TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

تقرير: كيف دخلت "إن إم سي" للرعاية الصحية غرفة الإنعاش؟

تقرير: كيف دخلت "إن إم سي" للرعاية الصحية غرفة الإنعاش؟
مقر مجموعة "إن إم سي" للرعاية الصحية

مباشر - إيناس بهجت: شهدت أزمة مجموعة "إن إم سي" للرعاية الصحية، المتعثرة التي تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً، لها تطورات متلاحقة خلال الأيام الماضية، مع الإعلان عن نتائج التحقيقات بشأن إفلاسها.

وتسارعت التطورات للأزمة التي تطفو على السطح ما بين اختلاسات لمؤسسات مالية وشركات وبنوك داخل الإمارات وخارجها، وتجاوزات محاسبية داخل المجموعة، إضافة لإتهامات بالاحتيال للمدير والمؤسس الهارب من المساءلة القانونية، إلى جانب تغيير للإدارة العليا، وتحقيقات للإدارة السابقة، وصولاً إلى إجراء مفاوضات مع الدائنين لحل الأزمة واستمرارية العمل.

وفي نقاط محددة نرصد أهم تلك التطورات تدريجياً منذ إزاحة الستار عن تلك الأزمة والتي تمتد تلك الفترة لنحو قرابة 4 أشهر منذ ظهورها، ومن أين بدأت قصة مجموعة "إن إم سي" للرعاية الصحية التي عمرها يتجاوز 46 عاماً، وفقاً لتقارير وبيانات رسمية: 

- عام 1974، خطرت للميلياردير الهندي "شيتي" فكرة إنشاء عيادة وصيدلية في شقة من غرفتين في منطقة مدينة زايد، وبدأ المركز الطبي الجديد بطبيب وطبيب أسنان ومختبر لعلم الأمراض مجهز بالكامل، وكان المركز فريداً من نوعه في ذلك الوقت.

- عام 1975.. تأسست مجموعة "إن إم سي" للرعاية الصحية  على يد الميلياردير الهندي ورئيسها التنفيذي "بي آر شيتي" في إمارة أبوظبي وسرعان ما توسعت أعماله لتنطلق من الإمارات أكثر ن 19 دولة حول العالم، وهي مدرجة الآن في بورصة لندن، وتوسعت في استثماراتها إلى أن وصل عدد موظفيها حتى الآن أكثر من ألفي طبيب ونحو 20 ألف موظف آخر في 19 دولة.

وتمتلك "إن إم سي" حالياً ما يفوق نحو 200 مرفقاً، تضم مستشفيات ومراكز طبية ومرافق رعاية طويلة الأمد، ومراكز جراحات يومية، ومراكز أمراض الخصوبة، ومزودي خدمات صحية منزلية. 

- عام 1980.. قرر "شيتي" تنويع أعماله من خلال إنشاء "الإمارات للصرافة" (UAE Exchange)، التي تعد واحدة من أكبر الشركات العاملة في مجال خدمات تحويل الأموال. 

- عام 2003.. غامر في مجال تصنيع المستحضرات الصيدلانية بإنشاء مصنع حديث في أبوظبي، مصنع "نيوفارما" الذي قدرت قيمته عام 2015 بنحو 2 مليار دولار.

- عام 2018.. استطاع "بي آر شيتي" أن يستحوذ على المرتبة السابعة قائمة صادرة من "أريبيان بزنس" عن أبرز 20 رجلاً من رجال الأعمال الهنود في دولة الإمارات  بثروة تبلغ 2.45 مليار دولار.

- وفي عام 2019.. تم ادراج "فينابلر" في بورصة لندن في 2019، بعد أن توسع "شيتي" لإنشاء الشركة المتخصصة في المدفوعات والصرافة "فينابلر"، والتي تنضوي تحت مظلتها كلٌ من "الإمارات للصرافة" و"ترافيليكس القابضة" و"إكسبريس موني".

ظهور القصة على السطح

قائمة البنوك والشركات الإماراتية المنكشفة على إن إم سي للرعاية الصحية

- 17 ديسمبر/كانون الأول من عام 2019.. بدأت أزمة مجموعة "إن إم سي" للرعاية الصحية، حيث كشفت تقرير شركة مادي ووترز، الأمريكية المتخصصة في البيع على المكشوف، أن هناك تضخم في الأرصدة النقدية، والمدفوعات الزائدة عن الأصول وأقل من ديونها.

