية للشركة، خصوصاً في حالة مقارنة بالشركات الأخرى في السوق العقارية، حيث تصل الديون 800 مليون دولار مقابل حقوق الملكية بنحو 1.65 مليار دولار.

وأشار إلى أن "الشركة" تستهدف الحصول على قروض مصرفية بما يتراوح ما بين 200 و300 مليون دولار خلال العام الحالي (2015) والعام القادم.

توقعات الأرباح

وقال المدير المالي، إن الشركة تتطلع لتحقيق نمو مستقر في صافي الأرباح بنهاية هذا العام.

وحققت "داماك" أرباحاً في عام 2014 بلغت 937 مليون دولار ارتفاعاً من 641.5 مليون في 2013.

وقالت "الشركة" في بيان سابق لبورصة دبي إن صافي الربح في الثلاثة أشهر الأولى من العام 2015 بلغ 210 ملايين دولار مقارنة مع 208.9 مليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي.

وأوضح عادل تقي خلال المقابلة مع "مباشر"، أن إعلان إدارة الشركة لسياسة توزيع الأرباح مؤخراً جاء من منطلق استراتيجية على المدي الطويل ترتبط في الأساس بالنتائج المحققة فعلياً، موضحاً أن التنفيذ يخضع لقانون هيئة الأوراق المالية والسلع وموافقة المساهمين وهذا لا يتعارض مع إعلان الشركة نيتها لتوزيعاتها المستقبلية.

وأوصي مجلس إدارة "داماك" الشهر الماضي بتوزيع أرباح نقدية لا تقل عن 25% من رأس المال البالغ 55 مليار درهم، لعامي 2015، و2016 بإجمالي 2.75 مليار درهم.

وفى بيان لاحق قالت "الشركة" إن التوصية هي عبارة عن مقترحات مستقبلية غير مؤكدة، تتوقف على إمكانية تحقيق أرباح، أو وجود أرباح قابلة للتوزيع.

وأضاف أن معدل التحصيلات في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام شهدت نمواً يتراوح ما بين 8، و10% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي تمثل أكثر من ثلث تحصيلات نفس العام، وبلغ إجمالي ما تم تحصيله في 2014 ملياري دولار.

وأوضح المدير المالي لـ - "داماك"، أن جميع مشروعات الشركة يتم تمويلها من تحصيلات البيع للعملاء، مع سعي لتوفير الملاءة المالية لاستكمالها في أي وقت، دون الاعتماد على التحصيل من خلال القروض طويلة الأجل التي يتم توجيهها لشراء أراضٍ وتغطية المصاريف التشغيلية.

وأشار إلى أن نسب إلغاءات الحجوزات من العملاء "غير مقلقة"، وتعتبر أقل من المعدلات الطبيعية في أوقات الأزمة في 2009.

الأسواق الجديدة

وقال رداً على سؤال عن دخول الشركة لأسواق جديدة، إن "داماك" تركز حالياً على الأسواق الرئيسية التي تعمل بها، إضافة إلى سوق دبي، وهي أبوظبي، والرياض، وجدة بالمملكة العربية السعودية، وقطر، وتسعى لاستكمال خططها للاستثمار في سوق لندن كأحد أكبر الأسواق نمواً في القطاع العقاري.

وقالت "داماك" في أبريل الماضي، إنها ستدرس إمكانية الاستحواذ على حصة في مشروع برج متعدد الاستخدامات مكون من 50 طابقاً في وسط لندن، وهو ما سيكون أول دخول للشركة في سوق العقارات البريطانية.

وأضاف عادل تقي، أن حصة الشركة بالمشروع تبلغ 20%، ومن المتوقع إتمام الصفقة هذا العام، بعد أن جرى تنفيذ تبادل أولي للعقود الخاصة بشراء الأرض قبل شهرين بين الطرف البائع، وشركة أخرى تحت إدارة حسين سجواني المساهم الرئيسي في "داماك".

و"داماك" هي ثاني كبرى شركات التطوير العقاري المدرجة في دبي من حيث القيمة السوقية، تأسست في 2002، وتمتد مشاريعها في كل من الإمارات، وقطر، والسعودية، والأردن، ولبنان.

وأضاف تقي لـ "مباشر" أن نحو 90% من إجمالي إيرادات الشركة تأتي من سوق دبي، فيما تتوزع النسبة المتبقية من الأسواق الأخرى، تزيد أو تقل حسب معدل التسليم في كل سوق.

وبلغت إيرادات "داماك" في الربع الأول من العام الحالي 473.7 مليون دولار مقارنة مع 440.4 مليون دولار في الربع الرابع من 2014.

وبالنسبة لخطط شراء أراضٍ جديدة قال المدير المالي لـ "داماك" خلال المقابلة، إن شركته تدرس باستمرار العروض المتاحة أمامها في الأسواق التي تعمل بها، ولكن حالياً لا توجد فرص جادة.

القطاع العقاري

قال عادل تقي، إن القطاع العقاري في الإمارات يمر حالياً بفترة هدوء في الأسعار بعد الارتفاعات القوية الماضية، وليست حالة جمود أو تصحيح، مضيفاً أنه من الصعب التنبؤ بتوقيت معاودة الأسعار إلى ارتفاعاتها السابقة مرة أخرى.

وأضاف أن شركته لديها نظرة تفاؤل على المدى البعيد تجاه الإمكانات في القطاع العقاري في دولة الإمارات عموماً ودبي على وجه الخصوص في ظل المشاريع الإنشائية الجاري تنفيذها حالياً.

وأشار إلى أن ليس هناك قلق في حال عدم نمو الأسعار في القطاع العقاري بشكل كبير، فمن الأفضل تحقيق نمو 4 و5% سنوياً في ظل معدل تضخم يتراوح بين 3 و4%، بدلاً من نمو 20% يتبعها تراجعات حادة.

وأوضح المدير المالي لـ "داماك"، أن تضخم الأسعار العقارية بنسب واقعية للسوق تتماشى مع النمو الحاصل يعتبر أفضل، مشدداً على أن أي نمو بنسب غير طبيعية في أسعار العقارات مع دخول شريحة من المضاربين، سيكون له تأثير سلبي على القطاع، وفي قدرة تحمل العميل لأسعار العقارات والإيجارات.