TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

ثلاثة مبادئ رئيسية لتعزيز مرونة الأعمال خلال جائحة "كوفيد-19"

ثلاثة مبادئ رئيسية لتعزيز مرونة الأعمال خلال جائحة "كوفيد-19"
يوتا بارون، المدير المالي لدى فورد، الأسواق المباشرة

يوتا بارون، المدير المالي لدى فورد،  الأسواق المباشرة

مضى عام على بدء تفشي جائحة "كوفيد-19" التي غيرت عالمنا المعهود، لكن هذه الأزمة العالمية علمتنا جميعاً أزمتها العالمية غير المألوفة دروساً قيمة، وأبرزت حاجة الشركات الماسة للتحلي بأسس قوية أكثر من أي وقت آخر وامتلاك القدرة على العمل في ظروف يهيمن عليها انعدام اليقين، وإرساء دعائم مرونتها بسرعة.
ولم يسلم قطاع بعينه حول العالم من التداعيات التي ألقت بها الجائحة. واستجابة لهذه الأزمة المستمرة، أظهرنا في أسواق فورد المباشرة مرونتنا الفائقة وحرصنا على تخطي أهدافنا التجارية بالاستفادة من مواردنا سعياً لتجاوز الصعوبات التي ألمت بمشهد مزاولة الأعمال. وكانت دائماً صحة وسلامة موظفينا وموزعينا وعملائنا وشركائنا أولويتنا القصوى، وشكلنا لهذا الغرض فرق عمل متخصصة تعمل على مراقبة حالة تفشي الفيروس المستجد، بما يشمل أحدث التوجيهات والتدابير الموصى بها من قبل السلطات المحلية والعالمية، والإجراءات المطبقة ضمن سلسلة التوريد. وانطلاقاً من حرصنا المطلق على تحسين حياة الجميع ووقايتهم من تفشي المرض، نجحنا باغتنام الفرص الكامنة في قلب التحديات، لندخل في رحلة جديدة لتصنيع المستلزمات الطبية لم نكن لنتخيل حدوثها سابقاً.

منحتنا مرحلة الجائحة فرصة قيّمة لإظهار مدى حرصنا على رعاية الجميع بأسلوب جديد، علاوة على تقييم عمق مرونتنا المؤسسية. ويعود فضل نجاحنا بتخطي التحديات التي واجهتنا إلى المبادئ الرئيسية الثلاثة التي أعتقد أن دورها كان أساسياً في تجاوز شركتنا المرحلة السابقة، وهي: النزاهة؛ والتحسين المستمر؛ وقبول التغيير بشغف.  

ويعتبر المبدأ الأول، النزاهة، مرتكزاً رئيسياً للقيادة الحقيقية الناجحة ويساهم بتعزيز ولاء وثقة الأطراف المعنية. وباعتبارنا شركة عائلية، ندرك لدى فورد أن كوادر عملنا هم القلب النابض لمؤسستنا، ويعرف كلّ فرد منا دوره ومسؤوليته لتحقيق نجاح الشركة. لذلك نوجه أقصى درجات الاهتمام لموظفينا، ونعاملهم كعائلة واحدة ونحرص دائماً على تمكينهم. وبالنسبة لي، فإن أساس النجاح لأي مؤسسة يقوم على وضع احتياجات أفراد العمل في المقام الأول، والتعامل معهم وفق أرقى قيم الشفافية، علاوة على توفير ثقافة العمل الإيجابية والمثمرة.

نعيش اليوم في عصر رقمي بامتياز، ويبدو جلياً دور التقنيات الرقمية في حياتنا اليومية، إذ تعمل على توثيق كل لحظة من حياتنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالمشاهدات والتعليقات والتفاعل. وبالتالي، فإن هذا المستوى المرتفع من الانكشاف على العامة يقود لنشوء المخاطر ويفرض على الشركات إدارة علاقاتها بحكمة وتروي. وقد عززت الجائحة من توجه الناس للعمل لدى الشركات الحريصة على التأثير إيجاباً في المجتمع وترعى كوادر عملها بأفضل شكل ممكن. لذلك باتت قيم العلامات التجارية وأطرها الأخلاقية تصوغ سبل تعاطي الموظفين والعملاء على حد سواء مع العلامات التجارية، وأصبحت أهدافها تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى.


