مباشر - عمر حسن: لم يمر يوم الرابع من أغسطس/ آب 2020 كغيره على لبنان، التي فزع سكان عاصمتها بيروت لصوت دوي انفجار هائل لا يعلم أحد مصدره، بعد عصر يوم هادئ، فاستحالت الظلمة نورًا بفعل ألسنة اللهب المتصاعدة في سماء بيروت، فماذا حدث؟
حريق ثم انفجار هائل
خبر عاجل على وكالة الأنباء الرسمية في لبنان نقلا عن مراسلها يفيد بسماع دوي انفجارات قوية في بيروت، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي.
بدأت الواقعة باندلاع حريق كبير في العنبر رقم 12 بالمقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت، حيث مستودع للمفرقعات، طبقا لأول رواية رسمية.
سرعان ما تطور الأمر لانفجار هائل خلّف عشرات القتلى ومئات الجرحى، ليخرج المدير العام للأمن العام في لبنان اللواء عباس إبراهيم، مصرحًا بأن كلمة مفرقعات تثير السخرية، وأن هناك مواد شديدة الانفجار مصادرة منذ سنوات.
مدير الأمن قال: إنه لا يمكن استباق التحقيقات والقول بأن هناك عملا إرهابيا أدى إلى انفجار أحد مستودعات مرفأ بيروت، حسبما نشرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية.
هرعت فرق الإطفاء لمحاولة السيطرة على الحريق الذي امتد لأكثر من ساعة، وقال محافظ بيروت، مروان عبود، إن 10 عناصر من رجال الإطفاء اختفوا ولا معلومات عنهم حتى اللحظة
وأضاف المحافظ: " كان هناك حريقا في البداية، بعد ذلك وقع الانفجار الذي لا نعرف أسبابه، الانفجار يشبه ما حصل في اليابان، بهيروشيما وناغازاكي، ما شفت بحياتي دمار بهذا الكبر.. هذه نكبة وطنية هذه مصيبة على لبنان".
قتلى وجرحى.. وخسائر لا تُحصى
تزايد سريع في وتيرة القتلى والجرحى، حيث صرح وزير الصحة حمد حسن بأن الحصيلة الأولية لانفجار مرفأ بيروت وصلت لـ73 قتيلاً و أكثر من 3700جريح، حتى كتابة هذا التقرير.
وأحدث الانفجار أضرارا كبيرة في قصر بعبدا، أدت إلى تحطم زجاج الأروقة والمداخل والصالونات، وخلع الأبواب والشبابيك في أجنحة القصر.
وقال سعد الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية سابقا، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" إن حجم خسائر انفجار مرفأ بيروت أكبر من أن يوصف، قائلا: "بيروت تستغيث"، وداعيا الجميع لنجدة أهلها.
طوارئ في لبنان
عقب ساعات قليلة من الانفجار، دعا الرئيس اللبناني ميشال عون إلى اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع، شارك فيه وزراء: الدفاع زينة عكر، الداخلية العميد محمد فهمي، المالية غازي وزني، الخارجية شربل وهبة، الاقتصاد راوول نعمة، العدل ماري كلود نجم، الاشغال ميشال نجار، والصحة حمد حسن.
وقرر المجلس إعلان بيروت مدينة منكوبة، كما رفع توصية بإعلان حالة الطوارئ في البلاد، بينما أعطى الرئيس توجيهات إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الانفجار الكبير، وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الامن، بالإضافة إلى إعلان حالة الحداد وتنكيس الأعلام في البلاد لمدة 3 أيام.
كما طلب الرئيس عون تقديم الإسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.
وخلال كلمة متلفزة، أكد رئيس الحكومة، حسان دياب، أن ما حدث بشأن انفجار مرفأ لبنان لن يمر من دون حساب، متابعا: "نكبة لا نستطيع تجاوزها الا بعزيمة وإصرار.. وسيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن وهذا وعد للشهداء والجرحى".
وناشد رئيس الوزراء الدول "الصديقة الوقوف إلى جانب لبنان لتبلسم جراج شعبه".
وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي كافة الأجهزة الأمنية إجراء الاستقصاءات والتحريات، وجمع المعلومات لمعرفة حقيقة الانفجار الذي وقع في المرفأ.
ومن جانبه أصدر وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي، قرارا بإلغاء الإجراءات المتعلقة بالإغلاق العام للمؤسسات العامة والخاصة ومنع التجول، والتي كان يفترض أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الغد في سبيل الحد من انتشار فيروس كورونا.
دعم دولي
تابعت الدول العربية انفجار مرفأ بيروت باهتمام بالغ، وأصدرت كل من: مصر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين والعراق، بيانات تؤكد فيها الوقوف إلى جانب لبنان في محنته، و والبحث في كيفية مساعدة لبنان في هذا الظرف الدقيق.
ووجه الأمير تميم بن حمد آل ثاني، حاكم إمارة قطر، بإرسال مستشفيات ميدانية إلى لبنان، خلال مداخلة له مع الرئيس اللبناني ميشال عون.
ترشيحات
ميشال عون يدعو لاجتماع طارئ للمجلس الأعلى للدفاع اللبناني
"كسر الزجاج وخلع الأبواب والشبابيك".. خسائرانفجار بيروت تصل القصر الجمهوري
بورصة الكويت ترتفع عند الإغلاق.. والمؤشر الرئيسي الخاسر الوحيد
