TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

بين ارتفاع الأسواق الخليجية وأداء بورصة مصر العرضي..أين تستقر بوصلة المستثمر؟

بين ارتفاع الأسواق الخليجية وأداء بورصة مصر العرضي..أين تستقر بوصلة المستثمر؟
مستثمر أمام شاشة التداول في سوق الأسهم السعودية - أرشيفية

محمود جمال - مباشر: دفعت الارتفاعات المتلاحقة بمعظم أسواق المال الخليجية بعض متداولي الأسهم للتفكير في ترك مراكزهم الاستثمارية والذهاب لتلك البورصات والتي تلفت إليها أنظار الجميع وتحقق مكاسب قياسية منذ انطلاق العام الجاري وحتى الآن تزامنا مع ظهور توقعات باستمرار التعافي الاقتصادي من تداعيات كورونا وعودة قطاعات كبرى كالعقارات والسفر للنشاط.

ومنذ انطلاق العام الجاري، سجل سوق أبوظبي أعلى مستوياته على الإطلاق وسجل إلى الآن مكاسب للشهر الثامن على التوالي، كما سجل السوق السعودي أعلى مستوياته منذ عام 2014، وقفز سوق دبي لأعلى مستوياته أيضا في 16 شهرا.

وفي المقابل سجلت البورصة المصرية تراجعات متلاحقة خلال العام أفقدتها مستويات الـ 11 ألف نقطة ثم 10 آلاف نقطة مع سيطرة العمليات البيعية على الأسهم الكبرى واتجاه الأجانب للتخارج.

أما على مستوى التعاملات الأسبوعية، دفعت ارتفاعات أسعار النفط أغلب الأسواق الخليجية للصعود حيث ارتفع سوق دبي بنحو 0.7% ليسجل سابع أسبوع على التوالي من الارتفاعات محققا بذلك أطول سلسلة مكاسب أسبوعية منذ مطلع عام 2014 بدعم تألق سهم إعمار العقارية، وسجل السوق السعودي أسبوعا أخر من المكاسب مع اقترابه من كسر حاجز 11 ألف نقطة .

وارتفعت بورصة قطر 0.2% لتسجل أول ارتفاع له بعد أسبوعين متتاليين من الانخفاض بدعم سهم صناعات قطر، أما في الكويت، فصعد المؤشر الأول بنحو 1.5% مسجلا الأسبوع الثالث على التوالي من الارتفاعات وحقق بذلك أعلى إغلاق أسبوعي له في 16 شهرا.

وقال محللون لـ"معلومات مباشر"، إن الارتفاعات التي سجلتها كثير من بورصات الخليجية فيما عدا "مصر" منذ بداية العام تأتي في ظل ارتفاع أسعار النفط والتي تعتمد عليها إيرادات تلك الدول بالإضافة إلى وضوح الرؤية بالنسبة لخطط الطروحات الأولية للشركات القوية الجاذبة للاستثمار الأجنبي.

وأشار المحللون، إلى أن الاختيار الصحيح للأسهم مع الاستعانة بالمعلومات الموثوقة عن الشركات يدفع المستثمر لتعويض خسائره بل وحصد مكاسب جديدة.

10 فوائد للقيد المزدوج.. هل يصبح عامل إيجابي لإنعاش الأسواق وجذب المستثمرين؟ - معلومات مباشر

اختيار مناسب

يرى محمد سعيد محلل أسواق المال، أنه على المستثمر بأسواق المال والمتابع للأسعار عن كثب مابين ارتفاع وانخفاض منذ بداية العام يجب أن يكون محدد الطريقة المناسبة له بالاستثمار إما تكون طريقة الاعتماد على التحليل الفني السعري للأسهم حيث تعتمد هذه الطريقة  على أن مبدأ أن الاسعار تتحرك في اتجاهات صاعدة أو هابطة أو عرضية وأنها تميل للاستمرار فى ذات الاتجاه وهذه الاستراتيجية تلائم المستثمر قصير الآجل والأكثر تقبلا للمخاطر. 

