TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

أمين غرفة جازان: لدينا 39 ألف رجل أعمال مفقود

أمين غرفة جازان: لدينا 39 ألف رجل أعمال مفقود

في وقت يشكو الكثير من أبناء جازان قلة الفرص الوظيفية في المنطقة، يسقط الكثيرون التهم على الغرفة التجارية باعتبارها الحاضنة لرجال الأعمال، معتبرين إياها السبب في تغييب الاستثمارات التي توفر لهم المزيد من الفرص.

وفيما يعتبر البعض إدارة الغرفة فاشلة في النهوض باقتصاد المنطقة، حرصت «عكاظ» على وضع علامات الاستفهام كاملة، أمام أمين عام الغرفة المهندس أحمد القنفذي، للتعرف على رأي الغرفة، ومدى وضع الحلول للنهوض بالمستقبل، والذي كشف أن هناك ما يصل إلى 39 ألف رجل أعمال مسجلين وغير متواصلين مع الغرفة.

• يرى البعض أن شعار غرفة جازان «السعي نحو التميز»، لم يتحقق، ما ردكم؟
•• خلال الدورتين الماضيتين أنشأنا 5 مكاتب للخدمات في محافظة الدرب لخدمة القطاع الشمالي وفي محافظات صبيا وأبي عريش لخدمة القطاع الأوسط وفي محافظة الدائر لخدمة القطاع الجبلي وفي محافظة فرسان لخدمة أهالي فرسان وأنشأنا مركزا لخدمة سيدات الأعمال، ولم نكتف بذلك بل هيأنا مقرا للصندوق المئوي بشقيه للرجال والنساء.

• ما الهدف من إنشاء الصندوق المئوي؟
•• تقديم القروض لمن يرغب في الاستثمار، ووقعنا اتفاقية مع مكتب العمل بعد حصر كافة الفرص الوظيفية وركزنا كثيرا على القطاع النسوي لإلحاقهن بالقطاع الخاص.

• وماذا عن مركز خدمة سيدات الأعمال الذي أنشأتموه، رغم أن المرأة حسب البعض مغيبة تماما؟
•• المركز يعمل منذ أكثر من 7 سنوات بهدف تأهيل وتدريب السيدات اللاتي يعملن في قطاع الأعمال لتطوير منتجاتهن ولإيجاد فرص عمل للفتيات خاصة أن جازان توجد فيها أكبر نسبة فتيات لم يجدن عملا، وأقمنا من خلاله دورات خاصة بهدف التعريف بالفرص الاستثمارية والجدوى الاقتصادية وأصبح المركز يشرف على الأسر المنتجة.

وغير صحيح أننا غيبنا المرأة في غرفة جازان، والحقيقة أن مركز سيدات الأعمال واجه مشاكل عدة في تحديث بياناتهن والسبب يعود إلى أن كثيرا من المشاريع مسجلة بأسمائهن ولكن تدار من قبل أقاربهن الرجال، ونسبة قليلة هن من يدرن أعمالهن بأنفسهن، ومع ذلك حرصت الغرفة على أن تتجاوز هذه المشكلة من خلال تطوير هذا القطاع واجتمعنا معهن ووضعنا لهن سياسات وأهداف ونأمل أن يتطور دور الغرفة مع تطور سيدات الأعمال.

• وهل غيابهن يعود للعادات والتقاليد؟
•• الأسباب كثيرة، منها العادات والتقاليد، وجزء منها هو تستر تجاري وقد اكتشفنا العديد من حالات التستر سواء كان التستر لآخرين أو لأقاربهن الذين لا يستطيعون ممارسة النشاط التجاري بحكم وظائفهم الحكومية، وطبقنا بحقهم الأنظمة المنصوصة، وجزء آخر بسبب أن الدخول في نشاط لا يتناسب مع طبيعة عمل المرأة.

• وماذا قدمت غرفة جازان للأسر المنتجة؟
•• لدينا حاليا 120 أسرة منتجة هي تحت إشراف الغرفة التجارية بالتعاون مع الجهات الحكومية، وصدرت تعليمات سمو أمير جازان على إنشاء «سوق دائم» لبيع منتجاتهن، وأنشأنا جمعية لحل أي مشاكل.

