مباشر - بدور الراعي: نجح سوق الأسهم السعودية بعام 2021، في التغلب على تحديات جائحة كورونا، وتقلب أسعار النفط العالمية؛ لينهي العام بارتفاعات قوية، في ظل تفاؤول المستثمرين بعودة الأنشطة الاقتصادية إلى ما قبل الجائحة.
ويرى محللون وخبراء بأسواق المال في استطلاع لـ"مباشر" أن عام 2022 يأتي محملاً بتحديات عديدة لأسواق المال العالمية والإقليمية، ومنها السوق السعودي، في ظل تحركات الفيدرالي الأمريكي، ومعدلات التضخم التي تضغط على أسواق المال، إلى جانب ظهور متحورات جديدة لفيروس كورونا، إلا أن سوق الأسهم السعودية قادر على مواجة تلك التحديات.
وشهد سوق الأسهم السعودية ارتفاعات قياسية بالعام 2021، ليواصل ارتفاعه للعام السادس على التوالي، ويسجل أعلى مكاسب له في 14 عاماً؛ وصعد المؤشر العام للسوق "تاسي"، بنسبة 29.83%، خلال عام 2021 (أعلى مكاسب منذ العام 2007)؛ ليضيف 2,592.18 نقطة إلى رصيده، قفز بها 11,281.71 نقطة، مقابل 8,689.53 نقطة بنهاية 2020.
عام مميز
وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودية سعد آل الثقفان إن عام 2021 كان من أفضل السنوات للسوق السعودي؛ إذ شهد السوق خلال العام الماضي مواصلة لتدفق السيولة حيث وصلت بالمجمل عند 2.22 تريليون ريال بارتفاع 7% عن السنة الماضية وبمتوسط سيولة يومية 8.92 مليار ريال.
ومن جانبه، قال المحلل بأسواق المال علي العنزي لـ"مباشر" كان اداء السوق خلال العام 2020-2021 مميزاً لمعظم الاسواق العالمية وفي مقدمتهم السوق السعودي الذي حقق ارتفاع كبيراً مع عمليات جني الأرباح، إضافة إلى ضغوط أوميكرون على أسعار وبالتالي على السوق السعودي المرتبط دائماً بالتأثيرات الخارجية والأسواق العالمية.
وأضاف العنزي النفط لـ"مباشر" أن السوق السعودي أصبج من إحدى أكبر أسواق العالم وليس المنطقة فقط؛ حيث كان أداء السوق السعودي من بين الأفضل خلال عام 2021.
مزيد من التفاؤل
وأوضح العنزي لـ"مباشر" أن السوق السعودي ينظر إليه بمزيد من التفاؤل في الفترة الحالية لانطلاق مشاريع كبيرة خاصة برؤية 2030، ودور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الدفع بالاقتصاد في ركائز الاقتصاد الحقيقية وإيجاد مناطق اقتصادية جديدة وإصلاحات كبيرة بالسوق وطروحات جديدة لا شك أنها تحفز أداء السوق الفترة المقبلة.
وأضاف علي العنزي أنه من المؤكد أن أسعار النفط وتأثير أوميكرون كان لهما تأثير كبير على السوق السعودي ولكن مخاوف تداعيات أوميكرون أو إقفال جديد فإنه أمر مستبعد؛ لكنه أشار إلى أنه من المتوقع أن تزيد معدل الإصابات ولكن سيتم التعامل معه بحذر أكبر مما كان عليه في عام 2020 -2021 ويتوقع النمو الاقتصادي وتقدم مؤشرات السوق والتي ستكون مدعومة من نتائج أعمال الشركات الكبيرة بقطاع البتروكيماويات والبنوك.
ويتوقع المستشار المالي علي الجعفري لـ" مباشر" خلال الفترة القادمة حتى إعلان النتائج لعام 2021 والربع الأخير أن تكون هي المحرك الرئيسي والمحفز لأداء السوق السعودي، متوقعاً أن يكون السوق في مسار عرضي 1140/11600 لـ10400 لـ10600 نتيجة تأثيرات فيروس ماكرون وتبعاته.
وأشار إلى أن النفط والطاقة من الأمور المهمة في الفترة القادمة سيكون هناك نقص في إمدادات الطاقة من 80 لـ 90 دولاراً بسبب الاستهلاك القوي للطاقة في الفترة القادمة.
