TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تحليل: هل تلجأ "أرابتك القابضة" إلى التصفية بعد خسارة أغلب رأسمالها؟

تحليل: هل تلجأ "أرابتك القابضة" إلى التصفية بعد خسارة أغلب رأسمالها؟
أحد مشاريع أرابتك

مباشر - إيناس بهجت: عادت أزمة شركة أرابتك القابضة في الظهور مرة أخرى بعد أقل من عام عاش فيه المستثمرون بين آمال نجاح إعادة الهيكلة والمخاوف من اللجوء للتصفية بعد الإعلان عن خسائر محت أغلب رأسمالها، وهو الخيار الغير مطروح ولا يتوقعه الكثير.

وبحسب بيان رسمي، خسرت شركة أرابتك القابضة في النصف الأول من عام 2020، قيمة 794 مليون درهم إمارتي ناجمة عن أعمال الإنشاء (أرابتك للإنشاء)، مقابل أرباح بلغت 58 مليون درهم في النصف المقارن من 2019، استناداً إلى نتائج أعمال الشركة الأخيرة على موقع سوق دبي المالي.

ومن المقرر أن تعقد شركة أرابتك القابضة اجتماع الجمعية العمومية للتصويت على حل الشركة أو اعتماد خطة إعادة هيكلة مناسبة في غضون شهر واحد من الإعلان عن النتائج النصف السنوية.

يأتي ذلك بعد أن وافق مجلس إدارة الشركة في اجتماعه الذي عقد مؤخراً، على تعيين وليد أحمد المقرب المهيري عضواً ورئيساً لمجلس الإدارة، في قرار أعاد الثقة للمستثمرين في وقتها، "حسبما أفاد محللون".

وعلق وضاح الطه الخبير بأسواق المال، عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد تشارترد للأوراق المالية والاستثمار لـ"مباشر"، أنه من الصعب من الناحية القانونية أن تتجه الشركة إلى التصفية، إلا أن وضعها صعب للغاية من الناحية المالية.

وبالرجوع إلى القوائم المالية للشركة، أظهرت الشركة نقاطاً رئيسية أدت إلى خسائرها خلال الفترة الممتدة من مطلع العام الجاري، وحتى نهاية يونيو/حزيران الماضي.

وفي بيان رسمي للشركة على موقع سوق دبي المالي، أوضحت الشركة أن مقدار الخسائر المتراكمة لديها يبلغ 1.46 مليار درهم، تشكل 97.22 بالمائة من رأسمالها البالغ 1.5 مليار درهم.

وأكد وضاح الطه أن وضع الشركة يتطلب ضخ سيولة كبيرة خصوصاً أنها لم تكن المرة الأولى التي ضخت فيها سيولة ورفعت رأسمالها بعد أن تآكل بالكامل في المرة الماضية عام 2016 وصولاً لمبلغ 4.6 مليار درهم قبل أن تعيد هيكلتها في عام 2017 وأعادت أعمالها في عام 2018.

وبالفعل عادت الشركة إلى تحقيق ربحية في عام 2018 بقيمة 256.29 مليون درهم، لكنها تكبدت خسائر بقيمة 774.49 مليون درهم في عام 2019، وفقاً للقوائم المالية للشركة.

وأضاف خبير أسواق المال أن رأس المال يصل اليوم في عام 2020 إلى مبلغ 1.5 مليار درهم، إذ يعني ذلك أن رأس المال تآكل بالكامل أيضاً بسبب الخسائر المتراكمة على الشركة بنحو تجاوز 97 بالمائة، إذ وصلت خسائرها المتراكمة إلى 1.45 مليار درهم.

عوامل ضاغطة 

وأوضحت الشركة أن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى بلوغ هذه الخسائر المتراكمة هي محدودية السيولة في قطاع العقارات والإنشاءات، ما أدى لحالات تأخير في عديد من المشاريع، وتكبد تكاليف إضافية متصلة بالتأخير.

وأشارت أرابتك إلى أن تباطؤ القطاعات العقارية، أدى لمحدودية الفوز بمشاريع جديدة في عام 2020، وحالات تأخير في التسويات واسترداد المستحقات والمطالبات، ما أدى لانخفاض التدفقات النقدية وإلى رصد مخصصات إضافية.

كما  أكدت الشركة أن تأثير جائحة كوفيد-19 تسبب بإبطاء وتيرة إنجاز المشاريع وزيادة التكاليف، بالإضافة إلى تباطؤ نشاط القطاع العقاري وبالتالي محدودية الفرص الجديدة المتوفرة.

وأضافت أن حالات التأخير الكبيرة والزيادة في التكلفة المتوقعة لبعض المشاريع الرئيسية أدت لتكبد خسائر إضافية في النصف الأول من عام 2020.

خيارات أمام الشركة 

لفت وضاح الطه الأنظار إلى قانون الشركات في الإمارات رقم 2 لعام 2015 المادة 302، إذ ينص على أنه في حال تعدت الخسائر المتراكمة 50 بالمائة، فإنه يجب الدعوة إلى جمعية عمومية، ويتم اتخاذ القرار لحل الشركة أو الاستمرار.

وأوضح المحلل المالي أن الفيصل هو قرار الجمعية العمومية عن أسباب الخسائر وتفاصيل وبنود الخسائر التفصيلية، لافتاً إلى أهمية توضيح طرق معالجتها ليكون الوضع أكثر وضوحاً أمام المستثمرين.

وقال إن هذا ينطبق على الشركات التي تجازوت خسائرها 50 بالمائة، مثل شركتى الاتحاد العقارية ودبي انترتينمنت. 

من جانبها نوهت الشركة عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها لمعالجة الخسائر المتراكمة، حيث إنها ستركز على إقفال وتسليم جميع المشاريع القديمة والمشاريع المقرر إنجازها على المدى القصير من أجل الحصول على شهادات الاستحواذ، واحتواء التكاليف.

هذا بالإضافة إلى متابعة جميع الاستحقاقات القانونية والتجارية من خلال جميع القنوات الممكنة لضمان واستعادة الحقوق التعاقدية للمجموعة، وإعادة هيكلة لاستمرارها بما في ذلك الدمج والتحول لخفض التكاليف التشغيلية.

وأشارت الشركة إلى أنها ستبيع الأصول غير الرئيسية لزيادة حجم السيولة لديها.

ومن المتوقع أن يتم تشكيل لجنة إعادة الهيكلة برئاسة عضو مجلس إدارة مستقل والتعاقد مع شركة استشارية لإعادة هيكلة رأس المال والديون.

وانعكاساً على السهم فوصلت قيمته السوقية إلى 1.24 مليار ردهم، مقابل نهاية يوليو/تموز الماضي عند قيمة 1.91 مليار درهم، بخسائر سوقية بقيمة 670 مليون درهم.

وتراجع سعر السهم من 1.27 درهم مع ختام تعاملات الشهر المنتهي إلى أن يصل اليوم إلى 0.829 درهم، هابطاً بنسبة 34.7 بالمائة.

ترشيحات:

97.2% من رأسمالها.. نسبة الخسائر المتراكمة لـ"أرابتك القابضة"