محمود جمال - مباشر: أثبتت أسهم قطاع البنوك المدرجة بأسواق المال بالشرق الأوسط ومصر أنها صمام أمان لكثير من المتعاملين بها رغم تزايد وتيرة عمليات الاحتيال المال وذلك منذ اندلاع أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في مارس 2020 وحتى الآن.
وبحسب إحصائية أعدتها "مباشر" استنادا لبيانات حكومية، فإن أسهم بنوك بالشرق الأوسط لم تتأثر سلبا منذ الجائحة بعمليات الاحتيال وهي الحادث العارض على القطاع في ظل تأكيد قوته وسط تطوير أنظمة الحماية لبيانات العملاء والسعي في زيادة الوعي المصرفي لدى الجمهور لتجنب تلك العمليات.
ومع بداية الأسبوع الجاري، ظهرت تلك العمليات في بنك مصر بعد أن أدت إلى سرقة نحو 3 ملايين جنيه (190 ألف دولار) من العملاء تحت شعار "تحديث البيانات"، وحذر بنك مصر وعدة بنوك أخرى بالبلاد حينها من الاحتيال المالي.
وعلى الرغم أن التحذير من عمليات الاحتيال شهد اهتماما كبيرا فإنه لم يستمر في الانتشار وهو ما أكد قوة القطاع وبالتالي لم يكن له آثار سلبية على أداء أسهمه بالبورصة المصرية وكذلك ببورصات المنطقة.
وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "مباشر كابيتال هولدنج" للاستثمارات المالية، إن تلك العمليات موجودة بجميع دول العالم مع اختلاف الأسلوب وبالتالي لم يكن لها تأثير سلبي على البنوك كقطاع وكأسهم وهو ما شهدناه خلال تداولات الأسبوع، مؤكدا أن الوقوع في فخ الاحتيال ناجم عن عدم وعي بعض العملاء.
ويعتقد أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة في أى ماركتس في مصر أن تأثير تلك العمليات لم يكن بالشكل الكبير على اسهم قطاع البنوك والمؤسسات المالية بعد تزايد التحذيرات مؤخرا من الاحتيال المالي, خاصة ان الاضرار على المواطنين لم تكن بالحجم الكبير والخطير الذي يهدد القطاع المصرفي, مضيفا انه تم بالفعل التدخل من اكثر من بنك لاسترجاع اموال المودعين بعد عمليات الاحتيال الذين تعرضوا لها، مع العلم ان ما تقوم به البنوك الان من معرفة الثغرات ومحاولة غلقها هو امر ايضا يدعو للطمأنينة بل سينعكس ايضا بزيادة الثقة بالقطاع.
وذكر أن العالم بالكامل يعاني من زيادة الهجمات الالكترونية حيث إن آخر تقرير صادر من شركة كاسبر سكاى يتحدث إن منطقة الشرق الأوسط تعرضت لـ 161 مليون هجوم مما يسمى بالبرمجيات الخبيثة بزيادة 17% عن العام الماضي.
وتوقع محمد راشد، أستاذ الاقتصاد في جامعة بني سويف، أن الارتفاعات التي شهدتها أسعار أسهم البنوك خلال الأسبوع تؤكد أن هناك تطمينات للعملاء وحملة الأسهم من قبل المؤسسات المالية وبأن اموال المودعين فى أمان تام وأن هناك صعوبة بالغة فى اختراق حسابات العملاء. وأكد أن هذا الأمر لا يعود إلى ضعف بنظم الحماية البنكية أو اختراق لبيانات العملاء وانما يرجع الأمر إلي عملية غش واحتيال علي العملاء جراء قلة الوعي.
وأكد أنه علي عملاء البنوك يتعين عليهم عدم الإفصاح عن بياناتهم الشخصية وحسابتهم البنكية لأى شخص كان بدعوى تحديث البيانات وخلافه وفى حالة ورود اي اتصال بهذا الشأن ينبغي الاتصال بالبنك او الذهاب إليه لتبين الأمر علما بأن البنوك عامة لا تلجأ فى العادي إلي هذا الطريق لتحديث البيانات ولكن الأمر فى أغلب الأحوال يكون من خلال رسالة هاتفية تطلب التوجه إلي البنك من قبل العميل.
وأشار إلى أنه يتعين على العملاء عدم إعطاء الباسورد الخاص بحساب الانترنت البنكي أو بأى من كروت الائتمان أو ال ATM لأي شخص، كما ينبغي عليهم أيضا التأكد من سلامة حساباتهم وعدم اختلاس أى مبالغ غير مستحقة منها بعد القيام بعمليات شراء عبر الفيزا كارد، إضافة لضرورة مراجعة حسابتهم باستمرار والاطمئنان الدائم جراء تعرضها لأي اعتداء أو حدوث عمليات سحب غير مشروع.
وبدوره، أكد مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، إن أسهم البنوك ستظل صمام الأمان للمستثمرين رغم عمليات الاحتيال المصرفي الموجودة بالفعل بجميع أنحاء العالم و ليس بالأمر الجديد و يرجع إلى عدم وعى المودعين بالتكنولوجيا الحديثة و لذلك تعمل البنوك حاليا على نشر ثقافة الانترنت البنكي و التحول الرقمي لزيادة الوعي.
يشار إلى أن الاحتيال الإلكتروني هو نوع من أنواع الجرائم الإلكترونية الذي يستخدمه المحتالون لاستدراج مستخدم شبكة الإنترنت للكشف عن معلومات شخصية حتى يتمكن هؤلاء المجرمون من استغلالها لصالحهم.
وهناك 8 أنواع رئيسية للاحتيال وهي (الاحتيال عبر الهاتف- الاحتيال عبر تحويل الأموال -الاحتيال عبر البريد الإلكتروني- احتيال خصوصية البيانات- الاحتيال عبر ماكينة الصراف الآلي- الاحتيال عبر بطاقة الشريحة البديلة- الاحتيال عبر الحبر السري- احتيال اليانصيب).
يُشار إلى أن هناك 7 نصائح يمكن لعملاء البنوك اتباعها لتجنب الاحتيال المالي:
1 - عدم إعطاء رقم حسابك المصرفي أو بيانات بطاقة الائتمان الخاصة بك لأي شخص عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني.
2- عدم الإفصاح عن أي تفاصيل كرد على بريد إلكتروني يُزعم أنه مرسل إليك من البنك الذي تتعامل معه.
3- في حال تلقيك لرسالة تحتوي على كلمة مرور تستخدم لمرة واحدة دون أن تطلب ذلك شخصياً، عليك تبليغ بنكك بذلك بشكل فوري.
4- احرص دائما على تحديث رقم هاتفك الحالي وبريدك الإلكتروني مع بنكك.
5- واظب على التحقق من كشوفات حساباتك المصرفية.
6- حافظ على أجهزة الهاتف المحمول والحاسوب الخاصة بك محمية بأنظمة مكافحة الفايروسات.
7- كن على حذر عند استخدام خدمة الإنترنت اللاسلكي (واي فاي) المجانية لإجراء المعاملات المصرفية عبر الإنترنت أو الوصول إلى بريدك الإلكتروني.
