TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

انتعاش أسواق الأسهم وسط مخاوف من تقلباتها النصف الثاني 2020

انتعاش أسواق الأسهم وسط مخاوف من تقلباتها النصف الثاني 2020

شهد النصف الأول من عام 2020 تقلبات عالية متسارعة هي الأسوأ من نوعها في العصر الحديث، بسبب فيروس كورونا الذي كانت له تداعياته المتتالية على كافة أمور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في جميع أنحاء العالم، فأغلقت جميع الاقتصادات وحظر السفر والطيران الدولي وتباطأت حركة التجارة العالمية والنشاط الصناعي والخدمي، كما انخفضت أسواق تداول الأسهم العالمية في مارس،مما نتج عنه موجات صادمة حول العالم، وسط المخاوف المتزايدة من أن تفشي فيروس كورونا سيجر الاقتصاد العالمي إلى الركود الشديد مثل الركود العظيم في الثلاثينيات.

مع تسارع تفشي الفيروس وزيادة عدد الإصابات والوفيات، اضطر صانعو السياسات النقدية والمالية للتدخل من أجل تقليص أضرار تفشي الفيروس، وبدأت البنوك المركزية في خفض أسعار الفائدة كإجراء وقائي لحماية بلدانها من المشاكل الاقتصادية، وأدت الجهود المتماسكة لخفض أسعار الفائدة والإجراءات التحفيزية الواسعة إلى إغراق النظام المالي بوفرة السيولة، مما ساعد على تغذية الأسواق المالية والتي نتج عنها انتعاش قوي في أسعار الأسهم.

أسواق الأسهم تسترد خسائرها تقريبًا في النصف الأول

في شهر فبراير ارتفعت الأسهم إلى مستويات قياسية جديدة وسط تفاؤل المستثمرين بالمرحلة الأولي من الصفقة التجارية التي تم ابرامها بين الولايات المتحدة والصين في نهاية العام الماضي، ولكن سرعان ما تعرضت مؤشرات الأسهم العالمية لضربة قوية هي الأعنف في تاريخها تقريبًا في شهر مارس، حيث دمر الوباء الاقتصاد العالمي ليحول طريقة الناس في الحياة بين عشية وضحاها، وفرضت الحكومات إجراءات إغلاق صارمة لاحتواء انتشار الفيروس مما أدى إلى التوقف المفاجئ للعديد من الأنشطة الاقتصادية.

لقد أظهر الانخفاض السريع من ذروة الأسعار إلى منطقة السوق الهابطة مخاطر غير مسبوقة تؤثر على تقييمات السوق، لكن بعد سلسة كبيرة وسريعة من التحفيز المالي والنقدي تم سحب الأسواق من دوامة الهبوط إلى الانتعاش السريع، ليغلق مؤشر ناسداك النصف الأول من العام بمكاسب مدعومًا من أسهم شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك وميكروسوفت وأمازون وغيرها والتي سجلت مستويات قياسية جديدة.

بينما استعاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 جميع خسائره التي تكبدها في شهر مارس تقريبًا، ليغلق تعاملاته النصف سنوية متراجعًا بنحو 5.6%.

ولكن إذا حكمنا من خلال تعافي وانتعاش أسواق الأسهم فإنها لا تبدو قلقة للغاية بشأن الآفاق الاقتصادية القاتمة وتفشي الفيروس، ويمكن أن تواجه تقلبات ومكاسب محدودة في النصف الثاني من هذا العام، حيث لا تزال جائحة كوفيد19 هي المحرك الرئيسي لمسار الأسواق والاقتصاد.

إلى جانب عدم اليقين بشأن فيروس كورونا، تواجه الأسواق أيضًا حالة الاضطراب مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة وأن استطلاعات الرأي تُظهر تقدم نائب الرئيس السابق "جو بايدن" على الرئيس "دونالد ترامب".

لماذا لا يمكن مقارنة الأزمة الحالية بسابقتها؟

بعض الخبراء يتوقعون عواقب اقتصادية رهيبة لتفشي فيروس كورونا، ويقارنها الكثيرون بالأزمة المالية العالمية 2008 وأزمة الكساد العظيم 1929 وهي سنوات ارتبطت بانهيارات أسواق الأسهم الرئيسية متبوعة بركود عميق.

لكن في الحقيقة ما حدث في 2020 مختلفًا تمامًا عن تلك الأزمات السابقة ويجب التفاؤل بشأن أسواق الأسهم والاقتصاد، حيث أن انهيار أسعار الأسهم ليس نتيجة انهيار فقاعة الأصول ولكنه جاء نتيجة توقف النشاط الاقتصادي لفترة لمكافحة فيروس كورونا على عكس الأزمات السابقة، وبالتالي ليس هناك ما يستدعي لافتراض الركود الاقتصادي العميق وتباطؤ تعافي أسعار الأسهم مرة أخرى.

إن التعافي الاقتصادي حاليًا يعتمد بشكل أساسي على طريقة ادارة أزمة الفيروس دون التسبب في موجة ثانية من كوفيد19، في نفس الوقت تتسابق شركات الأدوية وشركات التكنولوجيا الحيوية على تطوير علاج ولقاح للفيروس الذي سيكون دافعًا قويًا لجميع الأسواق المالية.