• وماذا عن التسهيلات لرجال الأعمال بالمنطقة؟
•• وقعنا مع الهيئة العامة للاستثمار كرابع غرفة في إنشاء مركز للخدمة الشاملة بتكلفة أكثر من مليون ريال، ويضم هذا المركز ممثلين من كافة الإدارات الحكومية يتولون إنهاء إجراءات رجال الأعمال فوريا ودون تأخير، وأنشأنا شركة للنقل البحري بمنطقة جازان ودول القرن الأفريقي واليمن.

• لكن جهودكم حتى الآن لم تبرز في جذب المستثمرين إلى المنطقة، لماذا؟
•• منطقة جازان في السابق كانت تعاني من مشكلة الصورة الخاطئة عن واقعها الاقتصادي وحتى الجغرافي ولكن بفضل الله ثم بجهود سمو أمير المنطقة وبتضافر الجهود تغيرت تلك الصورة خاصة أن سموه رسم خارطة نمو المنطقة والتي تمثلت في العمل على التعريف بالمنطقة وفي نفس الوقت الإسراع والانتهاء من البنية التحتية بهدف تجاوز الوقت.

• وهل استفدتم من تعدد المهرجانات في المنطقة استثماريا؟
•• حرصنا على أن تظهر هذه المهرجانات بما يميز المنطقة واستقطبنا العديد من وسائل الإعلام المختلفة للترويج الإعلامي وواجهنا الكثير من الصعوبات ولكن بالعزيمة تغلبنا عليها ومن فضل الله أصبحت مهرجانات منطقة جازان من أشهر المهرجانات بالمملكة يفد إليها الزوار والسياح من الداخل والخارج، في ظل توفر الوحدات السكنية التي كانت في يوم أحد أسباب بعد المستثمرين عن المنطقة.

• لكن عدم توفر الوحدات السكنية مشكلة ما زالت قائمة، ما تعليقكم؟
•• خلال عامين سنقضي على هذه المشكلة وحاليا لدينا أكثر من 200 سجل تجاري متخصص في الشقق المفروشة.

• يقال إن دوركم غائب في الخدمة الاجتماعية بالمنطقة؟
•• غير صحيح، أسسنا لجنة للخدمة الاجتماعية ونفذنا من خلالها برامج متميزة جميعها تصب في خدمة المجتمع الجازاني من خلاله إنشاء دور للفقراء وقدمنا مساعدات للضعفاء والمساكين ووفرنا مقاضي رمضان ووزعنا كسوة العيد وأقمنا العديد من البرامج الترفيهية للأيتام وزيارات للجمعيات والمؤسسات الخيرية وعلى مدار العشر سنوات الماضية كنا من ضمن 5 جهات كمؤسسين رئيسيين ومنفذين لمشروع الزواج الجماعي.

• لكن بعض هذه المشاريع لم تسهم الغرفة في دعمها ماديا.
•• النظر إلى أن الغرفة التجارية لا بد أن تدفع المال في أي مشروع ليس شرطا ونظرة خاطئة والصحيح هو مساهمتها في جلب المال من الآخرين.

• لكن بعض الغرف التجارية الصناعية بالمناطق تسهم بالمال والمشورة والتنفيذ.
•• المهام الموجودة على غرفة جازان في الوقت الحاضر مع التنمية الكبيرة الموجودة ومع قلة مواردها لا تتناسب مع الإمكانيات الموجودة بالمنطقة.

• وهل ستستسلمون لهذه المعضلة في ظل إقبال المنطقة على نهضة اقتصادية؟
•• أبدا، حتى نتغلب على هذه المشكلة أنشأنا برجا استثماريا نهدف من خلاله إلى تحسين مواردنا كبقية الغرف الأخرى بالمملكة فجميعها تعتمد على إيراداتها من خلال الاشتراكات والتصاديق مع التفكير في إنشاء مورد آخر يساعدنا في زيادة الموارد يتمثل في إنشاء مركز معارض دائم.

• يتطلع الكثير إلى دور كبير من الغرفة وبالذات في مساهمتها في الصناعات الكبيرة، ماذا فعلتم؟
•• دعم الصناعات السعودية لا يقع على عاتق الغرفة التجارية وحدها، وحاليا هناك تنسيق قائم بهذا الخصوص مع الجهات الحكومية من أجل تسريع عجلة المشاريع في هذه المنطقة خاصة مع اعتماد 20 مصنعا في المدينة الصناعية و5 مشاريع صناعية أخرى حاليا تحت الإنشاء وغرفة جازان ستسهل إجراءاتها وتحل كل مشكلة قد تواجهها.