- مطلع عام 2020.. أكدت مجموعة "إن إم سي" ما تزعمه التقارير الصحفية  من ذلك الوقت، بالإعلان عن ارتفاع ديونها إلى 6.6 مليار دولار، وهو أعلى بكثير من 2.1 مليار دولار من بياناتها المعلنة لعام 2019،{غم محاولاتها للتستر على تلك الديون الثقيلة.

- 7 فبراير/شباط 2020.. فوجئ الجميع بسفر مؤسس المجموعة المتعثرة إلى خارج الإمارات متوجهاً إلى الهند، ما أثار الشكوك حول شبهة أنشطة تلك المجموعة.

- 11 مارس.. قالت شركة إن.إم.سي.هيلث الواقعة في دولة الإمارات إنها رصدت ديوناً تتجاوز قيمتها 2.7 مليار دولار، وهي ديون لم يُكشف عنها لمجلس الإدارة من قبل، وربما استخدمت هذه المبالغ في أغراض لغير أغراض المجموعة.

- 26 مارس.. عيّن مجلس إدارة شركة"إن إم سي هيلث"، الشريك الإداري لشركة "إثمار كابيتال بارتنرز"، فيصل بلهول، في منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للشركة، التي تجري مراجعة شاملة بشأن ديونها وإجراءات مالية سابقة.

- 1 أبريل.. خرج بنك أبوظبي التجاري الذي يعتبر من أكبر البنوك الإماراتية ليؤكد أنه من أحد أكبر المقرضين لشركة "إن إم سي" الطبية، بمبلغ يصل إلى مليار دولار  ما يعادل 3.67 مليار درهم، لتتوالى البنوك الإماراتية بعده بالانكشاف عن ديونها والتي تجاوزت 9 مليار درهم.

- 4 أبريل.. أعلن بنك أبوظبي التجاري، عن تقدمه بطلب إلى المحكمة البريطانية العليا للسماح بتعيين حارس قضائي على شركة "إن إم سي" للرعاية الصحية.

الرئيس التنفيذي الجديد لـ

في نفس اليوم وتزامناً مع ذلك كشف فيصل بلهول رئيس مجلس الإدارة التنفيذي الجديد في "إن إم سي هيلث" عن خطة استراتيجية لإنقاذ أحد الشركات الكبرى في مجال الرعاية الصحية في دولة الإمارات، مطالباً بتأجيل بمستحقاتهم لمنح فريق الإدارة الجديد فترة كافية لإعداد خطة التعافي وتنفيذها.

- 8 أبريل.. قال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي الجديد لشركة "إن إم سي هيلث"، فيصل بلهول، إن الشركة تواصل المفاوضات عن كثب مع البنوك الدائنة بهدف التوصل إلى حلول واقعية خلال فترات زمنية قصيرة، مؤكداً ينلاحق المتخلسين وحماية حقوق المساهمين وتحقيق العدالة.

- 9 أبريل.. تم تعيين الحراس القضائيين لشركة إن إم سي المحدودة بقرار من المحكمة العليا في إنجلترا وويلز، وذلك في أعقاب التماس قدّمه بنك أبوظبي التجاري، أكبر الدائنين لشركة إن إم سي.

وشرعت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة في تحقيق حول أنشطة "إن إم سي هيلث" بعد تعليق أسهم الشركة من التداول في بورصة لندن.

- 12 أبريل.. أكدت مجموعة "الفاريز أند مارشال" الأمريكية للخدمات المهنية، الوصي القانوني المعين مؤخراً على مجموعة إن إم سي لخدمات الرعاية الصحية التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، أن مجموعة "إن إم سي" لن تخضع لإجراءات التصفية، مشيرة إلى أن تلك الحالة  ليست هي حالة التصفية التي تعني إغلاق منشأة تجارية، وبيع أصولها نظير أكبر مبلغ ممكن، إنما تمرير إدارة شركة تعاني صعوبات مالية إلى جهة محترفة.

- 13 أبريل.. تشكيل لجنة تنسيق لإعادة هيكلة الديون بين المقرضون الرئيسيون لشركة "إن إم سي" للرعاية الصحية المتعثرة، لتعد خطوة كبيرة نحو إعادة هيكلة ديون.

