مباشر - إيناس بهجت: شهدت أسواق المال الإماراتية صفقات اندماج واستحواذ بين شركات كبرى جذبت المستثمرين لأسهمها خلال عام 2020 في ظل تحديات "كورونا".
ووفقاً لمسح "مباشر" اتجهت الأنظار إلى 5 صفقات اندماجية واستحواذية كبرى، وكان الهدف الرئيسي لها هو التغلب على التحديات وتخفيض التكاليف.
قطاع الإغذية
وكان قطاع الإغذية من ضمن القطاعات التي شهدت تأسيس كيان وطني جديد يقوده الشركة القابضة العامة "صناعات"، والمملوكة للحكومة بعد الاندماج مع مجموعة أغذية.
وبعد الموافقة على إتمام الصفقة يتم نقل ملكية غالبية أعمال "الفوعة" إلى "أغذية"، لإنشاء واحدة من أكبر 10 شركات في مجال إنتاج الأغذية والمشروبات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتنص الاتفاقية المحتملة على أن تقوم شركة "صناعات" بتحويل إجمالي الأسهم المصدرة لشركة "الفوعة" باستثناء (مزرعة الفوعة للتمور العضوية في العين) إلى أغذية.
فيما ستصدر "أغذية" لصالح "صناعات" في المقابل أداة للتحويل إلى 120 مليون سهم عادي في أغذية عند إغلاق الصفقة.
ومن المتوقع أن تساهم الصفقة في تعزيز الميزانية العمومية لأغذية، وتمكنها من تعزيز موقعها المالي ومرونتها التشغيلية لتمكينها من تنفيذ عمليات استحواذ محتملة في المستقبل، إذ من المتوقع إغلاق هذه الصفقة قبل الربع الأول من عام 2021 أو خلاله.
جاء ذلك وسط سعي شركات الأغذية في الإمارات، إلى مُضاعفة إنتاجها بهدف تلبية احتياجات الغذاء للسكان والسعي على تحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل الظروف الحالية التي أوجدتها جائحة "كورونا" على الصعيد العالمي.
يأتي ذلك تزامناً مع اعتماد رئيس الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2020، بشأن تنظيم المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية في الدولة حرصا على تعزيز قطاع الأغذية والسعر نحو الاكتفاء الذاتي.
قطاع النفط والغاز
في ظل ما يعانيه قطاع النفط من ظروف صعبة، وتضرر الطلب على منتجات القطاع بشدة بسبب تفشي وباء كوفيد-19 "كورونا المستجد"، وافق مجلس إدارة شركة الجرافات البحرية الوطنية، يوم 3 سبتمبر/أيلول الماضي، على تقرير التقييم الذي أعدته "كي بي إم جي" على عرض الاستحواذ المقدم من مساهمي شركة الإنشاءات البترولية الوطنية.
وتؤسس الصفقة المقترحة كياناً وطنياً وإقليمياً متكاملاً فـــي مجال الهندسة والمشتريات والتشييد، بما تمتلكه المجموعة الموحدة من بصمة راسخة في الأسواق الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
وستكون المجموعة واحدة من أكبر الشركات المتكاملة في مجال الهندسة والمشتريات والتشييد بقطاع النفط والغاز والخدمات البحرية في المنطقة، بإيرادات متكاملة تقدر بـ 8.8 مليار درهم.
وتهدف الصفقة إلى تعزيز إدراج "الجرافات البحرية" الحالي في سوق الأسهم، بما يجعل المجموعة الموحدة واحدة من أكبر الشركات المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
ومن خلال تطبيق سعر التحويل المقترح على قيمة حقوق الملكية لشركة الإنشاءات، فإن قيمة حقوق الملكية الضمنية لـ"الجرافات" ستكون 1,1 مليار درهم.
قطاع العقارات
شهد قطاع العقارات تنفيذ صفقة استحواذ تقودها شركة إعمار العقارية، بحلول السادس من أبريل/نيسان 2020، عبر توقيع اتفاقية مع الشركة الوطنية للتبريد المركزي "تبريد"، حيث تستحوذ "تبريد" على حصة تبلغ 80 بالمائة من وحدة مملوكة لشركة "إعمار" متخصصة بتبريد منطقة وسط مدينة دبي.