يقودنا السياق المذكور آنفاً إلى المبدأ الثاني الذي يساعد الشركات على الازدهار، حتى في أحلك الظروف، وهو تلبية احتياجات المستهلكين والاستثمار في التحسين المستمر. فمن الأهمية بمكان الاعتراف بأن المستهلكين هم المرتكز الرئيسي لنمو الشركات ويمثلون قناة حيوية لتعزيز سمعتها واستقطاب العملاء الجدد. لذلك، وللوصول إلى العملاء الجدد، يتعين علينا بدايةً الاحتفاظ بالعملاء الحاليين عبر أسلوب تواصل ثنائي الاتجاه يمنحنا لمحة عن كفاءة نموذج عملنا ويقبل آراءهم لإنشاء حلول فعالة وقائمة على الاحتياجات الواقعية. ومن هذا المنطلق، وفي ظل الضغوط المالية التي وضعتها الجائحة، حرصنا على إيجاد السبل الأمثل لدعم عملائنا الذي وضعوا ثقتهم الكاملة بعلاماتنا التجارية، فورد ولينكون. وبالتالي، أطلقنا خطة الإعفاء من الدفعات للعملاء الذين اعترضتهم التحديات المالية في إشارة واضحة على دعمنا الدائم لعملائنا. فلاشك أن التطوير، برأيي، ليس محصوراً بالمنتج بعينه، بل يفرض الحصول على نظرة شاملة على سبل مزاولة الأعمال، والتأكد من أنه نموذج العمل هو الأمثل لتلبية تطلعات العملاء.  

وبالنسبة لآخر المبادئ وهو قبول التغيير بشغف. فيدور في مضمونه حول طرح الأسئلة الصحيحة، والإصغاء جيداً للآراء. وسواءً كانت هذه الآراء صادرة عن العملاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر إطلاق الحملات البحثية الواسعة، يجب علينا الإصغاء جيداً والتحلي بالفضول والحذر نظراً للتغيرات السريعة الحاصلة في عالمنا اليوم. وأؤمن بأن الفضول يتيح لأي مؤسسة هيكلة مقاربتها بناءً على قرارات مدروسة ومستخلصة من المعرفة الدقيقة وقادرة على إحداث نقلة نوعية لتبني الممارسات الجديدة المثلى. وإذا ما نظرنا لمرحلة الجائحة السابقة، سنجد بالفعل العديد من الشركات التي نجحت بتغيير هيكلية عملها في غضون أسابيع فقط للتأقلم مع الظروف التي أحاطت بها. ولعل الشركات التي نجحت بتحقيق التغييرات المطلوبة وفق أرقى أسس المرونة والسرعة دون الخوف من التغيير، قد قامت بذلك بالفعل قبل وقت طويل من وقوع أزمة الجائحة.

لا يمكن لأحد إنكار أن العام الماضي سيكون عصياً على النسيان نظراً لحجم الدروس التي تعلمها الجميع دون استثناء، على المستويين المهني والشخصي. والجانب المشرق من تلك الظروف هو تحويل أسلوب عملنا وتعزيز مرونتنا وتركيزنا الكبير على الصحة والعافية. وقد نجحنا كشركة بقبول تلك التغييرات وأعلنا عن رحلة تحول عالمية نحو المزيد من المرونة ونموذج العمل الهجين الذي وحد الموظفين بصرف النظر عن مكان تواجدهم لأداء مهامهم. كما وضعتنا جائحة "كوفيد-19" في اختبار حقيقي للعمل عن بعد وأكدت لنا على أن أسس العمل المرنة قادرة على تحقيق المطلوب من الموظفين والشركة على حد سواء. وقد كان دعم بعضنا الآخر عبر نشاطات العمل الجماعي الافتراضية المليئة بالإبداع أمراً ملهماً بكل المقاييس. وفي الختام، أؤكد على أن هذه الجائحة علمتني وعلمت فريق عمل فورد أهمية رعاية الأشخاص المحيطين بنا والتواصل معهم دائماً في كافة الظروف. وفي نهاية المطاف، لابد أن تأتي العلاقات الإنسانية الوثيقة في المقام الأول، سواءً مع الشركاء أو الأطراف المعنية أو الموردين أو العملاء أو الأصدقاء أو حتى العائلة.

 

ترشيحات:

الإمارات تسجل 2081 إصابة جديدة بكورونا و4 حالات وفاة