TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

لماذا ترتفع الأسهم الأمريكية رغم تزايد إصابات الوباء؟

لماذا ترتفع الأسهم الأمريكية رغم تزايد إصابات الوباء؟

مباشر- أحمد شوقي: تواصل الأسهم الأمريكية مكاسبها مع صعود مؤشر "ناسداك" عند أعلى مستوى على الإطلاق، حتى مع تزايد إصابات وباء كورونا في ولايات متعددة مما أجبرها على تأجيل بعض خطط استئناف الاقتصاد.

ويمكن لأي شخص يبحث عن علاقة بين الأسواق وحالة الاقتصاد أن يشير إلى التراجع في الأسهم المرتبطة بالسفر منذ أن بدأ نمو عدد حالات الفيروس في أريزونا وفلوريدا وتكساس في أوائل يونيو/حزيران، بحسب "كونر سين" في رؤية تحليلية عبر وكالة "بلومبرج".

لكن مع جلب أخبار سارة يوم الأربعاء الماضي عن لقاح محتمل من شركة "فايزر" و"بوين تيك" ومع تجارب المرحلة الثالثة للقاحات الأخرى المقرر أن تبدأ هذا الشهر، يمكننا أن نبدأ في رؤية اختلاف أكبر بين البيانات الاقتصادية الحقيقية والصورة الوردية للمستقبل المسعرة من قبل الأسواق.

حتى الآن، هناك حجة مفادها أن الأسواق اتبعت إلى حد كبير تطور الفيروس والزخم الاقتصادي، حتى لو تم تسعير الأسواق لبيئة اقتصادية أقوى بكثير مما كانت عليه الولايات المتحدة في بداية يوليو/تموز.

وتحطمت الأسهم بين الجزء الأخير من فبراير/شباط ومن مارس/آذار مع تزايد الوعي حول انتشار الفيروس، وشهدت الولايات المتحدة موجة متواصلة من عمليات الإغلاق لمختلف أشكال النشاط الاقتصادي.

ووصلت الأسهم الأمريكية للقاع يوم 23 مارس/آذار، وهو نفس الأسبوع الذي وصلت فيه طلبات إعانة البطالة إلى الذروة عند 6.8 مليون وظيفة.

وكان الجزء الأول من أبريل/نيسان حتى أوائل يونيو/حزيران هو الوقت المناسب للتطورات المتعلقة بالفيروس والتعافي الاقتصادي وسوق الأوراق المالية.

وبلغ المتوسط المتحرك لمدة 7 أيام لحالات كورونا الجديدة في الولايات المتحدة ذروته في 10 أبريل/نيسان، والذي يصادف أنه كان نقطة منخفضة لإشغالات الفندق وحركة الركاب الجوية.

وارتفعت الأسهم مع إعادة فتح الاقتصاد، وكانت طلبات العاطلين عن العمل تنخفض وتراجع عدد حالات الإصابة بالفيروس حتى مع زيادة كمية الاختبارات.

ولكن منذ بداية يونيو/حزيران حدثت انتكاسة، ووصلت أعداد حالات الفيروس إلى مستويات قياسية جديدة في بعض الولايات الجنوبية التي أعادت فتح اقتصاداتها بعد عدم تضررها بشدة من كورونا في مارس/آذار وأبريل/نيسان.

وانخفض مؤشر الخطوط الجوية بأكثر من 25 بالمائة عن ذروته في 8 يونيو/حزيران، وأمر بعض المحافظين بإغلاق الحانات وأماكن تناول الطعام، وتفرض الولايات في الشمال الشرقي الحجر الصحي على الزوار من الأماكن الأكثر إصابة، وهناك دلائل على أن إنفاق بطاقات الائتمان قد يكون تباطؤ.

وللشهر الأول منذ مارس/آذار يمكننا أن نرى تدهوراً في أزمة الصحة العامة مع البيانات الاقتصادية في يوليو/تموز.

في الوقت نفسه قد يقترب الجدول الزمني للقاح والعلاجات الطبية، فمن المتوقع أن تبدأ "موديرنا" تجارب المرحلة الثالثة للقاح المحتمل في يوليو/تموز، مع حصول ما يصل إلى 30 ألف شخص على جرعة صغيرة.

وهناك لقاحات محتملة أخرى قريبة، حيث أثبتت شركة "فايزر" و"بوين تيك" أنها آمنة ودفعت المرضى إلى إنتاج أجسام مضادة في تجربة مبكرة صغيرة.

ويوم الثلاثاء، كرر خبير الأمراض المعدية "أنتوني فونشي" أمام الكونجرس أن اللقاح يمكن أن يكون متاحًا على نطاق واسع بحلول أوائل عام 2021، وأعادت إدارة الغذاء والدواء إرشاداتها للموافقة على التطعيمات.

على الرغم من عدم وجود ضمان بأننا سنحصل على لقاح على الإطلاق، فقد لا يمر وقت طويل قبل أن تتغير الحكمة التقليدية حول توفر اللقاحات من 12 إلى 18 شهرًا إلى ما يشبه ذلك في غضون 6 أشهر.

خلال الشهر أو الشهرين التاليين يمكننا أن نواصل التعامل مع الروايات المتضاربة لتفاقم الوباء، ولكننا سنكون أكثر وضوحًا حول الجدول الزمني وفعالية اللقاح النهائي.

ومن المحتمل أن الأسواق، مثلما كانت في مارس/آذار، ستعاني من الخوف وعدم اليقين بشأن الآثار السلبية الناجمة عن الوباء الذي يضر بالنشاط الاقتصادي والعمالة وأرباح الشركات.

ولكن من المحتمل تمامًا أنه إذا كان لدى المستثمرين ثقة أكبر في وجود ضوء في نهاية النفق، فستتجاوز الأسواق أي تدهور على المدى القصير مع تحول تركيزها إلى نهاية لأزمة الصحة العامة وانتعاش اقتصاد أقوى في عام 2021.