وأشار إلى أن الاستراتيجية الثانية هي الاعتماد على الأداء المالي للشركات بغض النظر عن حركة السهم، موضحا أن استخدام هذه الاستراتيجيات يصلح للمفاضلة بين الأسواق  كما يصلح للمفاضلة بين القطاعات داخل السوق الواحد بل وحتى اختيار الأسهم تحديداً التي يستثمر بها. 

وأوضح أن الأرجح والانسب حاليا للأسواق الأرخص سعراً والتي تتحرك على الأقل فى اتجاه عرضى كالسوق المصرى الذى تتداول فيه الأسهم عند مستويات تقل كثيراً عن قيمتها العادلة وبالتالى لديها فرص للصعود أكبر من الأسهم التى حققت بالفعل مكاسب جيدة منذ بدأت التحرك من مستويات المنخفضة. 

دورات زمنية 

قال محمد جاب الله، رئيس قطاع تنمية الأعمال والاستراتيجيات بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية، لـ"معلومات مباشر"، إن الاستثمار يستهدف المستقبل وليست العبره بارتفاع الأسواق أو انخفاضها حيث إن من هو صاعد سيهبط ومن هو هابط سيصعد وهي ما إلا دورات زمنية حتمية وقانون ثابت لا يتغير. وأشار إلى أنه لايمكن إغفال الطفرة الاقتصادية بالسعودية والإصلاحات الهيكلية هناك ولهذا تصعد السوق السعودية. 

أما بالنسبة للبورصة المصرية، فأوضح جاب الله، أنها مرت بظروف صعبة للغاية وقد تتغير في الفترة المقبلة حيث يمر المؤشر الرئيسى الثلاثني حاليا بفترة عرضية تجميعية تمهيدا لانطلاقه كبرى.

وأشار إلى أنه في المقابل فإن المؤشر السبعينى يمر بعمليات تصريفية ممنهجة نظرا لقرب انتهاء دورة صعوده.  وتوقع تخطي المؤشر الجلسات المقبلة مستوى 10000 نقطة ليصل لمستويات  10100 - 10300 نقطة، لافتا إلى أنه بحلول شهر سبتمبر 2021 سيتم اختبار مستوى 12000 نقطة.

Egypt gears up for resumption of government IPOs

الأفضل للاستثمار

وقالت حنان رمسيس الخبيرة الاقتصادية لدى شركة "الحرية لتداول الأوراق المالية"، لـ"معلومات مباشر"، إن من الأفضل بالاستثمار بأسواق المال المزج بين اختيار أسهم في البورصة المصرية والاسواق العربية ولكن في قطاعات معينة مثل العقارات والاغذية والمشروبات والسياحة والترفية، مشيرة إلى أن من لديه صبرا كافي على الأسواق فإن فرص الصعود الأكبر ستكون للبورصة المصرية.

وأوضحت أن المستثمر إذا كان يميل للمتاجرات السريعة ولديه القدرة على تحمل المخاطر العالية فعليه الاتجاه إلى الاسواق العربية وخاصة الاسواق التي حققت طفرات سعرية قوية ووصلت مؤشرتها لمستويات قياسية.

تنويع وموازنة

وأكد محمد كمال، المدير التنفيذى لشركة الرواد لتداول الأوراق المالية لـ"معلومات مباشر"، إن التنويع في الاستثمار سواء في الاسواق او القطاعات خطوة مهمة بمعني إن التنوع بمحفظتك الاستثمارية بين الأسواق الناشئة.

وبين أنه من المهم أن تكون النسبة لأكبر للسوق الذي لم يحالفه الحظ في تحقيق ارتفاعات قوية إلى الآن وبالنظر لأداء الأسواق نجد أنه هو السوق المصري، اما الاستثمار في الاسواق التي سبقت وتعتبر في قمم يكون الوزن النسبي الاقل.

وذكر محمد راشد أستاذ الاقتصاد في جامعة بني سويف، أن علي المستثمر الموازنة والتنويع بين البورصات المختلفة كأحد الاستراتيجيات الأساسية لتقليل المخاطر حيث إن هناك بورصات تقفز بمعدلات سريعة وامامها فرص جديدة للصعود  كالبورصة السعودية وبالتالي يمكن للمستثمر الشراء عندما يجنح السوق نحو التصحيح والبيع.