ولفت إلى أن الطروحات الأولية أساساً تعمل على زيادة عمق السوق وهي أحد مستهدفات السوق السعودي لرؤية 2030، وزيادة الشركات العائلية؛ لذلك أتوقع زيادة في الطروحات الفترة القادمة.
وتابع الجعفري أنه يجب أن نتعايش مع تأثيرات متحور أوميكرون أو ظهور أي متحورات جديدة، ولكن من غير المتوقع الإغلاق العالمي ولكن سيكون هناك قيود للكثير من الدول نتيجة تأثيرات أوميكرون في النصف الأول من العام الجديد.
محفزات إيجابية
وتوقع عضو جمعية الاقتصاد السعودي "سعد آل ثقفان" لـ" مباشر لعام 2022 أن يستمر السوق في مواصلة صعوده وذلك بسبب مضي المملكة في تنفيذ برامج الرؤية 2030 وأيضاً التوقعات لنمو الاقتصاد السعودي بأكثر من 7% والتوقعات بتحقيق المملكة فائض في الموازنة 2022 بـ 90 ملياراً مما سوف ينعكس على أرباح الشركات وبالتالي يجعل أسعارها جاذبة للاستثمار.
وتابع الثقفان أن الاقتصاد السعودي شهد عدة محفزات إيجابية في مقدمتها عودة الاقتصاد السعودي إلى النمو بشقيه النفطي وغير النفطي، وكذلك عودة أسعار النفط إلى أسعار 2018 أي أفضل من الأسعار قبل جائحة كورونا.
كما شهد السوق أخبار إيجابية منها الاستراتيجية الوطنية للاستثمار وبرنامج شريك وذا لاين في نيوم واكساجون؛ مما شجع إلى مزيد من تدفق السيولة من الاستثمار الأجنبي وكذلك المستثمر المحلي.
اكتتابات جديدة
وقال المحلل بأسواق المال علي العنزي لـ"مباشر" إن الاستمرار في الطروحات الأولية سواء بالسوق الرئيسي أو الموازي ستدعم سيولة السوق الفترة المقبلة، مؤكداً أن موسم النتائج السنوية والتوزيعات سيكونان من المحددات الرئيسية للسوق.
وقال آل ثقفان إن السوق السعودي شهد العديد من الاكتتابات الجديدة في عان 2021 مما ساهمت في امتصاص السيولة من السوق، مبيناً أن تلك الإجراءات تؤدي إلى تعميق السوق وأيضاً دخول شركات جديدة في قطاعات جديدة لم يشهدها السوق، إضافة إلى دخول مستثمرين جدد وهذا ما تسعى إليه هيئة السوق المالية إلى تطوير السوق المالي لتحقيق أهداف برنامج تطوير القطاع المالي أحد برامج رؤية 2030 .
وبالنسبة للسوق الموازي أكد عضو جمعية الاقتصاد السعودية لـ"مباشر" أن السوق السعودي شهد ارتفاعاً في السيولة خاصة في نهاية العام، وذلك عند دخول مزيد من الشركات إلى الأسواق وقد انخفضت أعداد الشركات بداية العام مع انتقالها إلى السوق الرئيسي إلى 4 شركات، ثم ارتفع العدد بشكل كبير إلى 14 شركة وقد تم الموافقة على شركات على انضمامها إلى السوق وقد شهد السوق أكبر سعر اكتتاب لشركة جاهز الدولية بسعر اكتتاب عند 850 ريالاً والتي تعتبر أول شركة من حيث بزنس مودل تطرح في السوق.
رؤية المملكة 2030
ويقول المحلل الاقتصادي "بدر البياعي" لـمباشر" إن رؤية المملكة 2030 تعد خارطة الطريق للنهوض بالاقتصاد السعودي من خلال البرامج التنفيذية وعددها 13برنامجاً 6 برامج تخص الشأن الاقتصادي بشكل مباشر.
ومن أهم هذه البرامج برنامج تطوير القطاع المالي والذي أطلق برعاية مجلس الشؤون الاقتصادية والذي يهدف إلى تعزيز الأسواق المالية والاقتصاد الوطني في المملكة بحيث يكون الاقتصاد السعودي متنوعاً وفعالاً بتنويع مصادر الدخل للدولة وتحفيز التمويل والاستثمار من خلال تعميق وتطوير مؤسسات القطاع المالي وتطوير السوق المالي السعودي.
