TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

ما هي محركات التعافي الاقتصادي في الصين؟

ما هي محركات التعافي الاقتصادي في الصين؟

مباشر - سالي إسماعيل: تعافي اقتصاد الصين بشكل ملحوظ خلال الربع الثاني من العام الحالي، لكن ما هي المحركات التي قادت مثل هذا الأداء؟

جاءت الإجابة تفصيلياً عبر تقرير صدر هذا الأسبوع عن معهد التمويل الدولي، حيث يعتقد أنه كان مدفوعاً في الأساس بقطاعي الصناعة والبناء.

ويتجسد هذا التعافي الاقتصادي المحلوظ لثاني أكبر اقتصاد حول العالم، من خلال نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو 3.2 بالمائة في الربع المنتهي في يونيو/حزيران الماضي بعدما انكمش بنحو 6.8 بالمائة في أول ثلاثة أشهر من 2020.

ويرجع هذا التعافي إلى السيطرة الفعالة على وباء "كوفيد-19" من جانب الصين، بالإضافة إلى دعم السياسة، ومع ذلك، كانت تدابير التحفيز تستهدف الشركات بشكل شبه تام.

وبشكل أساسي، فإن الأداء الاقتصادي للصين كان مدفوعاً بقطاعي الصناعة والبناء، وبدرجة أقل بقطاع العقارات، وفقاً لتقرير معهد التمويل.

وتعافى قطاع الصناعة، الذي يُشكل حوالي 28 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، بشكل حاد من تراجع بنحو 10.2 بالمائة في الربع الأول على أساس سنوي إلى ارتفاع 4.4 بالمائة خلال الربع الثاني.

كما شهد قطاع البناء، والذي يمثل حوالي 7 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، تعافياً في الربع الماضي ليتوسع بنحو 7.8 بالمائة بعد انكماش وصل إلى 17.5 بالمائة في بداية العام.

في حين ظلت الاستثمارات في القطاعات الصناعية ضعيفة، وهو الأمر الذي من المرجح أن يكون بسبب الأرباح الخافتة للشركات، بحسب التقرير.

ومع ذلك، فإن الإنتاج الصناعي تعافى سريعاً، في حين أن دخل واستهلاك الأسر لا يزال يشهد تراجعاً، كما يقول التقرير.

ومن المفترض أن تستمر سياسات التحفيز في دعم النمو الاقتصادي خلال النصف الأخير من العام، وخاصةً إذا كان بالإمكان خلق المزيد من الوظائف.

وفي الوقت نفسه، واصل قطاع خدمات المعلومات تحقيق تفوقاً في الأداء على بقية القطاعات لينمو بنحو 15.7 بالمائة خلال الربع الثاني، لكن ظلت الفنادق والمطاعم تعاني من الهبوط.

وعلى صعيد قطاع السيارات، فإنه عانى من تعافياً أكثر حدة حيث ارتفع بنحو 13.4 بالمائة في الربع الثاني مقابل هبوط نسبته 22.4 بالمائة في الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس/آذار الماضي.

وبالنسبة لاستثمارات الأصول الثابتة، فشهدت زيادة 4.8 بالمائة في الربع الثاني من 2020 بعدما تعرضت لهبوطاً بنحو 16.1 بالمائة في الربع الأول.

ورغم أن صادرات الصين تفوقت كذلك على التوقعات خلال الربع الماضي، حيث ارتفعت بنحو 4.3 بالمائة بعد هبوط 11.4 بالمائة في الربع الأول، لكن هذه الطفرة القوية في الصادرات استفادت من زيادة الطلب على المعدات الطبية.

ومع ذلك من الصعب الحفاظ على التعافي في الصادرات، بالنظر إلى أن ضعف الطلب العالمي قد يمتد لفترة أطول مما يهدد عرش الصادرات كمحرك رئيسي للنمو في السنوات المقبلة.

وعلى صعيد الآفاق المستقبلية، يتوقع معهد التمويل أن ينمو اقتصاد الصين بنحو 5.5 بالمائة خلال النصف الثاني من هذا العام، بسبب التأثير المستمر لجهود التحفيز التي اتخذت في وقت مبكر.

كما من المحتمل أن يتوسع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو 5 بالمائة و6 بالمائة على الترتيب خلال الفصلين الثالث والرابع، الأمر الذي سيؤدي إلى نمو بنسبة 2.2 بالمائة في مجمل عام 2020.