مباشر- هبة الكردي: بدل انتشار فيروس كورونا دفة قطاع البتروكيماويات المصري، ليشهد حالة من الاضطراب الشديد بعد مرحلة الازدهار في المبيعات، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لخفض أسعار الطاقة الذي من المفترض أن يدعم موقفها.

وتوقعت فاروس للأبحاث في مذكرة بحثية اطلع عليها "مباشر"، ألا تحقق الشركات طفرة كبيرة في الأداء في ضوء الأوضاع الراهنة، وحتى مع خفض أسعار القيم مرة أخرى للمنتجين.

وقالت: إن تأثير القطاع بانتشار الفيروس تجلى في عدد من النقاط، وذلك اتضح من خلال حديثها مع شركات القطاع.

وذكرت فاروس أن المصانع لا تزال قادرة على العمل طوال اليوم (24 ساعة)، بواقع دورتين عمل في اليوم (8 ساعات و16 ساعة) لتوافق مع قرار الحظر الصحي، لافتة إلى أن الشركات تحرص أيضاً على ألا يحضر أكثر من 50% من طاقمها الإداري إلى مقراتها في اليوم الواحد.

ولفتت فاروس إلى ارتفع الطلب المحلي على منتجات الصودا الكاوية والكلور، لأنه من مدخلات تصنيع منتجات التنظيف.

وتابعت: في شهر مارس، تمكن المنتجون من زيادة الأسعار ورفع الطاقة الإنتاجية لتلبية احتياجات الطلب المحلي.

وأشارت فاروس إلى أن المنتجين يدفعون الآن رسوماً مخفضة مقابل حصولهم على الكهرباء، المادة الخام الأساسية، بعد خفض أسعار الكهرباء في مصر بواقع 0.10 جنيه لكل كيلوواط في الساعة.

وعن الأسمدة الأزوتية، قالت فاروس إنه لم يقل الطلب العالمي عليها، في ظل الاحتياج الكبير لها في عمليات الزراعة.

وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار صادرات اليوريا المصرية إلى 265 دولاراً للطن بعد انقطاع سلسلة التوريد من الصين، لكنها عادت لتنخفض إلى 245 دولاراً للطن بعدما بدأت معدلات التشغيل في الصين تعود ببطء لطبيعتها.

وذكرت أن المنتجين تمكنوا من الحفاظ على معدلات استخدام كاملة (أي بنسبة 100%) في الربع الأول 2020، مع عدم تأثر الصادرات، ولكن لا توجد رؤية مستقبلية واضحة في الربع الثاني 2020، خصوصاً للطلب العالمي.

وبحسب المذكرة، تعتقد الشركات أن سيناريو تحرير السوق المحلي لم يعد محتملاً في 2020 في ظل الظروف الحالية.

وفيما يخص الأسمدة الفوسفاتية، نوهت بتراجع معدلات الطلب عليها في السوق المحلي خلال الربع الأول نتيجة عوامل موسمية، ولا توجد رؤية مستقبلية واضحة لها في الربع الثاني 2020، لذا انخفضت معدلات الاستخدام في المصانع بعدما أصبحت رؤيتها المستقبلية للصادرات ضبابية في هذه اللحظات.

وترى فاروس أنه من المحتمل أن تواجه الشركات بعض العراقيل عند استيراد الكبريت كمادة خام، خاصة إذا قارب المخزون الحالي على الانتهاء.

وفي ظل معدلات الإنتاج المنخفضة الحالية، تتوقع فاروس أن يدوم الاحتياطي من الكبريت لمدة لا تقل عن 3 أشهر.

وعلى مستوى شركات خدمات الغاز والكهرباء قالت المذكرة، إنه لم تظهر أي تداعيات سلبية على القطاعات العاملة في مجال الكهرباء، لكن تأثرت القطاعات العاملة في تسويق منتجات الغاز بانخفاض الطلب في محطات الوقود.

أما توصيلات الغاز، أشارت إلى أنه مع أن هذا النشاط لم يتأثر بعد، لكنه من الممكن أن تظهر عليه تداعيات سلبية بداية من الربع الثاني 2020 لأن المجمعات السكنية المطبق عليها إجراءات العزل بدأت تحظر دخول الفنيين.

وتابعت: شركات البتروكيماويات تمر بفترة زيادة هامشية في الطلب على مستوى السوق المحلي لأن المنتجات الصينية التي أغرقت السوق بدأت تنفد من الأسواق، أما أسواق الصادرات، فمازالت تمر بحالة من الجمود نتيجة تفشي الفيروس في العالم، مما أدى إلى هبوط حاد في مستويات الطلب.

ونوهت بانخفاض أسعار البولي إيثلين مرة أخرى بنسبة 7% خلال شهر مارس لتصل إلى 790 دولاراً للطن، وهو السعر الأقل منذ 2008.

ولفتت إلى أن الشركات تحافظ على معدلات استخدام مكتملة على الرغم من ضعف الطلب نسبياً، مما ستنتج عنه زيادة في مستويات المخزون ومتطلبات رأس المال العامل.

وعن مصافي التكرير، قالت إنها تعمل بكامل طاقتها، لكنها تشك بأن هذه الوضعية ستستمر في الربع الثاني 2020 لأن الطلب على النفط ومشتقاته (كالديزل ووقود الطائرات والجازولين) انخفض بشدة.

ومن ناحية أخرى، تراجعت هوامش عمليات التكرير، حيث تراجع زيت الوقود الثقيل (HFO) المحتوي على نسبة عالية من الكبريت بنسبة 42% منذ بداية العام الحالي ليصل سعره إلى 201 دولار للطن.

وذكرت أن الشركات اتخذت قراراً بتعليق المشروعات الكبيرة وخطط التوسع بوجه عام، متوقعة أن نرى سلسلة كبيرة من التأجيلات، وذلك على مستوى جداول الانتهاء من المشروعات، وتسليم دراسات الجدوى، والإطار الزمني لعمليات التنفيذ.

ترشيحات:

تقرير: عاملان يرسمان ملامح صناعة الدواء في مصر بعصر "كورونا"

الضرائب المصرية تصدر توضيحاً بشأن سداد المستحقات نقداً أو بشيكات

السيسي وماكرون يبحثان التعاون بشأن أزمة "كورونا"