وستقود المحادثات مه المجموعة من قبل اللجنة البنوك التالية: "إتش إس بي سي هولدنجز"، و"باركليز"، و"ستاندرد تشارترد"، ستنضم إلى "بنك أبوظبي التجاري"، و"بنك دبي الإسلامي"، و"مصرف أبوظبي الإسلامي".

- 14 أبريل.. أعلن الحراس القضائيين لشركة "إن إم سي" للرعاية الصحية، عن تشكيل مجلس إدارة جديد للشركة، على أن تتمثل أولوية المجلس الجديد في العمل مع المدراء لتطبيق التغييرات في معايير الحوكمة المؤسسية في مجموعة "إن إم سي".

وتم إقالة الأشخاص التالية من المجلس القديم وهم: فيصل بلهول وعائشة محمد وجوناثان بومفورد وباتريك جيمس ميد وسلمى علي سيف بن حرب وطارق النابلسي.

وفي ذات اليوم، قال فيصل بلهول، رئيس مجلس إدارة شركة "إثمار كابيتال بارتنرز": "على الرغم من السلبيات العديدة التي يحملها قرار وضع الشركة تحت الوصاية، إلا أنها كانت السيناريو الوحيد الذي أتاحته الظروف، وخاصة بعد أن أكد "بنك أبوظبي التجاري" حرصة على إنقاذ الشركة باعتبارها قادرة على مواصلة عملها، بدلاً من اللجوء إلى تصفية الشركة"، وفقاً لبيان صحفي.

وأضاف فيصل بهلول بقوله: "لقد حرصت ومنذ البداية، بصفتي رئيساً لمجلس إدارة "إثمار كابيتال" التي تمتلك 9 بالمائة من أسهم شركة "إن إم سي"، على تحقيق الاستقرار المالي والتشغيلي للشركة، وضمان قدرتها على مواصلة توفير خدمات الرعاية الصحية في دولة الإمارات.

- 15 أبريل.. طالب مايكل دافيس الرئيس التنفيذي الجديد بالإنابة لشركة "إن إم سي" للرعاية الصحية، جميع البنوك المقرضة للشركة، بأن تواصل التجميد المؤقت على الدفعات المستحقة، لضمان استمرار سير الأعمال وتحقيق الفائدة لجميع الأطراف المعنية. 

وفي اليوم نفسه، أعلن بنك أبوظبي التجاري أنه يباشر في إجراءات شكاوى جزائية لدى النيابة العامة في أبوظبي ضد أفراد لهم علاقة بـ "إن إم سي" وهم بافاجوثو راغورام شيتي، براسانث ماغات، سوريش كومار، براشانث شينوي، سعيد محمد بطي محمد القبيسي، وخليفة بطي عمير يوسف أحمد المهيري.

-18 أبريل.. قال بي آر شيتي، مؤسس "إن إم سي" أكبر مزود خاص لخدمات الرعاية الصحية بدولة الإمارات، إنه سيعود للإمارات فور انتهاء قيود السفر بسبب "كورونا"، موضحاً سبب سفره للهند لأسباب شخصية، نافياً أي تكهنات بشأن عمليات احتيال مدبرة.

وأكد في بيانه أنه يجري تحقيقات خاصة به بشأن تلك الواقعة، وأنه سيبحث الرد بالطريقة المناسبة ومع السلطات المختصة سواء داخل الإمارات أو خارجها. 

-19 أبريل.. كانت أخر ما تم الإعلان عنه من قبل شركة "مودي ووترز" الأمريكية للأبحاث، حيث تعتقد أن مجموعة "إن إم سي" للرعاية الصحية، تلاعبت في ميزانيتها العمومية لتقليل الديون عمدا، لافتة إلى أن استثماراتها تمت بكلفة عالية جداً لا يمكن قبولها، ما يثير المخاوف من وجود احتيال لتضخيم وسرقة أصول الشركة، في انتظار مزيد من نتائج التحقيقات حول تلك الملابسات.

ترشيحات:

تقرير: "إن إم سي الصحية" أزمة تتفاقم وشركات إماراتية تعلن حجم الديون

تقرير: 9.6 مليار درهم قيمة انكشاف 16 بنكاً على أزمة "إن إم سي للرعاية الصحية"