مباشر- محمود جمال: تستعد البورصات العربية لاستقبال شهر رمضان خلال ساعات قليلة، وسط أجواء جيوسياسية ضبابية تعيشها المنطقة والعالم بشأن انفراج الأزمة الأوكرانية، تزامناً مع عزم بنوك مركزية كبرى وفي مقدمتها الفيدرالي الأمريكي المضي قدماً في رفع الفائدة أكثر من مرة لمواجهة التضخم الذي بلغ مستويات قياسية، بجانب التطورات الصحية بشأن انتشار متحور كورونا الجديد والتي قد تدعو أصحاب الأموال المستثمرة بأسواق المال العربية والمحلية إلى متابعتها عن كثب خلال الشهر الفضيل.

 

ويرصد "معلومات مباشر" في السطور التالية بعض آراء خبراء أسواق المال التي ربما توضح التوقعات بالنسبة لتحركات بورصات المنطقة في ذلك الشهر الكريم.

تداولات إيجابية

تقول حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية بشركة الحرية لتداول الأوراق المالية، إن بورصات المنطقة تشهد تداولات إيجابية خلال شهر رمضان كما حدث بعد ذروة كورونا في تلك الأسواق، لافتةً إلى أن هناك من العوامل التي تدعم تلك التوقعات الإيجابية وأبرزها نتائج أعمال الشركات المقيدة والتي جاء أغلبها إيجابية وكذلك استمرار انتعاش أسعار البترول وتأثيره الإيجابي على موازنات دول المنطقة.

وأشارت إلى أن بعض الدول استبقت شهر رمضان بخفض تكلفة التعامل بالبورصة وخفضت العمولات كما انتهت السعودية، وكذلك أصدرت دولة الإمارات العديد من القوانين التنظيمية لدعم كافة بدائل الاستثمار لدعم استمرار التدفقات الأجنبية واستمرار استراتيجية قيد الشركات العملاقة وكذلك دعم ترقية أسهمها بالمؤشرات العالمية.

تغيرات جوهرية

ومن جانبه، يقول محمد عطا مدير التداول بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، إن أداء اسواق المال خلال شهر رمضان المبارك هذا العام من المتوقع أن يكون مختلفاً عن الأعوام السابقة لا سيما في ظل التطورات التي تخص الحرب الروسية الأوكرانية إلى جانب أخبار رفع أسعار الفائدة وارتفاع أسعار الطاقة والسلع وما تشكله كل هذه الظروف من ضغوط وتغيرات جوهرية بأسواق المال.

وأكد أن تلك الأجواء ستدفع المتعاملين داخل أسواق المال أكثر تفاعلاً وسرعة في اتخاذ القرارات الاستثمارية وبالتالي سيدعم ذلك النشاط القياسي الذي تشهده أسواق المنطقة مع المضي قدماً في ظل تطوراتها من جهة الطروحات الحكومية القوية ومن ثم جذب سيولة أجنبية هاربة من الأسواق العالمية التي تأثرت بتداعيات أزمة أوكرانيا.

وأوضح عطا أن أغلب البورصات بالمنطقة قد تشهد نشاطاً خلال الشهر بمجمله في ظل التطورات والأحداث الجوهرية الداخلية والتي جاءت علاوة على متابعة الظروف العالمية وأبرزها ما يشهده السوق المصري من تطورات وتداعيات إيجابية لتحريك سعر الصرف، وأيضاً الإعلان عن الاستحواذات الخليجية على العديد من الشركات المصرية.

موعد الاستحقاق

ومن جانبه، قال حسام عيد مدير الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا وضبابية المشهد سوف تساهم في دعم الأداء العرضي للأسواق المالية بالمنطقة والذي يأتي تزامناً مع إعلان نتائج أعمال أغلب الشركات الكبرى والإعلان عن توزيعات الأرباح السنوية.

وأشار إلى أن هذا الأمر سوف يدفع الأسهم ذات التوزيعات النقدية المرتفعة نحو الصعود حتى حلول موعد استحقاقات الأرباح السنوية. 

حركة عرضية

ومن جانبها، قالت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، إنه مع قدوم شهر رمضان وانخفاض ساعات التداول ستكون أغلبية حركة الأسواق حركة عرضية مع تحرك صعودي متوقع في نهاية الشهر المبارك والذي سيصادف موعد الإعلان عن نتائج الربع الأول وتواريخ توزيع الأرباح لعديد من الشركات.

وتوقعت حركة عرضية لأسواق المنطقة وترتيب المحافظ الاستثمارية وإعادة الهيكلة مرة أخرى مع الشركات الأقوى مالياً.

موسم توزيعات

وبدوره، توقع مدير البحوث في المروة لتداول الأوراق المالية، مينا رفيق، أن تشهد بورصات المنطقة تراجعات في أحجام التداول خلال شهر رمضان المبارك؛ نتيجة تقليص عدد ساعات التداول وترقب المستثمرين لمتابعة التوترات الروسية الأوكرانية بالأخص مع الدخول في فترة عطلات رسمية مزدوجة خاصة بأعياد شم النسيم وعيد الفطر.

وأشار إلى أن شهر رمضان سيتخلله موسم توزيعات الأرباح النقدية والمجانية عن عام 2021 مما يشجع المستثمرين على اقتناص فرص التراجعات واستغلال حصيلة التوزيعات في رفع نسبة استثماراتهم بالأخص بالقطاعات المستفيدة من هذه التوترات مثل قطاع الطاقة وقطاع البتروكيماويات.