مباشر: دفعت التراجعات القوية التي شهدتها أسعار الأسهم العالمية مع تسارع المخاوف بشأن استمرار أزمة سقف الدين الأمريكي، بمكررات الربحية إلى الارتفاع في عدد من أسواق المنطقة بعدما هبطت أسعار أغلب أسهمها المدرجة منذ بداية الشهر الجاري، فيما عدا بورصات البحرين ودبي ومصر والسعودية التي بالفعل جذبت رؤؤس أموال أجنبية بالجلسات الأخيرة.

ومكرر الربحية، أحد العوامل المهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية لأسواق المال بالمنطقة أو بصفة عامة، واحتسابه يكون من خلال تقسيم سعر الأسهم على الأرباح السنوية للشركات المدرجة.

وكلما ارتفع مكرر الربحية لسهم، دلّ ذلك على أن المستثمرين يدفعون سعراً أعلى مقابل كل وحدة ربح، كما يعتبر مكرر الربحية من أكثر مقاييس تقييم الأسهم استخداماً نظراً لسهولة احتسابه وبديهية مفهومة.

يشار إلى أنه لا يمكن الاعتماد فقط على مكرر الربحية كمقياس لاتخاذ القرارات الاستثمارية، بل لا بد من النظر إلى طبيعة الأرباح ومكوناتها، للتأكد من استمراريتها وفق النمط نفسه مستقبلاً.

وبحسب إحصائية استناداً لبيانات الأسواق المالية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن مكرر الربحية الأدنى بين أبرز الأسواق المالية العربية كان من نصيب بورصة البحرين عند 6.77 مرة يليها سوق دبي المالي عند 8.59 مرة، ثم بورصة مصر بـ 9.25 مرة.

أما بورصة أبوظبي المالي فهي صاحبة مكرر الربحية الأعلى الذي يتجاوز 29 مرة يليه سوق الكويت المالي بـ 16.55 مرة تقريباً يليه سوق مسقط المالي بـ 15.23 مرة تقريباً ثم سوق قطر بمكرر ربحية للأسهم بمقدار 12.55مرة.

وسجل مكرر ربحية السوق السعودي الأكبر من حيث القيمة السوقية بالمنطقة 12.47 مرة مقارنة بأدنى مكررات ربحيته التي تقع عند 12.2 مرة، وإذا ما قارنه عالمياً بمؤشر ستاندرد آند بورز (S&P 500)  وهو مؤشر خاص يتتبع أسهم 500 من كبرى الشركات الأمريكية فسنجده أقل منه من حيث مكررات الربحية التي هي بالنسبة له عند 19.8 مرة تقريباً مع إغلاق جلسة أمس الأربعاء الموافق 24 مايو الجاري.

جاذب للاستثمار

من جهته، يقول الخبير الاقتصادي ورئيس أبحاث السوق بشركة بيلون إيجيبت، طاهر مرسي، لـ"معلومات مباشر"، إن انخفاض مكررات ربحية الأسواق العربية يمثل أمراً جاذباً للاستثمار مع فرص نمو جيدة في انتظار الكثير من الشركات المدرجة، مقارنة بمثيلاتها بالأسواق الأمريكية مثلاً، ذات المكررات المرتفعة.

وأشار إلى أن إحصائيات مكررات الربحية الحالية تؤكد أن الأسهم العربية تمتلك فرصاً أفضل مقارنة بنظيرتها العالمية خصوصًا مع ارتفاع توقعات فرص النمو الاقتصادي المرتقبة، والطروحات المتتالية لأسهم شركات عالية الجودة ماليًا.

وقالت حنان رمسيس المحلل المالي لشركة الحرية لتداول الأوراق المالية لـ"معلومات مباشر"، إن تزايد زخم الطروحات القوية من أحد العوامل المؤثرة والرئيسية لجذب الاستثمارات الأجنبية والمؤسساتية إلى الأسواق الخليجية لاسيما مع انتهاء موسم الأرباح الفصلية واتجاه الفيدرالي لتثبيت الفائدة والتي يستخدمها بعض المتداولين حينما يقوم باقتراض أموال للاستثمار بالأسهم.

من جانبه، أشار محمد عطا مدير التداول بشركة يونيفرسال بالأوراق المالية إلى أن بورصتي دبي والسعودية من الأنسب من حيث التنوع وحجم السيولة والقيمة السوقة وقوة الشركات أيضاً مالياً والاقتصاد المحلي وهو العوامل التي يضعها الأجانب والمؤسسات الكبرى حينما يتجهون للاستثمار بالأسهم.

وبالنسبة للبورصة المصرية، بين مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية مينا رفيق لـ"معلومات مباشر"، أن هناك نجاحاً كبيراً متوقعاً لاستئناف مفاوضات طرح حصص حكومية لمستثمرين استراتيجيين أجانب لا سيما في ظل أن البورصة المصرية تتداول بأقل مضاعفات ربحية مقارنة بأغلب أسواق الخليج والبورصات العالمية.

وأكد أن البورصة المصرية ستكون من الأكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب الفترة المقبلة في ظل تشجيع الحكومة المصرية للتصدير والعمل على تعظيم عوائد السياحة والسعي الحثيث لمحو المشكلات التي يواجهها المستثمرين الدوليين وأبرزها إجراء التحويلات.

يشار إلى أن مؤسسة "إم إس سي آي" "مورجان ستانلي سابقاً" قالت فى مذكرتها البحثية خلال مطلع مايو الجاري، إن هذا القرار يعني أنها لن "تطبق أي تغييرات في إطار مراجعاتها المقبلة للمؤشرات على أي أوراق مالية مدرجة في مصر على مؤشرات إم إس سي آي مصر، والمؤشرات المركبة والمشتقة والجمركية المتأثرة".