• هل صحيح أنكم تواجهون عزوفا من رجال الأعمال؟
•• في السابق كان الحديث صحيحا، فبعض المستثمرين في المدينة الصناعية كانت لديهم بعض الملاحظات، والتقينا بالقائمين على هيئة المدن الصناعية واجتمعنا بهم وحللنا كل المشاكل وانتهى الأمر بتشجيع الآخرين من رجال المال بالاستثمار بالمنطقة، ولدينا لجنة صناعية مهمتها معالجة مشاكل رجال الأعمال والمستثمرين، وقد تغلبنا على العديد من الظروف.

• وماذا عن اهتمام الغرفة بتوظيف الشباب؟
•• لدينا مركز متخصص في تدريب وتأهيل الشباب والفتيات لإلحاقهم بالقطاع الخاص، ولدينا تعاون واتفاقية مع مكتب العمل وصندوق الموارد البشرية وإمارة جازان لتنمية هذا المركز الذي ساهم في تدريب العديد من الشباب والفتيات والتحقوا بالعديد من الوظائف فأبناء جازان مشهود لهم بحبهم للعمل والتزامهم وانضباطهم.

• وماذا عن الكثير من الشباب والفتيات ممن ما زالوا يبحثون عن فرص وظيفية؟
•• الغرفة التجارية لا تملك القوة في الضغط وإجبار رجال الأعمال على توظيف الشباب والفتيات وحتى نتجاوز هذه المشكلة التي تتحدث عنها استعنا بإمارة منطقة جازان وبمكتب العمل اللذين لهما اليد الطولى في حل جزء كبير من هذه المشكلة.
• لم نر جديدا حول المدينة الاقتصادية، ما قولكم؟
•• المدينة الاقتصادية مرت بظروف تسببت في تعثرها، ففي السابق تعثر المطور وسحبت منه وسلمت لهيئة المدن الاقتصادية وأيضا سحبت منها وسلمت أخيرا لوزارة البترول والثروة المعدنية التي كلفت أرامكو، وهي تسير بخطوات متسارعة، وأوقفت طلبات الاستقبال لتنفيذ خطتها الاستراتيجية التي انتهت منها وحاليا تعمل للانتهاء من البنية التحتية بعد أن ساهمت في تحديد مناطق خاصة لكل المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والتي ستلبي احتياجات المشاريع العملاقة لأن رأس المال الموجود في منطقة جازان ليس كبيرا.

• ما صحة ما نقل عنكم من قول بأن رجال الأعمال بالمنطقة لا يجيدون الاستثمار؟
•• لم أقل ذلك حرفيا، وما ذكرته أنهم منقسمون إلى عدة أقسام، قسم ذكي يقتنص الفرص الاستثمارية وعددهم محدود، وقسم تقليديون ورثوا تجارتهم من آبائهم وأجدادهم واستمروا على نفس النهج السابق، رغم أننا حاولنا جذبهم إلى استثمارات أفضل دون فائدة، وقسم ثالث مركزون على الاستثمار في القطاع العقاري يشترون الأراضي فقط دون بيعها أو استثمارها وهؤلاء تحديدا في رأيي الخاص مدمرون للاقتصاد الوطني ولاقتصاد المنطقة نتيجة احتكارهم للأراضي دون استثمارها، لأن من يترك الأراضي لأكثر من 20 عاما دون تحريك يتسبب في بطء حركة النمو الاقتصادي بالمملكة، حيث إنهم تسببوا في ارتفاع قيمة الأراضي لأكثر من 500 في المئة.
• ما السبب في عدم ظهور الشركة القابضة، وهل ستغلق؟
•• الظروف التي تواجهها والمتمثلة في أعضاء مجلس إدارتها من رجال الأعمال المشغولين، وسنحاول أن يتم تعيين مدير عام يتمتع بإمكانيات متميزة وتعطى له صلاحيات كبيرة.

• بصفتك رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنطقة، يرى البعض أنك فشلت في النهوض بالاقتصاد في المنطقة، ما ردك؟
•• كيف يتم الحكم على فشلي، نعم أنا رئيس اللجنة، لكن لا أستطيع عمل شيئا واحدا، ما لم يكن هناك تعاون من جميع الجهات، مهما تعددت إمكانيات الشخص الفكرية والمالية والفنية، ومن خلال واقع وحجم التنمية الاقتصادية بالمنطقة خلال العشر السنوات الماضية أؤكد أنه جاء ثمرة جهود مشتركة.