وتصل قيمة الاتفاقية 2.48 مليار درهم ما يعادل 675 مليون دولار، وإلى جانب ذلك تمكن الاتفاقية، شركة "إعمار" بالاحتفاظ بنسبة 20 بالمائة ضمن إطار شراكة طويلة الأمد مع "تبريد"
وسيزود هذا الامتياز الحصري طويل الأمد ما يصل إلى 235 ألف طن تبريد إلى أبرز المشاريع والوجهات في إمارة دبي من خلال أكبر منظومة للطاقة المتكاملة ذات الكفاءة العالية في العالم.
وستصل الطاقة الإنتاجية لـ"تبريد" في إمارة دبي إلى 278.8 ألف طن تبريد، وهو ما سيرفع إجمالي طاقتها الإنتاجية بنسبة 12.6 بالمائة إلى 1.3 مليون طن تبريد من خلال 83 محطة لتبريد المناطق.
وتوقعت "إعمار" أن يكون الأثر المباشر على الموقف المالي هو زيادة إجمالي صافي الأصول ليصل تقريباً 2.3 مليار درهم خلال الربع المالي للصفقة، ويتوقف ذلك على تأكيد نهائي من المدقق المالي.
وتوالت أنباء خلال العام عن شركة داماك العقارية حول استحواذات وتحويل الشركة لخاصة من أجل رفع سعر السهم، وتحويل الشركة إلى شركة خاصة وسعي الشركة الممثلة لرجل الأعمال حسين سجواني الاستحواذ على "داماك".
ويدرس رئيس مجلس إدارة شركة داماك العقارية حسين سجواني شراء حيازات مساهمي الأقلية وجعل الشركة البالغة قيمتها 1.1 مليار دولار والمدرجة في بورصة دبي شركة خاصة.
وكان يدرس سجواني الصفقة منذ أواخر 2019 بعد تراجع سعر سهم داماك على مدار العامين الماضيين.
وتفيد بيانات "رفينيتيف" بأن سجواني، الذي اشترى من خلال شركته للاستثمار الخاص في العام الماضي بيت الأزياء الإيطالي روبرتو كافالي، يملك حاليا حصة 72.2 بالمائة في داماك، كما أنه يجري محادثات مع بنوك لتمويل الصفقة.
قطاع الطاقة
وشهد قطاع الطاقة كذلك إنشاء أكبر مؤسسة لإنتاج الطاقة في 7 أبريل/نيسان الماضي، من خلال اعتماد مجلس إدارة شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة)، المقترح بشأن صفقة الاستحواذ على معظم أصول الكهرباء والمياه لدى مؤسسة أبوظبي للطاقة.
وتقضي الصفقة، بإنشاء واحدة من كبريات شركات المرافق في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
ويموجب الصفقة، يتم تحويل ملكية معظم شركات وأصول توليد ونقل وتوزيع المياه والكهرباء التابعة لمؤسسة أبوظبي للطاقة إلى شركة "طاقة"
ويكون تحويل تلك الملكية مقابل إصدار الأخيرة 106.37 مليار سهم جديد لصالح مؤسسة أبوظبي للطاقة، بحيث ستكون "طاقة" ثالث أكبر شركة مساهمة عامة مدرجة في أسواق المال الإماراتية من حيث القيمة السوقية.
ورفعت وكالة موديز لخدمات المستثمرين "موديز"، تصنيف شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة" إلى Aa3 من A3 وتصنيفها قصير المدى إلى P-1 من P-2 تزامنا مع اكتمال الاندماج مع مؤسسة أبوظبي للطاقة.
كما أعلنت مؤسسة موانئ أبوظبي عن استحواذها على شركة ميكو للخدمات اللوجستية وذلك للاستفادة من خبرتها وقدراتها في تقديم الحلول اللوجستية المتكاملة، دون الكشف عن القيمة المالية للصفقة.
وسترسخ صفقة الاستحواذ موقع موانئ أبوظبي كمركز رائد للتجارة وحلول سلاسل التوريد العالمية، كما تُعزز هذه الصفقة أيضاً قدرة موانئ أبوظبي على ربط الأسواق العالمية بمنطقة الخليج ودولة الإمارات.
ترشيحات
بعد اكتشاف لغم ملتصق بناقلة نفط .. العراق: لا خطورة على عمليات تصدير الخام
