TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

سلاح وقتلى وحداد .. "مرفأ بيروت" يفجر قنبلة جديدة في شوارع لبنان

سلاح وقتلى وحداد .. "مرفأ بيروت" يفجر قنبلة جديدة في شوارع لبنان
لبنان - صورة تعبيرية

 

مباشر- مصطفى رضا: شهدت شوارع لبنان بعد فترة قلية من تشكيل حكومة نجيب ميقاتي، انفجار لقنبلة وأزمة كبيرة، وهذه المرة لم تكن بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد منذ فترة، ولكن نتيجة تأخر العدالة في قضية مرفأ بيروت.

بدأت القصة بتظاهرات في محيط قصر العدل في بيروت، اليوم الخميس، من قبل عدد من المواطنين اعتراضا على تسييس قضية مرفأ بيروت.

وشهد حرم قصر العدل انتشارا أمنيا كثيفا للجيش، في ظل مطالبة المتظاهرين باستبعاد طارق البيطار قاضي تحقيق مرفأ بيروت الذي وقع قبل عامين وراح ضحيته نحو 200 قتيل، بعد التوقف للمرة الثالثة للتحقيقات.

وتصاعد الأمر، ليعلن أعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، أن الأجهزة الأمنية تفاجأت بتحول التظاهرات إلى اشتباك مسلح، موضحا أن القذائف أسفرت عن مقتل لا يقل عن 6 أشخاص وإصابة العشرات، ومشيراً إلى وجود حالات "قنص" بين القتلي.

حداد وتحذيرات من عودة السلاح

وتوالت ردود الأفعال الرسمية والدولية على الاشتباكات الدامية في لبنان، حيث أكد الرئيس ميشال عون أنه ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الفرقاء اللبنانيين، "لأننا جميعاً اتّفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا، أنّ ما جرى اليوم، ليس مقبولأً، خصوصاً في وقت ارتضى الجميع الاحتكام إلى دولة القانون والمؤسسات".

فيما أصدر نجيب ميقاتي، رئيس مجلس الوزراء اللبناني، قراراً بإعلان غداً الجمعة "حداداً" على أرواح قتلى الاشتباكات الدامية التي شهدتها شوارع لبنان.

ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، كل المعنيين في لبنان لوقف العنف والكف عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية.

بيان الجيش.. والقبض على سوري

وأصدر الجيش اللبناني بياناً يشرح الأحداث الأخيرة، قائلاً "أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح".

وتابع: "وعلى الفور، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وسير دوريات ، كما دهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مطلقي النار، وأوقف تسعة أشخاص من كلا الطرفين بينهم سوري.. وبوشرت التحقيقات مع الموقوفين باشراف القضاء المختص".

وأكد، أنه جرى اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة.

وقائع انفجار بيروت "هورشيما الجديدة"

وتعود وقائع انفجار مرفأ بيروت إلى يوم 4 أغسطس 2020، عند اندلاع حريق كبير في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في ميناء بيروت، في مستودع للمفرقعات.

وقال المدير العام للأمن العام في لبنان اللواء عباس إبراهيم، حينها، إنه لا يمكن استباق التحقيقات والقول بأن هناك عملا إرهابيا أدى إلى انفجار أحد مستودعات مرفأ بيروت، ملمحاً إلى وجود مواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات في المرفأ.

وفي 6 أغسطس2020،  أقر حاكم مصرف لبنان، رياض توفيق سلامة، تجميد حسابات 7 مسؤولين بينهم مدير مرفأ بيروت، حسن قريطم، بناء على  أعمال هيئة التحقيق الخاصة بحادثة انفجار مرفأ بيروت.

وكانت المفاجأة، يوم 7 أغسطس 2020، عندما كشف الرئيس اللبناني، ميشال عون، عن تلقي معلومات حول عملية تخزين نترات الأمونيوم شديدة الانفجار بمرفأ بيروت في 20 يوليو، إي قبل الانفجار الهائل بـ14 يوماً.

وظلت التحقيقات في حادثة انفجار مرفأ بيروت منذ أغسطس قبل الماضي دون الوصول إلى نهاية أو اتهامات واضحة للمسؤولين.

البيطار والـ3 فرضيات لحادث المرفأ

وفي  يونيو الماضي،  كشف طارق البيطار، قاضي التحقيقات في قضية انفجار مرفأ بيروت في لبنان، عن التوصل إلى 3 فرضيات للحادث.

وأوضح البيطار، أن التحقيق يركز على ثلاث فرضيات للحادث، الأولى تتمثل في إمكانية حدوث خطأ في عملية تلحيم باب العنبر رقم 12 أدى إلى اندلاع الحريق، ثم الانفجار، والثانية "عمل أمني أو إرهابي متعمد داخل المرفأ تسبب بالكارثة"، والثالثة فرضية الاستهداف الجوي عبر صاروخ.

وأشار حينها، إلى أن إحدى هذه الفرضيات استبعدت بنسبة 70 بالمائة، وأن العمل يجري على الحسم النهائي بين الفرضيتين المتبقيتين، من دون أن يحددهما.

ولفت البيطار، إلى أن تقرير فرنسي تسلمه دفع باتجاه استبعاد إحدى الفرضيات الثلاث بنسبة كبيرة.

موقف أهالي ضحايا تفجير المرفأ

وعبر أهالي ضحايا تفجير المرفأ، اليوم عقب الأحداث الدامية، عن حزنهم الشديد لسقوط مزيد من الضحايا في لبنان، وما يزيد من حزننا أن هذا الدم أريق على هامش الاعتراض ضد التحقيق في قضيتنا الأم، وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.

وأكد الأهالي، الحرص الشديد على "تنزيه قضيتنا عن أي تطييف أو تسييس، فهي قضية وجع وحق وليس قضية سياسية تتواجه فيها القوى والعصبيات المتناحرة.. فالعصبية تغذي العصبية ولا تحاربها، والعصبية تجرنا إلى القعر: فيما العدالة وحدها تحررنا من الماضي وتبني مستقبلا".

وشد الأهالي، على يد المحقق العدلي طارق البيطار مانحين إياه ثقتنا مجددا، محذرين أيا كان من استغلال أحداث اليوم الأليمة لعرقلة التحقيق أو لتحميله مسؤولية ما هو حكما براء منه.