وأشار إلى أنه لتحقيق أعلي عائد ممكن فى الأجل القصير يجب الاستعانة بالتحليل الفنى للكشف عن المستويات المناسبة للدخول والخروج من الاستثمار.

Saudi Arabia commerce head urges end to business with Turkish companies in Kingdom : Al Arabiya English

وبدوره، قال محمد عبدالهادي، المدير العام لدى شركة وثيقة لتداول الأوراق المالية إن تحرك البورصات مثل تحرك الدورات الاقتصاديه من ركود الي انتعاش وصعود ثم تأتي مرحله الانخفاض ومع ارتفاع كافه البورصات العربيه وتحقيق وسائل جذب لاستثمارات وخصوصا الأجانب وتحقيق لمؤشرتها ارتفاعات قياسية مقارنه ما قبل كورونا. وأشار إلى أن المؤشرات السعودية هي من أبرز تلك المؤشرات حيث إنها إبان جائحة كورونا مؤشرها الرئيسي كان عند مستوى 5900 والان قرب 11000 نقطة بدافع من محفزات جاذبه لاستثمار الأجنبي وارتفاع أسعار النفط أما البورصه المصريه قبل الجائحة  مؤشراتها ١٤٠٠٠ نقطه والآن قرب ٩٨٠٠ نقطة.

وأكد أن البورصه المصريه تحتاج الي تحرك داخلي لجذب تلك السيوله من إعطاء محفزات استثماريه وتغير منهجيه المؤشرات حتي تعبر عن أداء شركاتها دون سيطره سهم فقط وكذلك محاوله تحفيز الشركات في برنامج طروحات جديدة تزامنا مع كافة التقارير الاقتصادية العالميه التي صدرت مؤخرا وأكدت أن اقتصاد مصر اصبح مرن ضد الصدمات.

أسواق قوية 

وقال حسام عيد مدير الاستثمار بشركة إنترناشيونال لتداول الأوراق المالية، إن عند مرور الاسواق المالية القوية بموجة جني ارباح وهبوط مؤشرتها واسعار الاسهم القيادية تكون الاسعار جاذبة للاستثمار وتكون هناك فرصة قوية للبدء في فتح مراكز مالية جديدة ذات ارباح قوية.

وأضاف أن انخفاض مستويات الاسعار باي سوق مالي قوي تكون فرصة قوية لضخ الاموال وتحقيق ارباح مرتفعة مع نسبة مخاطرة منخفضة مع انتهاء موجات التصحيح وصعود مستويات الاسعار وتحقيق مستهدفات المؤشرات والاسهم.

أما الأسواق التي تشهد ارتفاعات قياسية، أشار إلى أن فيها تكون هناك مخاطرة مرتفعة بالنسبة للاستثمار وفتح مراكز مالية في ظل ارتفاع مستويات الاسعار لارقام قياسية.

ومن جهته، نصح نور الدين محمد رئيس شركة تارجت للاستثمار، في تصريحات لـ"معلومات مباشر"، بعدم الاتجاه إلى الأسواق التي ارتفعت بقوة شديدة الفترة الماضية لان اغلب الاسهم بها وصلت الي مستويات عالية و قد تشهد موجات من جني الارباح قد تؤثر بشكل كبير علي المستثمرين الجدد. 

أما بالنسبة للبورصات العرضية التي لم ترتفع إلى الآن، أفاد بأنه من الأفضل بناء مراكز جديدة بها مع التحوط الشديد لوجود بعض القلاقل مثل موضوع ملف سد النهضة و ما يحدث فيه من جديد كل فترة. وأوضح أن السياسات الضريبة الواضحة و الاستثمارية المستقرة هي أهم الأسباب التي دفعت السوق السعودي الفترة الماضية للصعود بقوة علي حساب بعض الاسواق الآخرى المنافسه له.