• يعاب عليكم عدم التواصل مع رجال الأعمال ما تعليقكم؟
•• العلاقة ترتكز على عدد محدود منهم، والسبب أن كل غرفة لديها الآلاف، ويصعب التواصل معهم في كافة البرامج، ولدينا 16 ألف مشترك حاولنا تحديث بياناتهم لكن صعب الأمر بسبب تغيير العناوين وعدم تعاونهم مع الموقع الإلكتروني للغرفة، وأقمنا برامج للتوعية لكننا وجدنا تجاوبا ضعيفا.

• هل هم السبب في عدم التواصل؟
•• جزء من المشكلة يتمثل في قصور العلاقة العامة بالغرفة ومركز المعلومات وسعينا لمعالجة هذه المشكلة لدينا، والجزء الآخر منهم لعدم التجاوب مع الدعوات، نريد منهم الحضور والمشاركة بأفكارهم لأن الغرفة ملك لهم.

• كم عدد رجال الأعمال المسجلين بالمنطقة؟
•• وفق الدراسة التي أجريت على عدد السجلات التجارية ورخص البلدية هناك أكثر من 55 ألف سجل ورخصة بينما المسجل لدينا 16 ألف سجل.

• هل صحيح أن رجال الأعمال بالمنطقة غير قادرين على الاستثمار في المشاريع الكبيرة؟
•• المشاريع الكبيرة تحتاج إلى رأس مال ضخم، ومن يمتلكون هذه القدرات يعدون على أصابع اليد، وأعتقد أن الوضع حاليا تغير وستشهد المنطقة نهضة اقتصادية سريعة.

• ماذا فعلتم للمناطق الجبلية؟
•• الدولة الرشيدة حفظها الله اعتمدت لها ميزانيات كبيرة وبالتعاون مع هيئة السياحة عملنا الكثير فهذه المناطق ترتكز كثيرا على الجانب السياحي ونحاول التغلب على ندرة الأراضي فمعظمها هي أراض خاصة وأصحابها إما يرفضون بيعها أو يبالغون في ثمنها.
• وماذا بخصوص مصفاة البترول؟
•• أرامكو تعمل حاليا على الانتهاء من بنيتها التحتية وتجهز ميناء مؤقت من أجل تخصيصه لاستقبال المواد الخام والمعدات الكبيرة للمصفاة وقد تعاقدت مع شركات متخصصة في هذا المجال.

• مشروع إنشاء مصنع السكر تعثر كثيرا، هل من حل لولادته؟
•• تواصلنا مع صاحب المشروع الذي جاء إلى المنطقة ومعه خبراء ووقفوا على الواقع ووعدونا بالتنفيذ وما زلنا ننتظر وعد المستثمر.

• لكن حتى رجال الأعمال بالمنطقة لم يستفيدوا من الاستثناءات التي خص بها ميناء جازان، ما قولكم؟
•• الاستثناءات التي اعتمدت كانت محفزة ومغرية لكنها انتهت، ومشكلة عدم الاستفادة من ميناء جازان يعود إلى أن المخلصين الجمركيين وكبار التجار موجودون في جدة، ولمعالجة هذه المعضلة شكلنا فريقا وتوجه إلى جدة والتقينا برجال الأعمال وأوضحنا لهم أن ميناء جازان جاهز ومهيأ وطلبنا منهم الاستفادة منه، ولكننا عجزنا، لأنهم يرون الأفضل في استيراد بضائعهم مباشرة إلى جدة ثم تصريفها إلى المناطق الأخرى، بحكم تواجدهم فيها، والاستفادة من الميناء لن يكون إلا من خلال وجود صناعات كبيرة في جازان وعلى الميناء أن يطور خدماته حتى يتناسب مع احتياجات القطاع الخاص.

• لماذا لم يستفد من ميناء جازان بدلا من تجهيز ميناء مؤقت؟
•• أعتقد أن ذلك يعود إلى أنه لو تمت الاستفادة من الميناء ستتأثر الحركة المرورية.

• لستم مثل بقية الغرف التجارية في المناطق الأخرى، لماذا؟
•• المقارنة ظالمة لأن غرف جدة والرياض والدمام استثنائية، إيراداتها تفوق إيراداتنا بنحو تسعين مليون ريال.