TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

الوباء والبطالة والتظاهرات..هل يشهد ترامب أيامه الأخيرة في البيت الأبيض؟

الوباء والبطالة والتظاهرات..هل يشهد ترامب أيامه الأخيرة في البيت الأبيض؟

مباشر - سالي إسماعيل: هل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مأزق حقاً؟، إذا كانت الإجابة بالإيجاب فلن يكون من الصعب رؤية العوائق أمام الفوز بجولة رئاسية ثانية.

وفي تطور سريع وتدهور واضح في كافة الأوضاع داخل الولايات المتحدة، يبدو أن ترامب يواجه صعوبات أمام النجاح في انتخابات الرئاسة الأمريكية المزمع عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وسط ضربة قوية لشعبية الرئيس.

وبعد أشهر من التفاخر بالأداء الاقتصادي الرائع للغاية وسط تراجع معدل البطالة لأدنى مستوى في نصف قرن تقريباً مع تسارع الأجور وارتفاع ثقة المستهلكين، فضلاً عن المكاسب التاريخية في أسواق الأسهم الأمريكية، فإن الوضع الآن تحول للأسوأ.

وفي حين أن تفشي الوباء العالمي "كوفيد-19" لم يكن خطأ إداري على الإطلاق، فإنه أضر بشدة اقتصاد الولايات المتحدة والتي كانت الدولة الأكثر تضرراً من هذا الفيروس المميت مع تسجيلها أكبر عدد في الإصابات (1.8 مليون شخص) والوفيات (105 آلاف متوفي).

واضطرت الولايات المتحدة، شأنها في ذلك شأن الدول في كافة أنحاء العالم، تنفيذ عمليات إغلاق وطني أدت إلى جمود الاقتصاد الأمريكي وتسريح ملايين العمال، ما أضر بشعبية الرئيس دونالد ترامب الذي كان يستعد للفوز بجولة رئاسية ثانية.

وشهد سوق العمل الأمريكي فقدان نحو 30 مليون وظيفة خلال شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان مع تسارع معدل البطالة لأعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية، وسط توقعات بفقدان نحو 8 ملايين وظيفة أخرى في شهر مايو/آيار الماضي.

كما انزلق اقتصاد الولايات المتحدة خلال الربع الأول من هذا العام في حالة من الانكماش (هبوط 5 بالمائة) وهي أكبر وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، وسط توقعات بانكماش أكثر حدة (هبوط 40 بالمائة) في الثلاثة الأشهر التي سنتنهي في يونيو/حزيران الجاري.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أثار الرئيس ترامب مجدداً خلافات مع الجانب الصيني، لكنها لم تكن هذه المرة تجارية في المقام الأول، وإن كانت الأمور التجارية تشهد هي الأخرى منشاوات بين الحين والآخر.

ويُحمل الرئيس الأمريكي، الذي تولى المنصب في أوائل يناير/كانون الثاني عام 2017، الصين مسؤولية تفشي وباء كورونا عالمياً وسط تهديدات بفرض تعريفات على البلاد، وهي الاتهامات التي نفتها بكين مراراً.

وبعيداً عن نزاع الوباء، كشر ترامب عن أنيابه بعد تمرير البرلمان الصيني مشروع قانون جديد للأمن القومي في هونج كونج من شأنه تقييد الحريات في المدينة التي شهدت احتجاجات منددة بالديمقراطية في العام الماضي.

وقرر الرئيس الأمريكي اتخاذ إجراءات لإنهاء الأعمال في هونج كونج وفرض عقوبات على مسؤولين صينيين رداً على قرار بكين ضد المدينة التي تعد مركز مالي رئيسي.

وفي سياق آخر، اندلع في عدد من الولايات الأمريكية احتجاجات تندد بمقتل المواطن الأمريكي من أصل أفريقي ويُدعى "جورج فلويد"، لكن الأمر تطور إلى مظاهرات عنيفة، ما دفع الرئيس ترامب للتهديد بنشر الجيش من أجل وقف أعمال العنف.