Saudi Aramco shares shed post-IPO gains as oil dives due to coronavirus : The Times of Israel

سيولة واتجاه 

أفادت دعاء زيدان، خبيرة أسواق المال بشركة تايكون لتداول الأوراق المالية، بأن اختيار السوق يتم علي اساس قوة السيولة والاتجاه ومقياس المخاطرة، موضحا أن كل مستثمر اختياره حسب نوعيته وهل هو مضارب علي المدي القصير أو مستثمر متوسط الأجل أو مستثمر طويل الأجل وعلي هذا الأساس يتم الاختيار.

وبينت أن المضارب يتجة الي الأسواق ذات الاتجاهات الصاعدة والسيولة القوية ويتحمل مخاطرة أعلي أما مستثمر متوسط وطويل الأجل بيجمع في الأسواق ذات الاتجاه العرضي المائل للهبوط على فترات طويلة في أسهم قوية ماليا.

أموال ذكية

أكد مينا رفيق، مدير البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية، لـ"معلومات مباشر"، أنه رغم التفاف المستثمرين نحو الاسواق الصاعدة نظرا لتحقيق مكاسب قوية وسريعة مثل البورصة السعودية و الاسواق الامريكية و الاوروبية على غرار المثل الشعبى حسن السوق ولا حسن البضاعة الا انها تشكل مخاطرة عالية نظرا لتداول الاسهم بمضاعفات ربحية عالية بالاضافة الى زيادة حجم الشراء الهامشى بهذه الاسواق والتى تحمل مخاطر ضغوط بيعيه اقوى اثناء عمليات جنى الارباح. 

وأشار إلى أن على العكس تتجه الاموال الذكية لاقتناص الفرص فى الاسواق الهابطة نظرا لارتفاع هوامش الربحية مقابل المخاطرة وذلك نظرا لتداول هذه الاسواق بمضاعفات ربحية ضعيفة و جاذبة مثل البورصة المصرية و مع الاخبار الجيدة من اعمال نتائج الشركات و تعافى الاقتصاد و الاصلاحات الهيكلية و استئناف برامج الطروحات، متوقعا أن يتشجع المستثمرين الاجانب مره اخرى بجانب المؤسسات لاقتناص الفرص ليتحول السوق من اتجاه هابط الى اتجاه عرضى ثم صاعد.

تخفيض مخاطر 

وأوضح محمد حسن، العضو المنتدب لدى بلوم مصر للاستثمارات المالية،  لـ"معلومات مباشر"، إن  استثمار اموالك بشكل أمن لتخفيض المخاطروللحد من الخسائر لابد من اختيار الاسواق بعناية والتركيز على الاسواق التى بها فرص نمو كبيرة مع احتساب نسبة المخاطرة.

وأوضح أن ذلك نراه بالسوق السعودى حيث إنه ارتفع بشكل كبير بعد ازمة كورونا وفرص استمرار الصعود موجوده ولكنها ليست بنسبة كبيرة ولابد من بعض التصحيحات لجنى الارباح وذلك على عكس السوق المصرى انخفض ليقترب من مستويات ازمة كورونا بالرغم من الاخبار الايجابية على معظم الاسهم انما هناك تخوف او قلق من المستثمرين لضخ مزيد من الاموال فى البورصة المصرية وهو سبب نفسى وبدعم من انخفاض سهم البنك التجارى الدولى فمجرد ان نرى دخول مشترى فى سهم البنك التجارى و فورى قد يزيد من حماسة المستثمرين للدخول بأموال جديدة فى البورصة.

وأكد أن السوق المصرى واعد كل التقارير على الدولة المصرية ايجابية وتوقعات بمستقبل باهر للاقتصاد المصرى وبمخاطر قليلة بالإضافة الى ان السوق المصرى يقترب من مناطق الدعم رئيسية وهامة وهي 9800 الى 9200 نقطة فهذا يعنى اننا بالقرب من القاع المحتمل تكوينه فى هذه الفترة عند هذه المناطق.

ونصح المستثمرين بتكوين محافظ واختيار الاسهم بعناية شديدة فى هذه الفترة ونؤكد على ان البورصة استثمار وليست مضاربة وحان وقت الاستثمار فى الاسهم القيادية التى اقتربت على تغير اتجاهها ومن ثم تحقيق ارباح كبيرة تعوض كل الخسائر الماضية.