وبحسب وثيقة برنامج تطوير القطاع المالي والذي يهدف إلى المزيد من عمليات الإدراج في السوق السعودي بحيث يكون خط الأساس في عام 6 شركات في عام 2020م 16 شركة في عام 2021م 20 شركة عام 2022م 24 شركة في عام 2023 24 شركة عام 2024 24 شركة في عام 2025م 26 شركة.
وتابع البياعي أن الهدف من وارء هذه الطروحات هو زيادة عدد الشركات في السوق السعودي من ناحية العدد والقيمة والوزن بالنظر إلى عام 2019 على سبيل المثال بلغ إجمالي القيمة السوقية لشركة سابك والقطاع المصرفي 49% من قيمة السوق السعودي، وكذلك زيادة أعداد الاستثمار المؤسسي في السوق السعودي.
وأوضح البياعي أنه على رغم وجود هذه البرامج التطويرية الطموحة إلا أن هناك تحديات كبير أمام السوق السعودي وهي رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة والتضخم وظهور متحورات جديدة وأسعار النفط التي تأثرت بشكل مباشر على أداء أسواق المال بشكل عام.
وعلى رغم وجود هذه التحديات إلا أن المملكة العربية السعودية تمتلك أدوات مالية جعلتها تبتلع أي تحد قد يطرأ مستقبلاً.
نتائج الشركات
من جهته يرى المحلل بأسواق المال "محمد الميموني" لـ "مباشر" أنه لا يزال أداء السوق السعودي يتداول في مناطق سلبية نتيجة عدة عوامل منها تأثيرات أسعار النفط، إضافة إلى تلميحات الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة والتي كان لها أثر كبير في السوق.
وتابع الميموني: ان نتائج الشركات السنوية المرتقبة وتقارير مجالس الإدارة إن لم يكن هناك إقبال جيد على سيولة السوق ما لم تصدر مثل هذه التقارير؛ حيث السوق لا يزال يتداول بسيولة نحو 6 مليارات ريال.
وأشار إلى أن تأثير أسعار النفط وميكرون هما الأحداث الخارجية الأكثر تأثيراً على الأسواق العالمية لكن المخاوف نتيجة تزايد خاصة أنه لم تصدر أي بيانات رسمية بخصوص تحوله لجائحة عوامل الإغلاق مرة أخرى لاتزال على توجهات السوق، مبيناً أن العام القادم سيكون تصحيحاً للسوق بعد التأثر بعوامل خارجية.
وأوضح الميموني أن ظهور متحور أوميكرون وقيام بعض الدول الأوروبية بإغلاق جزئي كان له تأثيره على الأسواق العالمية، مشيراً إلى أنه ومع الإعلان عن علاج جديد لكورونا أعلنت عنه شركه فايزر قد يعطى أملاً كبيراً في عدم الإغلاق ومع ذلك قد يتجه البعض إلى الاستثمار الآمن في الذهب أو الاستثمار في السندات والودائع ومن ثم البعد عن التقلبات في أسواق الأسهم.
ترشيحات:
حصاد "مباشر".. السعودية تواجه تفشي كورونا بـ41 قراراً حكومياً خلال 2021
حصاد "مباشر".. ولي العهد السعودي يكثف العمل بمشاريع ومبادرات جديدة في 2021
حصاد "مباشر".. أبرز القرارات الحكومية والأحداث الاقتصادية بالسعودية خلال 2021
حصاد "مباشر":22.8 مليار ريال دعم السعوديين من "حساب المواطن" بـ2021 (إنفوجرافيك)
حصاد "مباشر" 2021.. الرياض تجذب الشركات العالمية وانتظار المزيد قبل 2024
حصاد مباشر..إلغاء نظام الكفيل وتوطين مهن جديدة أبرز قرارات العمل السعودية في2021
حصاد "مباشر" 2021..السوق السعودي يشهد إدراج 9 شركات جديدة بحصيلة 17.2 مليار ريال
حصاد "مباشر".. السعودية تصدر صكوكاً وسندات بـ30 مليار دولار خلال 2021
حصاد مباشر..سوق "نمو" السعودي يشهد إدراج 11 شركة جديدة خلال 2021