وتمركز الضرر الأكبر في كل ما سبق في مسألة شعبية الرئيس الأمريكي، الذي اعتاد على تسجيل مستويات مرتفعة من الرضا بشكل عام عن أدائه الوظيفي، لكن الوضع اتخذ اتجاهاً عكسياً مؤخراً.

وفي 1 مايو/آيار الماضي، بلغت شعبية الرئيس 43.3 بالمائة مقابل رفض 50.7 بالمائة، بحسب تقديرات مؤسسة "فايف ثيرتي إيت"، والتي تعتمد على المتوسط المعدل لجميع استطلاعات الرأي.

لكن حالياً، على الرغم من أن قبول ترامب تراجعت قليلاً إلى 42.9 بالمائة لكن الرافضين للرئيس زادت نسبتهم بنحو ثلاث نقاط مئوية لتصل إلى 53.6 بالمائة.

ويعني ذلك أن أرقامه تتشابه مع اثنين من الرؤساء الأمريكيين السابقين المنتخبين والذين هزموا عند الترشح لولاية ثانية وهما "جورج إتش دبليو واشنطن" و"جيمي كارتر".

كما أن هذه الأرقام أقل من اثنين من الرؤساء الذين أعيد انتخابهم لولاية ثانية وهما "باراك أوباما" و"جورج دبليو بوش"، كما أنها أقل بكثير من الرؤساء الذين حققوا نجاحاً ساحقاً وهم "ريتشارد نيكسون" و"رونالد ريغان" و"بيل كلينتون".

ويوضح تقرير للكاتب "جوناثان برنشتاين" عبر وكالة "بلومبرج أوبينيون" أن هناك الكثير من التكهنات حول كيفية تأثير الجولة الحالية من الاحتجاجات بشأن عنف الشرطة على احتمالات إعادة انتخاب ترامب.

وفي تحليل تحت عنوان "ترامب في ورطة" نشره موقع "ناشيونال ريفيو" للخبير في معهد أمريكان إنتربرايز "ماثيو كونتينتي"، يرى أن انتخابات عام 2020 تبدو أكثر فأكثر وكأنها مسابقة بين الحظ والتجارب السابقة، حيث يوجد من جهة يوجد الحظ الجيد، في حين على الجانب الآخر يوجد وزن التاريخ.

ويضيف أن كل رئيس أمريكي أعيد انتخابه كان تقييم قبوله لدى الشعب الأمريكي تجاوز 50 بالمائة مرة واحدة على الأقل وأكثر من مرة في كثير من الأحيان طبقاً لاستطلاعات مؤسسة جالوب منذ عام 1935، وهو أمر لم يمر به الرئيس ترامب من قبل.

وهناك مسألة أخرى، تطرق إليها الاستراتيجي "كونتينتي" وهي أنه منذ عام 1940 لم يتم إعادة انتخاب رئيس أمريكي ومعدل البطالة في البلاد يتجاوز 10 بالمائة.

ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة من 14.7 بالمائة إلى مستوى أقل قليلاً من 20 بالمائة بنهاية شهر مايو/آيار الماضي.

وكان جورج دبليو بوش الذي تمكن من هزيمة جون كيري في عام 2004، واجه مثل ترامب أزمة غير متوقعة في ولايته الأولى وهي هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية، لكن تأييد الناخبين جاء من منطلق محاربة الإرهاب.

وفي استطلاع للرأي أجرته "رويترز مع إيبسوس" يوم 27 مايو/آيار الماضي لنحو 4429 أمريكياً، رفض الشعب تعامل الرئيس ترامب مع وباء كورونا في حين دعموه فيما يتعلق بالاقتصاد والوظائف، حيث بلغ الرضا عن وظيفته 41 بالمائة.

 

 

وبحسب مسح أجرته وكالة فوكس والذي عقد يوم 21 مايو/آيار الماضي، كان الرضا عن أداء الرئيس يبلغ 44 بالمائة، وهي مستوياته بعيدة عن تمكين ترامب من الفوز بفترة ولاية ثانية.